Mr. Jackson
@mrjackson

المقاومة لا تعرف الحدود: 20,000 نشاط ضد نظام الملالي في 2024

شهدت إيران في الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في أنشطة وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والتي تجلت بوضوح في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية لعام 2024. خلال هذا المؤتمر، عُرض تقرير مصور يعكس حجم الأنشطة الثورية التي نفذتها وحدات المقاومة في أنحاء إيران دعماً للمؤتمر. بلغ عدد هذه الأنشطة 20,000، مما يعكس توسعاً كبيراً في نطاق عمل وحدات المقاومة وتزايد تأثيرها على الأرض.

في 9 فبراير 2024، قامت قوات أمن النظام الإيراني بإلقاء عامل نظافة بوحشية من فوق جسر للمشاة في طهران، مما أدى إلى مقتله. كانت القوات تظن أنه ينوي تركيب لافتة احتجاجية أو تمزيق لافتات الولي الفقيه المثبتة. هذا الحادث يعكس المخاطر الكبيرة التي تواجهها وحدات المقاومة عند قيامها بأي نشاط ثوري. ورغم هذه المخاطر، تمكنت وحدات المقاومة في يونيو 2024 من تنفيذ 20,000 نشاط ثوري ضد النظام الدكتاتوري في أبعد أرجاء إيران دعماً للمؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية.

لمواجهة هذه الأنشطة المناهضة، قام نظام الملالي بتركيب كاميرات مراقبة على جميع الجسور والطرق السريعة وفي جميع أنحاء المدن. رغم هذه الإجراءات الأمنية المشددة، تمكنت وحدات المقاومة من تنفيذ أنشطتها بفعالية، مما يظهر قدرتها على التغلب على التحديات والمخاطر. أظهرت وحدات المقاومة شجاعة منقطعة النظير وقبولها للمخاطر للتأكيد على دعمها للمقاومة الإيرانية.

أفراد وحدات المقاومة هم أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ويعيشون ويعملون في مدنهم وأحيائهم. يقومون بالأنشطة المناهضة للقمع، ويعملون على حشد الشباب وتنظيمهم للقيام بأنشطة ضد نظام الملالي. يلعبون دورًا توجيهيًا خلال الانتفاضات، ويحافظون على شعلة المقاومة مشتعلة ومضيئة في الأوقات الأخرى. العديد من النساء والفتيات يمارسن نشاطهن الثوري الوطني في وحدات المقاومة، رغم المشاكل المتعددة التي يواجهنها، ويشجعن الأخريات على النضال من أجل نيل الحرية والتمتع بحقوقهن.

على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة ومئات الآلاف من الكاميرات التي نصبها النظام في المدن، ازدادت عدد وحدات المقاومة منذ العام الماضي وتطورت أنشطتها بشكل ملحوظ. تضاعفت أنشطتهم المناهضة للدكتاتورية دعماً للتجمع السنوي لإيران حرة2024، مما يشير إلى توسع كبير في شبكة وحدات المقاومة وانتشارها في جميع أنحاء إيران. هذه الزيادة ليست فقط علامة على القاعدة الاجتماعية الكبيرة لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، بل تشير أيضًا إلى أن المجتمع الإيراني مستعد للانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي.

على مدى السنوات الماضية، لعبت وحدات المقاومة دورًا مهمًا في محاولة كسر جدار القمع من خلال إحراق ملصقات وتماثيل مسؤولي النظام، واستهداف مراكز تابعة لحرس الملالي والباسيج، وتصعيد العمليات الإلكترونية للسيطرة على إذاعة وتلفزيون النظام، والكشف عن معلومات حول تنظيم السجون وأعمال التحدي الأخرى. هذا الدور الحاسم لوحدات المقاومة تجلى بوضوح في المؤتمر السنوي إیران حرة 2022، عندما أرسل أكثر من 5000 عضو من وحدات المقاومة رسائل مسجلة لدعم المقاومة وتغيير النظام، بزيادة قدرها 500 في المائة مقارنة بالعام السابق.

تأسست وحدات المقاومة بعد عقود من النضال الشاق والدامي ضد نظام استبدادي. بعد أن غادر أعضاء المعارضة الرئيسية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية العراق واستقروا بأمان في ألبانيا، صاغ زعيم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي استراتيجية جديدة في عام 2013 تدعو إلى “إنشاء ألف معسكر أشرف ووحدات المقاومة للإطاحة بنظام الملالي”. هذه الاستراتيجية أدت إلى إنشاء فرق من النشطاء في جميع أنحاء البلاد، والتي يشار إليها الآن باسم “وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق”.

تقوم وحدات المقاومة بالعديد من الأنشطة المناهضة للنظام يوميًا، بما في ذلك إسقاط رموز النظام، وكتابة شعارات، وتحفيز السكان على الانتفاضة ضد حكم الملالي، وتنظيم عدد من الاحتجاجات. وصف مسعود رجوي وحدات المقاومة بأنها الشرارة الأولى لانتفاضات واسعة النطاق، والروح الموجهة والقوة الدافعة للانتفاضات. يعملون بجد لضمان استمرار أعمال المقاومة في مواجهة القمع الوحشي من قبل النظام، مما يجعل استمرار أعمال التحدي والمقاومة أمرًا أساسيًا لوحدات المقاومة.

تتركز استراتيجية وحدات المقاومة داخل إيران، بهدف إنشاء وحدات ناشطة داخل المجتمع وتشكيل صلة ثابتة بين المعارضة المنظمة ومختلف القطاعات الاجتماعية التي تطالب بتغيير النظام. تعتمد هذه الاستراتيجية على الاعتقاد الراسخ للمقاومة الإيرانية بأن أي تغيير في إيران يجب أن يأتي من الداخل ومن قبل الشعب الإيراني نفسه.

