Mr. Jackson
@mrjackson

ثقافة السحسوح

طارق الحجيري

منذ الحراك التشريني عام ٢٠١٩ دخل أدبيات السياسة اللبنانية مصطلح جديد هو ” السحسوح ” .

ولأننا في بلد طائفي حتى النخاع فالسحسوح هو ماركة شيعية مسجلة يمارسه الثنائي حصرا ضد ” الضالين ” من أبناء بيئته ،، أما ” المتآمرين ” من باقي الطوائف يمكن التصرف معهم وفق ما تراه القيادة الرشيدة مناسبا من كاتم صوت الى قناص محترف أو عبوات ناسفة محيرة الأوزان .

منذ عدة أيام في بلدة عين قانا الجنوبية أوصل ” الزيغ والضلال ” أحد أبنائها لحد التطاول على مقدسات كبيرة كالصخرة ” أبي الحسن محمد بن رعد ” أو المتنقل نيابيا بين بيروت والجنوب ” الضرورة ” هاني قبيسي !!!!!

 لكن السحسوح أعاد هذا المواطن التائه الضعيف الى رشده ووعيه ويقظة ضميره فعاد معتذرا عما بدر من إساءة وتجني تجاه ” العينتين رعد وقبيسي ” والممانعة من ورائهما .

أيضا وصل السحسوح لداخل أروقة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى فصدر البيان الشهير بفصل ١٥ رجل دين شيعي والمقصود الشيخ ياسر عودة بهدف إسكات صوته الناطق بالحق والناقد لكل مغالاة وتطرف ،، بعد المسارعة للفلفة البيان – الجرصة نصح كثيرون الشيخ ياسر عودة بالحذر والإنتباه فقد تجاوز بنظر الثنائي الخطوط الحمراء كما فعل سابقا الشهيد لقمان سليم فزار القبر قتيلا فيما القاتل لا زال معلوما مجهولا !!!

أما رفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو ومروان حمادة ومي شدياق وجورج حاوي ووسام الحسن وانطوان غانم وباسل فليحان محمد شطح وغيرهم من شهداء ثورة ١٤ أذار فإن حظهم التعيس وزعهم على باقي الطوائف بين دروز وسنة ومسيحيين وبالتالي خارج بيئة الثنائي ومفعول السحسوح  فاختارهم القدر شهداءا بناءا على رغبة المشروع الفارسي .

زبدة الكلام إن الثقافة التي أدخلها حزب السلاح في أدبيات الحياة والسياسة اللبنانية وملخصها ” اجتثاث كل ما هو مختلف في السياسة والثقافة والأدب والجغرافيا والتاريخ والإجتماع والدين والإعلام والإقتصاد ” لا تتماشى أبدا مع ثقافة لبنان وهويته القائمة على التنوع والإختلاف والتعدد ،، بدون مواربة يعلم الجميع أن التعايش والمساكنة بين ثقافة الحياة وثقافة الموت والعدم أمر مستحيل مستحيل حتى أخر الزمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *