Mr. Jackson
@mrjackson

فلسطين اليتيمة – تبكي

طارق الحجيري

دموع دماء واشلاء ،، خراب دمار وركام ،، اجساد يانعة مزقها وحش الإجرام والحقد ،، وجوه تائهة عيون باكية وأذرع ترتفع للسماء طالبة من أهلها المؤازرة بعدما عجز أهل الأرض .

هذه هي صورة فلسطين الجريحة ، يتيمة تبكي بحرقة وألم ،، تبكي ظلم العدو وتخلي الأهل وكذب اصحاب الوعود بوحدة الساحات .

فلسطين اليوم رهينة التطرف والحقد ، لا صوت يعلو فوق صوت الموت وصوت الرصاص وأنين الجرحى وصراخ المكلومين والثكالى ،، المآذن صامتة وأجراس الكنائس صامتة والضمير الانساني أبكم صامت نائم .

أخطر ما في هذه الحرب أنها لا تقبل القسمة على اثنين ،، لا مكان فيها للتسويات والمفاوضات فهي حرب وجود لطرفيها ولن تتوقف الا بمنتصر علني ومهزوم علني وادعاءات النصر الالهي باهتة غير متوفرة .

فور توقف قذارة هذه الحرب سيذهب نتنياهو ومعه أغلب قادة أجهزته العسكرية الى مقصلة الحساب وستنتهي حياتهم السياسية والعسكرية ،، لكن بالمقابل هل ثمة محاسب لمن ألقى غزة وأهلها بين انياب وحش دموي يقتات على الجثث والاشلاء ؟؟؟؟ أليس السؤال جائزا : ما هو الفارق بين من يرمينا في النار ومن يمنع عنا سيارات الإطفاء ؟؟؟

بعيدا عن الشعارات الرنانة والشعبويات التافهة التي لم تحرر شبرا من الارض او تمنع الموت عن طفل في غزة ،،، ألم يحن الوقت للنزول عن شجرة بهلوانيات إزالة اسرائيل من الوجود ورميها في البحر أو جرفها بالسيول ؟؟

منطق التاريخ يقول : الخيارات الكبيرة تفرضها أحداث كبيرة ،، فماذا يحتاج العالم حدثا اكبر من هذه المجازر حتى يبادر للسير بخيار السلام الفعلي في فلسطين؟؟ سلاما يضمن حق شعبها بدولة فعلية مستقلة وفق مبادرة السلام العربية وحل الدولتين .

العنتريات والبهورات الكلامية لن تحرر القدس ولن تفك قيد أسير والبرهان ماثل امام الجميع منذ ثلاثة عشر يوما غزة تحرق وتدمر فوق رؤوس اهلها وجماعة وحدة الساحات وإزالة الكيان الكرتوني يمارسون سياسة ضبط النفس ويحذرون العدو من تجاوز الخطوط الحمراء !!!

أخر الكلام : فلسطين عربية الهوى والهوية والإنتماء وكل شبر من ارضها هو عربي ولن ينقذها الا العرب ،، أما بيع قضيتها لتاجر دمر اربع عواصم عربية في طريقه الى القدس هو الوجه الأخر للاحتلال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *