Mr. Jackson
@mrjackson

هل تتخلّى إيران عن أذرعها

طارق الحجيري

يبدو السؤال غريبًا متسرعًا أو ربما غبيًا بعض الشيء “هل تتخلى إيران عن أذرعها؟” بعد قرابة نصف قرن من الاستثمار فيها وصرفها مئات مليارات الدولارات تحت شعار وعنوان “تصدير الثورة” في سبيل استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية الغابرة، بدل أن تستثمرها في مشاريع التنمية الداخلية ورفاهية شعبها.

 لكن بالعودة إلى مبدأ أن السياسة تقوم على نظام المصالح وليس على ود الصداقات والعلاقات الاجتماعية، يصبح كل شيء جائزًا، وكل تساؤل له ما يبرره، خاصة أنّه من اللحظات الأولى لعملية “طوفان الأقصى” سارعت إيران للتبرؤ والتملص من أي علاقة لها بالعملية، ضربت شعارها المزمن “وحدة السّاحات” فاوضت أميركا على منع توسعة الحرب، ابتلعت تدمير سفارتها في دمشق واغتيال ضيفها اسماعيل هنيّة على أرضها.

لكن الملفت وسط كل الأنواء المتكاثرة والغيوم العاصفة السوداء في المنطقة، من اليمن إلى غزة، ما قاله الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: «لا نعادي الولايات المتحدة، عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم عمليا» مضيفا: «نحن إخوة للأمريكيين أيضا، إذا التزمت واشنطن بمراعاة حقوقنا فلن يكون لدينا خلاف معها لكننا لن نخضع للإذلال ».

فهل ثمة كلامًا أكثر وضوحا من ذلك؟ لا عداء لإيران ولا عداوة مع الأميركيين، بل باب الصداقة متاحة ساعة تشاء “الأخت” أميركا حاليًا “الشيطان الأكبر” أمس، وكل يحصل بيننا منذ ٤٥ عامًا هو متطلبات شهر العسل بين الأعدقاء.

الرد الإيراني بعد الهجوم السيبراني الاسرائيلي على حزبها في لبنان، جاء باهتًا خجولًا من باب المجاملات الإنسانية، وليس من باب ما يفرضه التحالف السياسي العسكري والتماهي العقائدي، وكأن ايران بذلك تقول لحزبها ما حدث على أرضكم يَخُصَّكم وحدكم و”دبروا راسكم”.

الجميع ينتظر ما سيقوله أمين عام الحزب عصر اليوم، الضربتين اللتان تَلقَّاهما حزبه وكوادره وطواقمه الطبيّة فوق الاحتمال والقدرة على تمريرهما و”ابتلاعهما” شعاره “بيننا وبينكم الساحات والأيام والليالي وستبكون كثيرًا” لم يعد مجديًا وغير قابل للتسويق، فهل سيعلن نصرالله الحرب وحيدًا؟ هل لحزبه القدرة على خوضها منفردًا؟ وهل ستترك إيران درّة تاجها وفخر صناعتها الثورة عرضة لآلة الإجرام الاسرائيلية ويلقى لبنان مصير غزة؟؟؟

الجواب بعد ساعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *