
طارق الحجيري
قبل سنوات معدودة ومع تبوأ الأمير محمد بن سلمان موقع ولاية العهد وإطلاق رؤيته للمملكة المعروفة بخطة ٢٠٣٠ ترددت سرا وعلانية في الغرب وفي بلاد العرب أصوات كثيرة مستغربة مشككة وصل الأمر ببعض أصحابها حدود التصويب على الأمير الشاب واتهامه بالجنون ومحاكاة السراب والخيال وأن خطته مجرد وهم بوهم سرعان ما سيسقطها واقع المملكة المقفل بإحكام .
مر الوقت ثقيلا على المراقبين الذين ينتظرون خيبات السقوط وانتهاء حلم بن سلمان مبعثرا ممزقا في صحراء المملكة ، بينما تدفق سريعا على الأمير الشاب وفريق عمله الذين يسابقون عقارب الساعة في معركة الحداثة وبناء الغد المليء بالامل .
كل العالم بدأ يتلمس ويرى حصاد ما تم زرعه على مدى السنوات الماضية ، فلم يكن قرار قيادة المرأة للسيارة دعائيا شكليا بل باتت المرأة السعودية تمارس دورها كشريك أساسي للرجل في كل مناحي الحياة وتفاصيلها اليومية .
كذلك في مجالات الزراعة والتعليم والصناعة والمناخ والبيئة والاعلام والتصنيع العسكري وخفض نسبة الاعتماد على النفط في الموازنة لصالح موارد أخرى صناعية سياحية تكنولوجية وغيرها .
إنه السحر بذاته – هذا ما يقوله كثيرون في وصف ورشة الحداثة الجارية في العربية السعودية .
أكثر ما يعطي أهمية لمشروع بن سلمان أنه مشروع حياة وأمل وفرح وصناعة الغد مقابل مشروع الموت الذي يشكله الجار الايراني حيث تتزايد يوميا أعداد الأكفان والجنازات والمساجين منذ قتل الشابة مهسا أميني على يد ما يسمة ( شرطة الأخلاق ) وهي فعليا عصابات قتل واجرام .
السؤال والتحدي الأكبر الذي واجهه الأمير الشاب بثبات وجرأة كان هل ينجح بإحالة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية على التقاعد من يوميات المملكة ومنعهما حكمها من القبر بقبضة الماضي والتشدد لصالح فكر ديني رؤيوي حداثوي قائم على الاعتدال والتشريع الديني وفتح باب الاجتهاد والبحث العلمي الديني بمتطلبات العصر وإعمال العقل بدل تقديس وتكريس النقل .
الإجابات أتت سريعا وكثيرة في كل المجالات اليومية وأخرها الحفلات والمهرجانات والانشطة التي اقيمت ليلة رأس السنة وبداية العام الجديد وفق أرقى وأبهى المعايير العالمية .
أبواب الحياة اليوم وغدا ولسنوات طويلة قادمة فتحت على مصراعيها لشعب المملكة والمقيمين على أراضيها الخيرة وكل الأمل والثقة أن خير المملكة سيبقى عاما يطال كل الناس لا يقف عند حدودها ،، مشروع الحياة على النقيض تماما من مشاريع محور الجحيم الذي لا بديل عنده عن الخراب والدمار والجثث والأشلاء وطمس الحدود وهد المدن ونشر مخيمات اللجوء .