يتم تشكيل وحدة المقاومة كفريق، أو مجموعة صغيرة في حي أو جامعة أو مصنع أو مدرسة. يشكلون شبكة من الخلايا الصغيرة من النشطاء الذين ثاروا ضد النظام الحالي. يدعمون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بشكل أساسي ويحصلون على دعم سياسي ولوجستي قوي من المنظمة. من خلال أنشطتهم المتكررة، لم تتطور وحدات المقاومة وتتوسع من الناحية الكمية فحسب، بل من الناحية النوعية أيضًا، وأصبحت كابوسًا للنظام.

على مدى السنوات الماضية، وخاصة في المدن الكبرى، لعبت وحدات المقاومة دورًا مهمًا في التنظيم والإبلاغ، وحشد احتجاجات صغيرة يومية، وإضرابات، وكتابة شعارات مناهضة للنظام على الجدران، وتركيب لافتات وملصقات، وتدمير ملصقات لشخصيات بارزة من نظام الملالي، وبخاصة الولي الفقيه للنظام خامنئي ومؤسسه خميني في الأماكن العامة. قاموا بإشعال النار في قواعد قوات الباسيج شبه العسكرية، المكلفة بقمع المعارضة في إيران.

تهدف وحدات المقاومة إلى إسقاط النظام وإقامة إيران ديمقراطية وحرة. تتبع العلاقات الداخلية لوحدات المقاومة المبادئ العامة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وتولي أهمية قصوى للتضحية والصدق. لديهم إيمان راسخ بدورهم في إسقاط النظام. تتمتع وحدات المقاومة، رغم عدم وجود مرافق واسعة تحت تصرف القوى القمعية، بالعديد من نقاط القوة مثل التفوق الكمي والنوعي، والظروف الدولية المواتية، والإرشاد والتوجيه من منظمة مجاهدي خلق، مما يساعدها على تحقيق أهدافها.

تواجد وحدات المقاومة الكبير على أرض الواقع داخل إيران يمكنها من استخدام الشوارع والأزقة والأحياء والمنشآت ضد النظام. هذه المرونة تسمح لها بمواجهة العدو بمهارة والفرار من مكان الحادث، مما يمكنها من التنقل بسرعة من موقع أو منطقة احتجاج إلى أخرى دون أن يتم القبض عليها. تدعم السيدة مريم رجوي هذه الوحدات وتعمل على تفعيل العناصر الصامتة لمنظمة مجاهدي خلق، مما يسهم في توسيع نطاق عمل وحدات المقاومة.

أي شخص يدعي أن منظمة مجاهدي خلق قد انتهت، فإما أن يكون لديه دافع سيئ أو جاهل. فقد قامت المنظمة بنشر شبكتها في جميع أنحاء البلاد وتجنيد جيل الشباب على نطاق واسع. دخلوا طبقات اجتماعية مختلفة مثل سائقي الشاحنات وتجار البازار وكذلك طلاب الجامعات. تمهد منظمة مجاهدي خلق المسرح للاحتجاجات من خلال نشر المشاكل القائمة في المجتمع عبر وسائل الإعلام التابعة لها، ومن ثم اختراق الاحتجاجات من خلال وحدات المقاومة لقيادة وتوجيه أعمال الشغب.

خلال انتفاضة العام الماضي، لعبت وحدات المقاومة دورًا أساسيًا في قيادة وتوجيه الانتفاضة، وهو ما يمكن رؤيته بوضوح من خلال التعبير عن الخوف والرعب على لسان قادة النظام ووسائل الإعلام. إلقاء نظرة على بعض الإحصائيات الخاصة بأنشطة وحدات المقاومة في العام الماضي تشير أيضًا إلى هذا الدور. في شهر بهمن الناري عام 1401 (2022-2023)، في ذكرى سقوط ديكتاتورية الشاه عام 1979، نفذت وحدات المقاومة 750 نشاط ثوري و320 عملية مناهضة للاختناق والقمع بأكثر من 1000 شعلة ومشعل، مما مهد الطريق للانتفاضة.

استجابة لدعوة الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق، تم تنفيذ 2468 ممارسة ونشاط ثوري في 73 مدينة و38 منطقة في طهران. رغم الآلاف من الاعتقالات والاضطهاد الشديد، استمرت وحدات المقاومة في نشاطها. خلال الاجتماع السنوي للمقاومة الإيرانية هذا العام، تم عرض شريط فيديو يحتوي على 10,000 نشاط ترويجي لوحدات المقاومة، مما يظهر توسع نطاق عملهم وتأثيرهم المتزايد.

زيادة أنشطة وحدات المقاومة إلى 20,000 نشاط في عام 2024 تعكس توسعًا كبيرًا في نطاق عملها وتأثيرها على الأرض. هذه الأنشطة ليست مجرد أفعال رمزية، بل تعبر عن تصميم الشعب الإيراني على إسقاط النظام وإقامة إيران حرة وديمقراطية.

تظل وحدات المقاومة، بدعمها المستمر لمطالب الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية، تمثل الشريان الحيوي للحراك الثوري داخل البلاد. هذه الأنشطة المتزايدة تُبرز قوة وإصرار المجتمع الإيراني على تحدي النظام، وتؤكد على أن المقاومة لا تعرف الحدود، وأنها مستمرة حتى تحقيق الأهداف المنشودة. هذه الوحدة الوطنية والتضامن الشعبي ضد الاستبداد يعكسان إرادة قوية لا يمكن قمعها بسهولة، مما يجعل مستقبل إيران الديمقراطي أقرب من أي وقت مضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *