
محمد حسون
رئيس جمعية التراحم والتنمية
إنّ عدم تقبل بعض منتسبي تيار المستقبل أو المتسلقين والمنتفعين.. قرار الرئيس سعد الحريري بالابتعاد عن الحياة السياسية جعلهم في تخبط وكُره لكلّ السياسيين الذين يعتبرونهم بشكل أو بآخر سبباً لقرار الرئيس الحريري السلبي بنظرهم،
ولا يريدون من المناصرين للرئيس الحريري في كل استحقاق انتخابي والأوفياء لدماء شهيد لبنان الكبير أن تكون لهم شخصيتهم المستقلة ولا يريدون لأهل السُّنة خاصة الإنخراط في العملية السياسية بعيدًا عنهم، وذلك ربطاً بمصالحهم الشخصية أو السياسية، ولعلّ ذلك يرجع إلى ذهنية النظام الأمني السوري الذي تربّى كثير من قيادات ونواب التيار عليه!
انتهى وقت عدم المحاسبة
من لحظة سقوط شهيد لبنان الكبير الرئيس رفيق الحريري والغالبية الساحقة لأهل السُّنة مشت خلف قرارات الرئيس سعد الحريري ولم تُسائله ولم تُحاسبه في خياراته التي أوصلته وأوصلتنا الى ما نحن فيه من حالة؛ سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية يُرثى لها حتى دفعت الممثل الوحيد الأوحد لأهل السُّنة للإعتزال السياسي بطريقة أربكت الشارع السياسي اللبناني وخلطت الأوراق حتى تمرد كثير من نواب المستقبل وقيادييه وأعلنوا الترشح خلافًا لقرار الرئيس الحريري!
هجمات جوقة المنتفعين
نسمع ونرى من جوقة المنتفعين أو العاطفيين في تيار المستقبل هجومًا لاذعًا على أيّ أحد يتواصل مع الحلفاء الاستراتجيين السابقين للرئيس سعد الحريري مثل حزب القوات ورئيسه الدكتور جعجع أو الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط، أو الشخصيات المستقلة.. ولكن عندما سبق لتيار المستقبل أن تحالف إنتخابيًا المستقبل مع التيار الوطني الحر، كان لهم تبريرهم الممجوج للمقولة الشهيرة “الصوت التفضيلي لصديقي جبران”، و”مين كان مصدق انو نحن واياكم نتحالف بالانتخابات”.
نقول للمتاجرين بالعواطف والغرائز ممن يتمسحون بالسُّنة وتيار المستقبل “روقوا وطولو بالكم علينا شوي”. إرتكبتم فظائعَ وخطايا سياسية وفي كلّ مرة كانت لكم تبريرات وكنا نبلعها. أتركوا الناس وخياراتها السياسية خاصة مع اقتراب الاستحقاق النيابي ليعرف الناس كيف يختارون ومن يختارون ثم يدفعوا ثمن خياراتهم لعلكم تُكفِّرون بعضاً من خطاياكم.
وكيف تُجيزون لأنفسكم التمرّد على قرار الرئيس الحريري بالإعتزال ولا تقبلون بمشاركة الجماهير والإدلاء بصوتها والتعبير عن خيارها الديموقراطي؟!
هل يجب علينا تذكيركم أنّ الرئيس سعد الحريري أعطى أوامره أن لا تُستخدم شعارات ومفردات التيار وأن لا يُزج إسم الرئيس الشهيد ولا إسمه في أيّ حملة انتخابية للمرشحين المُفترضين وساعتها سيظهر حجمُهم الشعبي الحقيقي.
