طارق الحجيري
رسالة سماحة مفتي الجمهورية الدكتور عبد اللطيف دريان في مستهل العام الهجري ١٤٤٥ لم تكن مجرد كلمة دينية توعوية في مناسبة تخص كل مسلمي العالم وهي الهجرة النبوية الشريفة بكل دلالاتها ومعانيها وقيمها الدينية الانسانية السامية .
بل جاءت بمثابة جرس إنذار وطني بكل معنى الكلمة وبكل المسؤوليات الوطنية التي عرفتها وحملتها دار الفتوى في أقسى اللحظات وأصعبها منذ لبنان الكبير ولبنان الاستقلال حتى يومنا هذا على مشارف تفكك وتحلل الدولة .
حدّد سماحته في رسالته الأولويات الوطنية للمرحلة الحالية على رأسها الاستقرار الدستوري بحماية اتفاق الطائف وإعادة تكوين السلطة التنفيذية عبر انتخاب رئيس الجمهورية ثم تسمية رئيس الحكومة بعدها تشكيل حكومة تنال ثقة المجلس النيابي بعيدا عن بدع الحوارات الشكلية التي يريد اصحابها تفريغ المؤسسات الدستورية من مضامينها وخلق أعراف مخالفة تحفظ مصالحهم بالسيطرة على مفاصل الدولة .
في رسالة دار الفتوى دعوة مباشرة للنواب السنة للم الشمل وتوحيد الكلمة ورص الصفوف حول الثوابت الوطنية وإعلاء منطق الدولة فالسنة هم أهل الدولة إذا تعبت تعبوا وإذا ازدهرت تنعموا وارتاحوا ،، ويعلم الجميع أنه في لحظة الحقيقة لا دولة ولا استقرار ولا إعادة تكوين السلطة التنفيذية دون أهل السنّة .
إعادة تكوين السلطة الفعلية يبدأ بدون مواربة عبر تبني ترشيح رئاسي لشخصية سيادية وطنية لا تخشى في الحق لومة لائم لا تهادن او تداهن ولا تساير أي مشاريع فئوية خارج مشروع الدولة من السلاح للعدالة للأنماء المتوازن لسيادة القانون الشامل في كل المناطق للعلاقات المتوازنة مع الأخوة العرب والأصدقاء في العالم .
بعد إنذار سماحة المفتي لم يبق للنواب عامة وللنواب السنة وتحديدا جماعة ” لا لون لا طعم لا رائحة ” أي عذر بالتخفي والتلطي وراء شعارات جوفاء فارغة ومثاليات مصطنعة بل عليهم المسارعة لتأييد مرشح وطني جامع مشروعه حصرا مشروع الدولة وبناء الدولة واعادة انتاج سلطة فعلية .
في النهاية ستأتي لحظة الحساب ثوابا او عقابا وسيحصد الجميع ما زرعوه .