Mr. Jackson
@mrjackson

فلسطين.. بين الإجرام والتجارة بقضيتها

طارق الحجيري

بعد ذهاب سكرة الاحتفالات الشعبية والعاطفة والتهليل لما فعله عناصر حماس بمواجهة عدوان اسرائيل لا بد من العودة لصوت العقل وتساؤلاته عن المصلحة الفلسطينية الخالصة في ما حصل .

هل نحن أمام نهاية حتمية وشيكة لاسرائيل ؟؟ هل هرب المستوطنون وولوا وجهوهم حيث أتوا ؟؟؟ هل فقدت اسرائيل تعاطف العالم ودعمه وانتقاله بالمقابل لتأييد حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة ؟؟

اسرائيل دولة احتلال مجرمة بلا شك تقودها الحكومة الأكثر تطرفا منذ ولادتها ،، رغم ذلك تمتلك أحدث ترسانات الاسلحة واكثرها فتكا ، جيشها من الأقوى عالميا لديها قوة نيران هائلة ضمنها السلاح النووي .

بالمقابل يعيش فلسطينيو قطاع غزة اقسى ظروف الفقر والبؤس والاكتظاظ ويفتقدون لأدنى مقومات الصمود من ماء وكهرباء وغذاء ومستشفيات  .

ما قام به مقاتلو حماس من الناحية العسكرية لا شك أنه عمل جبار محترف أذهل اسرائيل والعالم بقوته وسرعته ودقته ، لكن بعد العملية نركن الى السؤال الجنبلاطي الأشهر : إلى أين ؟؟؟

أعلنت اسرائيل الحرب وضعت كل امكانياتها وقدراتها العسكرية في الميدان ،، جنون الدموية والاجرام والانتقام هو ما يحركها الآن كوحش جريح ،، مشاهد الدمار ستتوالى وربما بل المرجح ان تلقى غزة مصير غروزني على يدي بوتين .

 إعلاميا كسبت اسرائيل تعاطف العالم برمته ظهرت انها دولة بريئة معتدى عليها في يوم عيد ديني ،، بالمقابل فإن صفة المجرم الارهابي ستلتصق لسنوات طويلة بالمقاوم الفلسطيني صاحب الحق  !!!

أي قراءات في الربح والخسارة الآن هي متعجلة متسرعة دون جدوى ،، فالجنون الصهيوني المنفلت هو ما سنشهده لفترة ليست قصيرة حتما وحماس ستطلق الرشقات الصاروخية لكن ما مدى قدرتها على الاستمرار والصمود والأهم قدرتها على حماية المدنيين الفلسطينيين ونحن على أبواب الشتاء  ؟؟؟

لا يخفى على متابع أن قرار هذه الحرب وتوقيتها وإطلاق رصاصتها الأولى اتخذته طهران في رد مباشر على التواصل السعودي الاسرائيلي ،، خاصة بعد تأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على المبادرة العربية للسلام التي تكفل للشعب الفلسطيني قيام دولته على ارضه وعاصمتها القدس الشرقية .

مرة جديدة تسدد فلسطين وشعبها المسكين فاتورة التطرف الاسرائيلي المجرم وفاتورة النووي الايراني المجرم على طاولة التفاوض مع اميركا .

الحرب بدأت ومساراتها كارثية على الجميع لكن في نتائجها رسم صورة جديدة للشرق الأوسط  وخرائط جديدة وربما انفراط أنظمة أتقنت التجارة والمزايدة بفلسطين وقضيتها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *