إجتمع على استهداف ريفي “حزب الله” وأتباعه وبقايا تيار المستقبل
بادر ريفي وأخذ بالأسباب والمطلوب التعاون معه على قاعدة التكامل
لا يجب السماح باستفراد ريفي.. ودعمه في الحق واجب والحياد تخاذل
ساهم ريفي في استعادة طرابلس لحضورها العربي في إطار كسر حصار “حزب الله” السياسي والأمني لها

أحمد الأيوبي
لم يتعرّض نائب منتخب في الاستحقاق النيابي الأخير لما تعرَّض له أشرف ريفي من حملات استهداف تصل إلى حدود محاولات الاغتيال السياسي، في ظاهرة تثير الاستغراب والتساؤل عن سبب هذا الاستهداف المتمادي وأبعاده السياسية والاجتماعية، ومدى تأثيره على دور طرابلس وتوجهات الرأي العام فيها في الصراع الكبير الدائر في لبنان والمنطقة.
اجتماع الممانعة وبقايا المستقبل على محاربة ريفي

الغريب العجيب أنّ مصادر هذه الحملات على ريفي لا يجمعها “منجِّم مغربي”، غير أنّها اجتمعت فعلاً لتتلاقى هجمات الممانعة السوداء مع إفرازات بقايا التيار الأزرق البائد، بالإضافة إلى بعض سعاة الظهور والشهرة المصابين بإسهال كلاميّ مفرط، فإذا بنا أمام خليط جمعه الحقد وكراهية كلمة الحق والسعي لإفشال أيّ مبادرة إيجابية، حتى لا تنكشف سوءاتهم ويتكرّس فشلهم أكثر فأكثر في أذهان الناس.
لقد تحالفت أطياف الممانعة: “حزب الله” وأتباعه في طرابلس، مع بقايا تيار المستقبل لتحطيم أيّ مبادرة أو تحرّك للنائب ريفي، فأيّ مبادرة منه مرفوضة سلفاً، ويجري إطلاق النار عليها قبل أن تبدأ، كما كان الحال مع الغواصة التي عمل على استقدامها في محاولة لاستخراج جثامين ضحايا مركب الموت قبالة شاطئ طرابلس، وكما حصل عندما حاول إلزام أصحاب المولِّدات بتطبيق القانون والتزام تسعيرة وزارة الطاقة، كما يحصل في المناطق الأخرى وفي مسارعته لتأمين المازوت لمؤسسة مياه لبنان الشمالي لضمان الاستمرار في تدفّق المياه إلى أحياء طرابلس.
نقاط قوة ريفي

لا يملك أشرف ريفي حلولاً سحرية ولا يحمل قدرات مالية وليس جزءاً من السلطة التنفيذية القائمة، كما هو حال من تولى ويتولى المناصب العليا في الدولة، بل إنّ ما يميّز أشرف ريفي هو تواضعه للناس وحسن التعامل معهم وانفتاحه على المساهمة في الحلول للأزمات بلا تردّد وشجاعته وإقدامه في التعامل مع الأزمات، وتعبيره عن أوجاع أبناء مدينته بكلّ أطيافهم وفئاتهم، والأهمّ حفاظه على المبادئ السيادية والخطاب الوطني الرافض للخضوع والاستسلام لهيمنة “حزب الله” وسلاحه غير الشرعي، وتذكير الرأي العام اللبناني والعربي والدولي بأنّ أساس عِلّة لبنان وسبب كوارثه المتعاقبة وانهياره الشامل، هو هذا سلاح الغدر هذا، وأنّه لا يجب تضييع البوصلة في الصراع الدائر تحت وطأة الضغوط المعيشية، فلا تحرير للبنان إلاّ بتحريره من الاحتلال الإيراني.
لعلّ ما أغاظ خصوم أشرف ريفي هو رسوخ قواعده الشعبية التي تتميّز بالجرأة والقدرة على المواجهة والتحرّك في الشارع إذا تعرّضت المدينة لأيّ استهداف، وكذلك للضغط في الملفات المعيشية المأزومة، فهذا العنصر فاجأ خصومه، واعتبروه مؤشراً خطِراً مع تراجع قدرات المواجهة لدى الشخصيات والقوى السيادية على مستوى البلد.
ريفي واستعادة الاهتمام العربي بطرابلس

ثابر أشرف ريفي على الدفاع عن اتفاق الطائف وعروبة لبنان، وجعل هذا العنوان أساساً في المواجهة، وكان لموقفه كنائبٍ عن طرابلس وزن ومعنى والتزام بالهوية الوطنية العربية الراسخة، الرافضة للاحتلال الإيراني، وهذا ما ساهم في إعادة للفيحاء إلى دائرة الاهتمام العربي والسعودي بشكل خاص، حيث انقضى زمن الرمادية السياسية في تمثيل المدينة، وعاد الصوت العربي النقيّ عالياً، لتتوارى أصوات العروبة المزيّفة التي تاجرت وتتاجر بالقضايا العادلة من فلسطين إلى لبنان وليس انتهاءاً باليمن والعراق وسوريا. ساهم أداء أشرف ريفي وخطابه العربي الوطني في إعادة وضع طرابلس على خريطة الاهتمام العربي، ضمن إطار استعادتها لهويتها بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، عندما كسر حصار “حزب الله” السياسي وحطّم خطّته للسيطرة على التمثيل السياسي لطرابلس.
المبادرة وتحمّل المسؤولية في زمن التخلّي عن المسؤوليات

قام أشرف ريفي بواجبه في السعي لتقديم بعض الحلول لغياب الدولة وعجزها عن تأمين واجباتها تجاه المواطنين، فنجح في بعضها وتعثّرت جهوده في بعضها الآخر، لكنّه بالتأكيد قام بما هو أكثر من شرف المحاولة، وما يقوم به من جهود صادقة وغيورة على أهل طرابلس، يستحقّ التقدير والمساندة والتأييد، والمطلوب ممن يوجه سهام النقد والاستهداف إليه أن يتقدّم بما لديه من حلول فيجعلها في خدمة الناس، أمّا الوقوف على أطلال الحقد وإطلاق سهام التعطيل والتشويه، فهذا سيرتدّ على أصحابه ولن يحصدوا إلاّ الخيبة والفشل.
إنّ تصوير أشرف ريفي وكأنّه المسؤول عن تأمين الكهرباء والمياه وعن معالجة كارثة الإفقار التي يعاني منها أبناء طرابلس وعن تأمين الازدهار الاقتصادي فيها، إنّما هو ظلم فادح وافتراء فاضح، وليس له مكان في الحقيقة والواقع، بل إنّ الرجل بذل جُلّ طاقته في السعي للعمل الجاد من أجل طرابلس، في ظروف الانهيار وفي زمن التخلّي عن المسؤوليات.. فما قام به أشرف ريفي هو أكبر من القيام بشرف المحاولة، لقد بادر وتقدّم وأخذ بالأسباب، والمطلوب التعاون معه على قاعدة التكامل، وكلّ من يواصل استهدافه بالباطل
لا يعني هذا الكلام أنّ أشرف ريفي معصوم عن الخطأ، بل إنّه يصيب ويخطئ، والانتقاد البنّاء المطلوب والتعاون واجب، وعلى هذا الأساس نرى حالة هذا الرجل، ولا يسعنا إلاّ أن نكون معه في خوضه معارك الدفاع عن السيادة وعن حقوق الناس، مهما بلغت حملات التشويه، فالحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع، وما يجب أن يعلمه أبناء طرابلس أنّه لا يجب السماح باستفراد ريفي بل الواجب دعمه في الحق لأنّ الحياد بين الحق والباطل تخاذل، والمشاركة في تحمّل المسؤولية دليل وعي وضرورة المرحلة.
