طارق عبدالله الحجيري
على مسافة شهرين من الانتخابات النيابية المزمع اجراؤها والتي يستميت العهد الأسود لتأجيلها درءا لخسارته الأكيدة .
وبعد عزوف الرئيس سعد الحريري وتياره الأزرق عن خوضها ترشيحا واقتراعا وتعليقه العمل السياسي او الخروج المقنع منه .
يعيش سنة البقاع الشمالي دائرة البقاع الثالثة بين خيارين :
– الخيار المر المتاح يعني التبعية لحزب ايران
– خيار الدور المأمول وما يحتاجه ومعوقاته
يبلغ عد الناخبين السنة في البقاع الشمالي حوالي 46000 ناخب موزعين بين تكتلين كبيرين في بعلبك وعرسال وتكتلات اصغر في بلدات الفاكهة والعين وشعث وعدوس ومعربون وطفيل وحام .
طوال الثلاثين سنة الماضية عمل الحزب الايراني على اختراق البيئات السنية بعشرات الوسائل ما بين ترغيب وترهيب وتهريب ومال وخدمات وسلاح وتجارة حشيشة عبر ما يسميه السرايا .
فيما بقي تعامل القيادات السنية ضئيلا ولاسباب عديدة وحتى في عز صعود الحريرية السياسية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقي خجولا من ناحية التنمية والمؤسسات والمشاريع ووظائف الفئة الأولى .
واليوم وصلنا لهذه المرحلة التي تشكل مفترقا خطيرا يحدد مصيرهم لعقود قادمة ,, فهل يستنكفون أو بالاحرى يساهمون في احتلال الحزب الايراني للمقعدين السنيين واستتباعهما عبر شخصيات هامشية باهتة مرذولة في بيئتها ؟؟؟ أم يدركون خطورة المرحلة ودقتها وما تتطلبه من توحيد للكلمة ورص للصفوف قدر الامكان للحفاظ على وجودهم مواطنين في أرضهم وليسوا تابعين ملحقين .
في كل مناطق السنة في البقاع الشمالي يوجد شخصيات مشهورة وممهورة بختم الولاء والاستزلام والتبعية للسرايا وجل همها نيل رضى وبركة ولي نعمتها وكسب ثقته لشغل المقاعد السنية وهؤلاء لا رجاء منهم ولا أمل ولا تعويل عليهم اساسا .
بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان سنة البقاع الشمالي في صلب وصميم حركة 14 اذار السيادية وشاركوا في كل مراحلها وخطواتها رغم الخطورة الامنية لمشاركتهم الا انهم لبوا نداء الوطني والسير في ركب قطار السيادة والاستقلال والحرية .
واليوم الأمل كل الأمل باستعادة تلك الروح والمبادرة للسير في مصلحة لبنان الوطن ومشروع الدولة بدل التبعية للمشروع الفارسي .
فنحن لا نعادي اللبنانيين الشيعة ولا سواهم ولا نتمنى غير الغير لكل لبناني مؤمن بهوية لبنان الوطنية والعربية ونمد يد المحبة والشراكة للجميع الا أننا لا يمكننا العيش للأبد تحت رحمة البندقية وتهديدها بقتلنا وقد قتلت الكثيرين الكثيرين من اللبنانيين في سبيل نظام ملالي طهران وحتى من المواطنين الشيعة مثل هاشم السلمان ولقمان سليم ومهدي عامل وغيرهم .
يدرك الجميع حجم تغول الحزب الفارسي داخل البيئة الشيعية ومدى سطوته وتحكمه برقاب الناس ومصيرهم وجاهزيته الدائمة لكتم الاصوات والافواه المناهضة بالتخوين والترهيب والقتل .
لكن يبقى هناك الكثير الكثير من الشخصيات الوطنية الشيعية التي كسرت حاجز الصمت والخوف وهؤلاء يتوجب علينا ملاقاتهم للطريق الوطني ومشروع بناء الدولة .
على الصعيد المسيحي يبلغ عدد الناخبين المسيحيين حوالي 41000 صوت تدور غالبيتهم المطلقة في فلك حزب القوات اللبنانية .
من هنا يتوجب علينا العمل على ضرورة خفض عدد المرشحين السنة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والعمل على تشكيل لائحة وطنية بالتحالف مع حزب القوات والشخصيات الشيعية المستقلة .
في انتخابات ال2018 حققت اللائحة حاصلين وكانت قادرة على حصد الحاصل الثالث لو تمت ادارة المعركة بمعرفة وبصيرة .
لذلك المطلوب اليوم التعالي عن الشخصانيات والأنانيات وصغائر الامور والطموحات الفردية الأنية وحرتقات الزواريب والدساكر الضيقة والسير بمنطق العقل والحكمة والبصيرة وارادة البقاء والشراكة الكاملة ويتحقق بذلك بكثافة الاقتراع في كل مناطق السنة .
ان الاستكانة والمقاطعة هما الوجه الأقبح للتبعية والتسليم لمرشحي السرايا والتنازل لهم لتقرير مصيرنا .. وكل صوت مقاطع او متخاذل يشكل صوتين في خدمة المشروع الفارسي وتمكينه منا لابتلاعنا في البقاع الشمالي وكلنا نعرف ما قام يقوم به في بعلبك واسواقها وكيفية عمله الدؤوب على تغيير وجهها التاريخي .
لذلك يجب ألا يعلو صوت فوق صوت الاقتراع الكثيف للخط الوطني السيادي الاستقلالي كي لا نبكي على الاطلال يوم لا ينفع بكاء ولا عويل ولا نحيب .