Mr. Jackson
@mrjackson

بزشکيان..خلط الاوراق والهروب للأمام

يحاول النظام الايراني کعادته دائما الى الايحاء بأن الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز مسعود بزشکيان، کانت ناجحة تماما وإنها ستمنح المزيد من القوة والثبات للنظام کي يستمر ويتخطى هذه المرحلة الصعبة بعد مصرع ابراهيم رئيسي.

النقطة التي يرتکز عليها النظام الايراني ويسعى من أجل الانطلاق من خلالها، تسعى لجعل بزشکيان يبدو کشخصية سياسية مختلفة عن الآخرين في النظام وإنه سيتبع طريقا وسياقا مختلفا عن أسلافه ولذلك فمن الممکن أن يحدث تغييرا من حيث التأثير على المنطقة والعالم.

ليست هذه المرة الاولى التي يلعب فيها النظام الايراني هکذا لعبة ويريد إلهاء الشعب الايراني والمنطقة والعالم بها، فقد سبق وإن لعب مثلها خلال عهد الرئيس الاسبق محمد خاتمي، وحتى خلال عهد ابراهيم رئيسي، ومن خلال عملية مراجعة دقيقة لأوضاع النظام خلال هذه الفترات، نجد إن النظام کان يعاني خلالها من أوضاع وتحديات صعبة کان يحتاج الى نوع من المناورة والتغطية في سبيل درء التهديدات المحدقة به.

المرحلة الحالية والتي هي حاصل تحصيل أوضاع متأزمة وحرجة بدأت بوضوح وبشکل خاص منذ 28 ديسمبر2017 و15 نوفمبر2019 و16 سبتمبر2022، وهذه الاوضاع ولدت واقعا محتقنا أشبه ببرکان أو ببرميل بارود يحتاج الى مجرد شرارة لتفجيره، والذي زاد الطين بلة بالنسبة للنظام إن مقاطعة الشعب الايراني للإنتخابات ولاسيما التشريعية الاخيرة وزيادة نشاط وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق بالاضافة الى مصرع إبراهيم رئيسي، قد أضفت المزيد من الخطورة والتأزم على الاوضاع وحتى إن إندلاع إحتجاجات عارمة وأکثر قوة من السابق، صار أمر يحذر منه مسٶولون في النظام نفسه، ولذلك فقد تم دفع بزشکيان الى الواجهة مع حملة التهويل المشبوهة والمضللة التي رافقته وترافقه من أجل خداع الجميع والتمويه عليهم.

لکن، هل حقا إن بمقدور بزشکيان أن يحقق ثمة تغييرات لصالح النظام ويمکن أن يحدث تغييرا ولو طفيفا في المعادلة القائمة بين العالم والنظام لصالح الاخير؟ من السذاجة أخذ هکذا إحتمال أو حتى التفکير به، ذلك إن بزشکيان في النتيجة ومن خلال مراجعة ماضيه البعيد والقريب والحالي، لم يکن سوى مجرد دمية وبوقا للنظام ولايختلف عن أقرانه شيئا، فحاله کحال محمد خاتمي أو حسن روحاني أو حتى إبراهيم رئيسي، فهو يريد إنقاذ النظام وضمان بقائه وإستمراره، وکل مايمکن أن يقوم به هذا الرجل هو مجرد عملية خلط أوراق من أجل حرف الانظار عن الاوضاع الصعبة للنظام وإحتمال إنفجار الغضب الشعبي بوجهه وتزامنا مع ذلك فإن بزشکيان وعلى خطى أسلافه ومن أجل أن يضمن تحييد الاوضاع لصالح النظام فإنه سيواظب على عملية الهروب للأمام!

ولكن إذا ادعى بزشكيان أنه مختلف عن الآخرين، وإذا كان على حق، فعليه أن يستجيب للمطالب البسيطة جدا للشعب الإيراني، منها:

إلغاء الحجاب الإلزامي وجمع دوريات لقمع النساء.

إطلاق سراح السجناء السياسيين.وينبغي أن تفتح أبواب السجون أمام بعثات تقصي الحقائق.

إيقاف عقوبة الإعدام والتعذيب والبتر وقلع العينين.

إلغاء حجب الإنترنت. إلغاء ممثلي الولي الفقيه و الباسيج والحرس والمخابرات وقوات الأمن من الجامعات.

وعليه أن تحل المحاكم المضادة للثورة ومجلس صيانة الدستور، وأن تجدد الانتخابات البرلمانية دون الالتزام بولاية الفقيه.

توفير الظروف لحرية التعبير والتجمع.

ضمان حقوق العمال والكادحين والموظفين التربويين والممرضين والمتقاعدين بآرائهم الخاصة.

تخفيض أسعار الضروريات والخدمات الأساسية مثل الخبز والماء والكهرباء والغاز والبنزين والأدوية والسكن. هذه هي المطالب الدنيا للشعب.

والحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه يعيش ظروف الإطاحة به. ورئيسه الجديد لا يريد ولا يمكنه اتخاذ أدنى خطوة على طريق التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *