Mr. Jackson
@mrjackson

فصل الخطاب .. الأمر للقانون والمؤسسات

طارق الحجيري

أمَّا وقد وضعت معركة رئاسة الجمهورية أوزارها، بفضل رياح دولية عاتية كان وليد جنبلاط – كعادته – أول ملتقطيها، بعيدًا عن فرز الرابحين والخاسرين من فوز الرئيس جوزاف عون، فإن المؤسسات والمواطنين أول الرابحين، ظهر ذلك في التفاعل الايجابي الكثيف مع خطاب القسم للرئيس المنتخب.

خطاب القسم الذي انتشر كالنار في الهشيم، جاء في بنوده ومفرداته حاسماً واضحاً، بعيدًا الإنشائيات والكلام المتعدد الأوجه والتفاسير، خطاب واقعي، يحاكي أمال الناس، يلامس أوجاعهم ويحمل لهم أملًا كبيرًا بالحلول لمشاكلهم.

أولوية الأمن والدفاع


 فخامة الرئيس المنتخب أكَّد على أهميَّة أمن للمواطن وأنَّه سيسهر “على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين” فيما حماية الحدود الجنوبية بوجه العدو الاسرائيلي، وشرقا بوجه التهريب والخارجين على القانون، سيتم التعامل معها من ضمن نقاش “استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه”.


الإنماء واعادة الإعمار


الرئيس الجديد لم يغفل في خطابه عن أهمية إطلاق عجلة الاقتصاد، واستنهاض القطاع المصرفي وإعادة أموال المودعين، فأكَّد على تمسكه بال ” الاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون” مؤكدًا الشروع بالتنمية وإعادة الإعمار : “عهدي أن نعيد ما دمره العدوّ الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان”، لكن ذلك يكون من حصرًا من خلال القانون ” إذا أردنا أن تبني وطناً فإنه علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء”.

الحَكَم والشراكة بالمسؤولية


الرئيس المنتخب شرح للبنانيين والمجتمعين العربي والدولي أسلوب عمله القادم في ممارسته السلكة “سأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات” وتابع فخامته معاهدًا اللبنانيات واللبنانيين بأن يكون شريكاً لرئيس الحكومة لا خصماً له “عهدي أن أدفع مع الحكومة المقبلة لتطوير قوانين الانتخابات وسأعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة، وعهدي هو تفعيل شبكات الحماية الإجتماعية وحماية الإعلام والإستثمار في العلم”.


الهويَّة اللبنانية والعربية


الرئيس المنتخب دعا اللبنانيين جميعا للتعاضد والتكاتف ومساندة بعضهم بعضاً حرصا على هويتهم الوطنية “آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض”.

أما قضية فلسطين فهي قضية العرب كل العرب، التعامل معها يكون من خلال مبادرة السلام العربية التي أقرَّتها قمَّة بيروت عام 2002، فقال عون: “نرفض التوطين للفلسطينيين ونؤكد عزمنا لتولي أمن المخيمات” ودعا إلى “لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لاسيما ملف المفقودين والنازحين السوريين”.

بعد انتهاء خطاب القسم، سارع اللبنانيون إلى أرشيف خطابات القسم للرؤساء بعد الطائف، فاستخلصوا بسرعة أن رئيسهم العتيد يتجه للقراءة في كتاب الرئيس التاريخي فؤاد شهاب، لا في دفاتر المكاسب الشخصية والعائلية لسواه، مرددين جملةً قالها فخامته “سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح”، الفرح عمَّ لبنان وسط تفاؤلٍ كبير ببزوغ فجر الدولة وولادتها مع مصادفة عيد ميلاد الرئيس الجديد مع انتخابه الرئيس الرابع عشر والأول في المئوية الثانية للبنان الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *