Mr. Jackson
@mrjackson

الدَولّة وحدها الحل

طارق الحجيري

أسبوع واحد كان كافيًا لكشف زيف سرديّة حزب إيران، وسقوطها سقوطًا مدويًا، بعد مجزرة البيجر وضرب اجتماع قادة الرضوان، جاء هجوم الأمس كأنه رصاصة الرحمة على سردية الحزب بأنه “حامي لبنان”، وأن العَدُو لن يجرؤ على الاعتداء عليه لا سيما بعد رفع شعار ” الضاحية مقابل تل أبيب” والطلب الى مقاتليه “احتلال الجليل” في أي حرب قادمة.

من الخطأ والخطيئة قراءة نتائج حربٍ طاحنة في ساعاتها الأولى، فلِكُلِ حربٍ ظروفها ومفاجأتها، لكن شعارات الرَّدع السابقة وتوازن الرُعب، تدحرجت أمام قرابة ٥٠٠ شهيدًا و١٦٥٠جريحًا لبنانيين مقابل بضعة جرحى اسرائيليين في اليوم الأول للحرب، فأَين هي القدرات التي ستدافع عن لبنان وشعبه وتدفع عن مُدُنه وقراه خطر التحول لغزة ثانية وثالثة وعاشرة؟؟ فالشعارات لا تواجه الطائرات، الأدعية والصلاة لا تسقط الصواريخ، جمع النقاط لا يصلح على حلبة الضربة القاضية.

رأينا في المشهد الإقليمي كيف فَهِم الإيراني واقع اللعبة جيدًا، لذلك هرب ويهرب من المواجهة العسكريّة مع اسرائيل وأميركا من ورائها، لأنّها حرب خاسرة و مُدمِّرة لها بكل المقاييس عسكريا واقتصاديا ومصير النظام نفسه، يعلم الإيراني أّنَّ الصبر الاستراتيجي والدعاء لا ينفعانه في مواجهة ال F-35 وسواها من آلة التدمير الهمجية لإسرائيل، لكن لا مشكلة لديه في أن يَزُّج كُلَّ أدواته في المِحرَقة مقابل مكاسبه على طاولة المفاوضات مع أميركا، خاصة بعد إعلان رئيسها بزكشيان أُخُوَّتِه مع الأميركيين والعمل معهم لأجل السلم والأمن العالميين، أما النظام السوري يَغُط في نوم عميق لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم.

على أذرع إيران أن تعي وترى هذه الحقيقة الواضحة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الإيراني ومساعده جواد ظريف في نيويورك، أن تَكُفَ عن تجارة الأوهام، فحماس غامرت وقامرت بدماء الناس في غزة، والنتيجة تحويل غزة إلى مكان غيرَ قابلٍ للحياة، أما حزب إيران فقد زَجَّ لبنان في حربٍ لا فائدة منها، لا للبنان ولا لغزة وقضية فلسطين بل ارضاءً لأسياده ملالي طهران.

هل يكترث حزب ايران لهذا الواقع؟، هل يهتم أقله لأبناء بيئته المشردين في كل مناطق لبنان، عليه جُرأة الإعتراف بالواقع المُر، عليه وقف هذه المهزلة المسماة جبهة إسناد ومشاغلة، عليه الركون لمنطق الدولة ومؤسساتها، حفاظًا على ما تبقى من لبنان وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الدولة القوية القادرة وحدها الحل، وحدها الضامن الفعلي للبنان وشعبه، يشهد على ذلك ما قامت به حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في حرب تموز ٢٠٠٦، كيف فاوضت وساندت وأنتجت قرارًا لخدمة لبنان لو تَمَّ تطبيقه فعليا بدون مواربة، طبعًا قبل أن يعود الحزب إلى تخوينه لاحقا ويجتاح بيروت والجبل في يوم العار ٧ أيار.

على الحزب التواضع كثيرًا وليس قليلًا لأجله أولا ولأجل لبنان ثانيًا، فقد رأى اللبنانيون والعالم كُلَََّه، أَنَّ الحزب غير قادرٍ على حماية نفسه وقياداته وبيئته، فكيف سيحمي لبنان وشعبه، بالعناد والقفز فوق الواقع والحقائق الساطعة، سيُعَّرض نفسه ويُعَّرض لبنان لخطر الإندثار والاحتراق، فهل يقبل الركون لمنطق العقل والتعقل ويحمي لبنان فعلًا؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *