Mr. Jackson
@mrjackson

حماس – نتنياهو .. وفلسطين

طارق الحجيري 

منذ ولادة حركة المقاومة الاسلامية حماس عام 1987 راحت تُقَّدم خصومتها الفلسطينية الداخلية، مع منظمة التحرير وتحديدا حركة فتح، على عدائها لإسرائيل.

عندما بدأت منظمة التحرير مفاوضات السلام في مدريد واوسلو ثم توقيع اتفاقية  في البيت الأبيض وقفت حماس ضد الاتفاق المعروف ب”اتفاق اوسلو” وناصبته العداء تماما كاليمين الاسرائيلي، باشرت العمليات الانتحارية “الاستشهادية” لتقويض أوسلو، فيما اليمين الاسرائيلي المتطرف قتل اسحق رابين شريك أبو عمار في السلام و”نوبل للسلام “.

عند محاصرة عرفات في المقاطعة من قِبَل اليميني المتطرف شارون وتسميمه لاحقا، بدأت حماس إعداد العدة للسيطرة على غزة ب “قبة باط ” اسرائيلية وذاك ما حصل تماما عام 2007 عندما سيطرت حماس على غزة وأعدمت المئات من شرطة السلطة الفلسطينية ورمت بعضهم أحياءً من ابراج غزة العالية حينها قبل تدميرها حاليا.

بغياب الشهيد أبو عمار برمزيته وقدرته القيادية وعجز خَلَفَه محمود عباس ” ابو مازن ” عن تقديم نفسه كزعيم فلسطيني فعلي، كَثُرَ المال القطري والايراني على حماس وكيانها “نكاية بالسلطة” ذلك كان بمثابة “الهدية السماوية” التي ينتظرها اليمين الصهيوني المتطرف لدفن أوسلو نهائيا والى الأبد.

جاءت عملية “طوفان الأقصى” الذريعة التي استغلها نتنياهو ولا يزال لتدمير غزة وتهجير أهلها، فقد أحال الإجرام الصهيوني قطاع غزة إلى أكوام ردم وخراب، مدن أشباح تستحيل الحياة فيها ولن يتوقف الا بتطهيره من أهله الأبرياء المفجوعين.

اليوم ينتظر نتنياهو “هدية سماوية “جديدة لتدمير الضفة الغربية والسلطة، اعادة الاستيطان ووأد القضية الفلسطينية نهائيا، فيما شركاء “وحدة الساحات” مع حماس يتفقون فوق الطاولة مع الاميركي “الشيطان الأكبر” بهدف “دوزنة الردود” على ضربات اسرائيل في عمق الضاحية وطهران ودمشق واليمن.

على مشارف السنة من شعارات حماس الثورية “تحرير كل الأسرى + ازالة أخر احتلال في العالم” بات السنوار يطالب بضمانات دولية لحمايته الشخصية وعائلته، أما عدد الأسرى في السجون الاسرائيلية تضاعف وأعيد احتلال القطاع، فيما ارقام الضحايا والجرحى وكلفة الدمار فهي فلكية بالتأكيد. 

لا أمل للفلسطيني الا بعودة قضيته إلى أهلها، فلسطين الفلسطينية العربية، سحبها عن طاولة التفاوض النووي بين الايراني والاميركي أولوية مطلقة، بغير ذلك سيستمر مسلسل الدماء والأشلاء والجثث المتحللة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *