Mr. Jackson
@mrjackson

السجناء السياسيون في إيران: موقف متحدي ضد الإعدام والقمع

وفي السنوات الأخيرة، شهدت إيران تصاعداً مثيراً للقلق في انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما استهداف السجناء السياسيين الذين يتعرضون لظروف غير إنسانية والحرمان من الرعاية الطبية الأساسية. وقد تزامنت هذه الانتهاكات المنهجية، التي تهدف إلى كسر إرادة المعارضين، مع زيادة مثيرة للقلق في عمليات الإعدام، مما يشير إلى حملة القمع المكثفة التي يشنها النظام على أي شكل من أشكال المعارضة. وفي خضم هذا الوضع المزري، يواصل السجناء السياسيون المقاومة، مما يسلط الضوء على صمود وتحدي أولئك الذين يقفون ضد السياسات القمعية للحكومة الإيرانية.

سوء المعاملة المنهجية والإهمال الطبي
واشتهرت السجون الإيرانية بظروفها القاسية، حيث يتعرض السجناء السياسيون في كثير من الأحيان إلى ما لا يمكن وصفه إلا بـ ‘التعذيب بالإهمال’. وفي مرافق مثل سجون شيبان الأهواز، وإيفين، وقزيل حصار، وخوي، ظهرت تقارير تفيد بحرمان المعتقلين بشكل منهجي من الرعاية الطبية اللازمة، مما أدى إلى تفاقم ظروفهم الصحية الحرجة بالفعل. هذا النوع من العقاب لا يتعلق فقط بالمعاناة الجسدية؛ إنها استراتيجية متعمدة لكسر معنويات السجناء السياسيين، وإجبارهم على الخضوع أو إسكاتهم بشكل دائم.

على سبيل المثال، في سجن شيبان الأهواز، حُرم غلام حسين قلبي، وهو أحد السجناء السياسيين الذين قضوا أطول فترة في السجن، من الإجازة الطبية لأكثر من عقدين من الزمن على الرغم من معاناته من حالات صحية خطيرة متعددة، بما في ذلك أمراض القلب والتهاب المفاصل الحاد. وبالمثل، يعاني أيوب بوركار، المسجون منذ 16 عاماً، من مشاكل صحية حادة ولكنه يُحرم بشكل روتيني من العلاج الطبي الأساسي. ويتكرر هذا النمط من الإهمال في مختلف السجون، حيث يُترك السجناء السياسيون يعانون دون رعاية طبية كافية.

تصاعد في عمليات الإعدام
ويتفاقم الوضع المزري داخل السجون الإيرانية بسبب الارتفاع الحاد في عمليات الإعدام. كان أغسطس 2024 بمثابة فترة مروعة بشكل خاص، حيث تم إعدام 106 سجناء في شهر واحد – بزيادة قدرها 100٪ عن الشهر السابق. وتعكس هذه الزيادة في عقوبة الإعدام الحملة المتصاعدة التي يشنها النظام لقمع المعارضة وبث الخوف بين السكان. يبرز الإعدام الجماعي لـ 26 سجينًا في سجن قزل حصار في 7 أغسطس 2024، باعتباره واحدًا من أهم عمليات الإعدام في الذاكرة الحديثة، مما يؤكد النهج الوحشي الذي يتبعه النظام للحفاظ على السيطرة.

إن الإعدام العلني لأحد السجناء في شاهرود في 26 أغسطس 2024، بتهمة قتل محامٍ قضائي، والإعدام السري للسجين السياسي رضا رسائي في سجن ديزيل أباد، يوضحان أيضًا تجاهل النظام لحقوق الإنسان والإجراءات القانونية الواجبة. وغالباً ما يتم تنفيذ عمليات الإعدام هذه دون إبلاغ عائلات السجناء أو ممثليهم القانونيين، مما يضيف عنصر التعذيب النفسي إلى هذه الممارسة الوحشية بالفعل.

حملة ‘لا للإعدام أيام الثلاثاء’.
رداً على القمع المتصاعد، ظهرت حركة مقاومة متنامية داخل إيران، تركزت حول حملة ‘لا للإعدام أيام الثلاثاء’. وقد شهدت هذه المبادرة، التي دخلت الآن أسبوعها الثاني والثلاثين، مشاركة السجناء في 21 سجنًا إيرانيًا في إضرابات عن الطعام احتجاجًا على استخدام النظام لعقوبة الإعدام. وقد حظيت الحملة بدعم كبير داخل إيران وخارجها، مما لفت الانتباه إلى محنة أولئك الذين يواجهون الإعدام وأزمة حقوق الإنسان الأوسع في البلاد.

وأدان الأسرى المضربون في بيانهم الأخير موجة الإعدامات ودعوا إلى وضع حد لما وصفوه بـ”الوضع غير الإنساني”. وسلطوا الضوء على جرائم القتل الوحشية للسجينين محمد ميرموسوي وكميل أبو الحسني، اللذين تعرضا للتعذيب حتى الموت على أيدي ضباط إنفاذ القانون، باعتبارها رمزًا لتكتيكات النظام القاسية. وأشار البيان أيضًا إلى حكم الإعدام الصادر بحق السجين السياسي عباس تورنجي، الذي حُكم عليه بالإعدام في محكمة مغلقة بتهمة قتل ضابط أمن – وهو مثال آخر على تلاعب النظام بالنظام القضائي للقضاء على المعارضين السياسيين.

التحدي والمرونة
وعلى الرغم من الصعوبات الهائلة، يواصل السجناء السياسيون في إيران المقاومة. أصدر أمير حسين مرادي، السجين السياسي المسجون منذ عام 2020، مؤخرًا بيانًا أكد فيه براءته ويدين السلوك الإجرامي للنظام. وكتب مرادي: ‘حتى يوم واحد من اعتقالي غير قانوني’، مؤكدا أنه لم يرتكب هو أو زملائه السجناء أي جريمة سوى الرغبة في الحرية. إن بيان مرادي هو تذكير قوي بصمود وتصميم أولئك الذين يواصلون النضال من أجل حقوقهم، حتى من داخل أسوار أسوأ السجون الإيرانية شهرة.

كما رفض مرادي في بيانه طلب العفو أو المغادرة، مؤكدا أن النظام، وليس السجناء، هو الذي يجب أن يطلب العفو. تعكس كلماته مشاعر العديد من السجناء السياسيين الذين شهدوا وتحملوا فظائع النظام بشكل مباشر. ‘نحن لا نسامح ولا ننسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *