طارق الحجيري
منذ عدة اشهر بعد سلسلة جلسات انتخابية أعلن الرئيس نبيه بري صراحة موقف الثنائي الشيعي من الاستحقاق الرئاسي ومرشحه الحصري الوحيد الوزير السابق سليمان فرنجية وقدم في سبيل ايصاله كل أنواع وأصناف وأشكال الوجبات الحوارية المؤدية لنتيجة واحدة وهي ” ترئيس سليمان فرنجية ” .
منذ ذلك الحين لا يمر يوم إلا ويطرب قادة ومسؤولي الثنائي والدائرين في فلكه – ماليا واعلاميا وسياسيا وبحثا عن مناصب ومكاسب – مسامع اللبنانيين بأهمية وضرورة الحوار لإنقاذ لبنان وتفعيل مؤسساته الدستورية واستنهاض الاقتصاد وتعافيه بالإضافة لاستعادة أموال المودعين وعودة اللاجئين السوريين الى بلدهم وطبعا كل ذلك عبر الوصفة السحرية ” ترئيس فرنجية ” .
لكن لا بد للمتابع من التساؤل: كيف لحوار أن تظهر نتائجه ومفاعيله قبل عقده ؟؟ إذا كانت نتيجته حتمية فما الجدوى من طرحه أساسا ؟؟ وهل أعطت الحوارات السابقة حلولا فعلية ؟؟ وهل تم الإلتزام بما اتفق عليه ؟؟
ألم يلتزم حزب السلاح في ال٢٠٠٦ بصيف هادئ بناءا على مؤشرات موسم سياحي واعد آنذاك ؟؟ فأخذ البلد لحرب دمرت كل بنيته التحتية.
ألم يقدم الالتزامات بعدم استعمال سلاحه في الداخل ثم اجتاح بيروت والجبل وقتل الناس في بيوتها واتخذ من يوم جريمته يوما للمجد ؟؟؟ ربما السؤال الأصرح والأوضح هو هل من وعد التزم به الحزب وشريكه في الثنائي ؟؟؟
النتيجة تشير بوضوح للسلبية وأن الحوار مجرد قناع وتقية لتقطيع الوقت في حال الظروف لا تتماشى مع رغبات الثنائي فيلجأ للتسويف والمراوغة لاقتناص فرصة الهجوم على خصومه .
المطلوب الالتزام بالدستور والقوانين فقط لا غير والدستور اناط صراحة بالمؤسسات الرسمية اجتراح الحلول وقت الأزمات وليس الهروب لبدع ” عالقطعة ” ،، لذلك ليس المطلوب من الرئيس بري الدعوة لحوار بل فتح أبواب المجلس لجلسات متتالية حتى انتخاب رئيس .
أما القوى السيادية الاستقلالية واجبها سلك كل الطرق والوسائل القانونية لإيصال رئيس وطني سيادي لا مشاريع لديه ولا ارتباطات له خارج مشروع الدولة القوية القادرة ذات السلاح الواحد والعدالة الشاملة .