Mr. Jackson
@mrjackson

احزاب لبنان والقطعان

طارق الحجيري

يوم دعى فلاسفة السياسة وعلم الاجتماع لإنشاء واستيلاد الأحزاب السياسية كان هدفهم رفع مستوى وعي الشعوب وتأطيرها وخلق آليات عمل لتعريف الناس بحقوقهم وواجباتهم وكيفية الوصول اليها بالطرق السلمية المدنية .

اما في لبنان حيث الشواذ هو القاعدة والصواب الاستثناء فالصورة مختلفة تماما ومتناقضة مع هدف انشاء الاحزاب ودورها وأهدافها والصفة الصحيحة لها أنها مجرد دكاكين شخصية عائلية وطائفية بمسميات وشعارات رنانة .

لعل أبرز مثال على تفاهة العمل الحزبي اللبناني وطريقة القطعان في ادارته ما حصل بالأمس في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت حيث فاز تحالف غريب عجيب مكون من حزب ايران التيار العوني تيار المستقبل وحركة أمل !!!!

بعد النتائج عمت البهجة والسرور والاحتفالات صفحات مواقع هذه الاحزاب وجيوشها الالكترونية وكل طرف يفاخر ويتباهى بما حققه من نصر مؤزر بعودة الحق لأصحابه في التغيير والاصلاح  لتأكيد زعامة الشارع السني لتأكيد رسوخ نهج المقاومة ونهج الامام الصدر !!!

هنا يصبح السؤال الزاميا حول صدقية خلاف واختلاف هذه الأحزاب وتوتير الشارع والبلد سنوات طويلة من تبادل التهم بالفساد وسرقة المال العام والكهرباء والدين العام وانهيار الليرة والعمالة وضياع البلد .

أليس شعار ” ما خلونا ” العوني قائما على اتهام الحزب والمستقبل وحركة امل بمنع ميشال عون من تطبيق برنامجه الانقاذي التغييري ؟؟؟

ألا يتهم المستقبل الحزب ومحوره باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ١٤ اذار و٧ ايار وقتل الشعب السوري ورهن لبنان للاحتلال الايراني؟؟

ألا يتهم الثنائي الشيعي المستقبل والتيار البرتقالي بهدر وسرقة المال العام وسوء السياسات الاقتصادية النقدية والتمديد لرياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان ؟؟؟

بعد كل هذه الاتهامات ولسنوات وسنوات فجأة وبسحر ساحر ينزل عليهم الروح القدس فتهدأ سرائرهم ويتحالفون ويحتفلون ؟؟

أليس احترام الأحزاب لمحازبيها شرطا اساسيا لقيامها ؟؟ الا يؤشر هذا التحالف لسياسة الراعي والقطيع وكل يأخذ قطيعه حيثما شاء ؟؟ أين مبدأ المحاسبة والنقد الذاتي ومراجعة السياسات ؟؟

استمرار هذه الأحزاب بتكوين وتحالف سلطة الفساد والهدر وسرقة جنى أعمار الناس مرهون بتأييد محازبيها والولاء لها وافتدائها بالارواح والدماء والأبناء ،،، يسير المحازبون وراءهم يقدسونهم يهتفون لهم ثم يسبون السلطة الفاسدة !!! فهل جاءت هذه السلطة من المريخ ؟؟؟

إن استمرار حالة القطيع الحزبي والسير على عماها خلف الزعيم المبجل كفيلة بإحراق لبنان ومنع أي أمل بقيامته من ركامه ورماده ،، فهل يشكل موسم الأعياد وصعوبة ما تعانيه الناس من فقر وعوز منبها لوعي الضمائر واستيقاظها من سباتها والتحلي بجرأة رمي الزعيم وتركه في حظيرته الحزبية ؟؟؟ كل الأمل بذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *