Mr. Jackson
@mrjackson

الرياضي وجدان السنة

طارق الحجيري

فعلا ما اشبه الأمس باليوم وما أعجب صروف الدهر في تحولاتها وانعكاساتها وتبدلاتها لتطال الجميع تواليا.

في تسعينات القرن الماضي ونتيجة ما تعرض له اللبنانيون الموارنة إبان الاحتلال الأسدي البغيض من سجن ونفي وإبعاد لقادتهم السياسيين غدا فريق نادي الحكمة لكرة السلة المتنفس شبه الوحيد لهم وصار بمثابة الأيقونة الخالدة في الوجدان الماروني يمجدونه ويهللون لانتصاراته وبطولاته وتصدح باسمه حناجرهم على المدرجات وتنتشر أعلامه وصور لاعبيه على شرفاتهم وسيارتهم .

منذ سنوات تحديدا بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرورا ب٧ أيار المشؤوم واسقاط حكومات سعد الحريري مرتين وصولا لإخماد الثورة السورية  تعيش الطائفة السنية مرحلة انهزام سياسي مريع يتقاذفها اليأس والخيبة والشعور بانعدام الدور والتأثير واليتم الفعلي بلا قيادات جدية وازنة لها هيبتها وحضورها على المستوى الوطني .

فجأة تحول النادي الرياضي بيروت برمزية قاعته التي تحمل اسم الرئيس المرحوم صائب سلام لحالة فخر سني جارفة تظهر بوضوح على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة بعد فوزه ببطولة لبنان وما رافقه من احتفالات شعبية امتدت حتى الصباح تخللها رفع صور رجب طيب أردوغان والعلم التركي في استيراد خارجي لشعور النصر .

بالأمس عند خروج الرياضي بيروت من بطولة وصل لأسباب فنية يعرفها كل متتبعي رياضة كرة السلة وخاصة إصابة نجمه الأول وائل عرقجي بالاضافة لصانع اللعب المقاتل علي منصور سادت موجة احتضان عاطفي عند كل جمهور الفريق الأصفر وتبادل الجميع مقولة ( عالمرة قبل الحلوة ) مع دعوات الإدارة لفتح باب التبرع للإبقاء على النجم الاسترالي ديوب ريث الذي أحدث ثورة فنية بانضمامه  للفريق في الأدوار النهائية .

المتابع لحالة المرارة السنية من أداء نوابهم في جلسة انتخاب الرئيس وخاصة ميل أكثرهم لانتخاب مرشح محور الجحيم والإغتيال سليمان فرنجية وحجم تبعيتهم لحزب إيران الذي قتل قادتهم السياسيين والأمنيين والإعلاميين يدرك جيدا مدى الحالة الانهزامية التي يعيشها اللبناني السني .

لحين نضوج قيادات وقامات وطنية سنية قادرة على استنهاض الطائفة من الدرك الذي وصلته نتيجة التسويات والتنازلات وتحاصصات المنافع والمناصب سيبقى أبناؤها يتعلقون بأي أمل يشعرهم بالفخر والقوة والانتصار والحضور والتأثير وسيبقى النادي الرياضي بيروت هو من يمثل الوجدان السني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *