Mr. Jackson
@mrjackson

نصرالله: فنّ الخداع السياسي

شعارات مناهضة للصهاينة وحرب مفتوحة على العرب

خاص – البديل

تحوّلت الكلمة التي ألقاها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله بتاريخ 16 شباط 2022 خلال “مهرجان ذكرى الشهداء القادة” إلى خطاب نموذجي للخداع السياسي والإعلامي وتطويع الجمهور، بعكس الشعارات المطروحة، فبينما كان الاتجاه العام يوحي بأنّ الحديث هو عن الصراع مع العدو الإسرائيلي، انتهت الكلمة برسائل مبطنة حول تهدئة طويلة مع هذا العدوّ، وردٍّ مباشر على الورقة الكويتية وموقف دول الخليج من السلاح غير الشرعي.

قراءة في عمق الخطاب

ــ قدّم نصرالله قراءة طويلة ومستفيضة حول أوضاع إسرائيل “المنهارة”، ليعطي الإيحاء، بأنّها شوف تنهار بلا قتال، ولا مبرّر بالتالي إلى إعطاء المواجهة معها أولوية في المرحلة الراهنة.

ــ إستعاض نصرالله عن مقاربة الواقع في المواجهة المفترضة مع إسرائيل، بتعبئة مشاعر جمهوره من خلال الحديث عن تاريخ حزب الله وقادته و”شهدائه”، ليخلص إلى أنّ نظرية الردع المتبادل تعتبر مناسبة للوضع اللبناني، وهذا تبريد إضافي للوضع بين إسرائيل والحزب.

ــ في مقابل التبريد مع إسرائيل، أصرّ نصرالله على استقبال المعارضين من دول الخليج العربي، تحت عنوان أنّ لبنان هو بلد الحريات، وإما أن تكون شاملة أو لا تكون، مستدلاً بأنّه عندما كان حزبه يقاتل في سوريا، كان ناك معارضون سوريون وآخرون لبنانيون ينتقدون تورطه في هذا القتال.

في كلام نصرالله تعمية وتضليل كبير، فلم يسبق للمعارضة السورية أن تمكنت من عقد مؤتمر علني حتى في ذروة تصاعد الثورة السورية، أما في الداخل، فقد استخدم الحزب عصاباته لقمع المتظاهرين في وسط بيروت بشكل متكرِّر منذ انتفاضة 17 تشرين 2019.

ــ أكدّ نصرالله تحويل لبنان إلى معسكر دعم شامل لمعارضي الدول الخليجية وأنّ هذا المسار سوف يتصاعد في المرحلة المقبلة.

ــ يعتمد نصرالله على تفهّم الجانب الإسرائيلي لهذا النوع من الخطاب الضروري لاستمرارية السيطرة على الجمهور الشيعي، والتحكّم بتعبئته في الاتجاه الذي تريده السياسة الإيرانية، وحسب مصدرنا، فإنّ قيادة الحزب تتصرّف على أنّ إسرائيل غير معنية بهذا الخطاب من الناحية الأمنية أو الميدانية، وأنّ ما يقوله نصرالله هو من عدّة الشغل.

ــ حرص نصرالله أيضاً على استمرارية تأثيره على الجمهور الفلسطيني، كوسيلة ضغط وتأثير في إدارة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي وفي الضغط على قيادات الفصائل الفلسطينية.

ــ شدّد نصرالله على رفض القرارات الدولية المتعلقة بنزع سلاحه، وهو بذلك، لا يوجه كلامه إلى الجانب الإسرائيلي، بل يردّ على المبادرة الكويتية – العربية، التي دعت إلى تجريده من سلاحه لصالح الدولة اللبنانية.

ركّز نصرالله على أنّه بات يقوم بتصنيع الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة في لبنان، ولم يعد ثمة حاجة لاستقدامها من إيران، ومن يريد أن يشتري ليسجل اسمه في قائمة الانتظار.

الرسالة الواضحة للعرب هي أنّ الحزب تجاوز مسألة نزع السلاح ليشرّع لنفسه إعلان تصنيع السلاح، وأنّه مستمرٌّ في التسليح وليقل العرب ما يشاؤون فالواقع أنّ لبنان تحت سيطرته ولن يقدم موقف العرب ولن يؤخر شيئاً في المعادلة القائمة.

ــ تحدث نصرالله عن صحافي متهم بالتعامل مع إسرائيل، على أساس أنّه يتلقى مبالغ مالية تتراوح بين 300 و700 دولار لقاء نشره مقالات ضدّ حزب الله لتشويه سمعته، وفي هذا تبرير لقمع كل من يكتب ضد الحزب وتصنيفه على أنّه عميل لإسرائيل.

توقّع إنكفاء البيئة الشيعية عن التصويت
تحدث نصرالله عن ضرورة مشاركة الحزب وجمهوره في الانتخابات النيابية المقبلة تحت شعار “باقون نحمي ونبني”، وفي ذلك إشارة إلى فشل الحزب في الانتقال إلى شعار آخر يتجاوز شعاره السابق الذي كان في الانتخابات الماضية “نحمي ونبني”، والذي لم يتحقّق منه شيء لا في البناء للمؤسسات الصحية والاجتماعية والتربوية.. ولا في الحماية بعد الانهيار الشامل الذي وصل إليه لبنان بسبب تحالف الحزب مع ميشال عون وجبران باسيل.

وفي هذا الصدد، أظهرت دراسة إحصائية حديثة في الدوائر ذات الأغلبية الشيعية بعد إنسحاب رئيس المستقبل سعد الحريري من الإنتخابات بأن نسبة لابأس بها من المواطنين الشيعي غير متحمسين للتصويت للإنتخابات النيابية وتمحورت الإجابات حول ثلاثة أسباب لعدم المشاركة:
ــ توقع غياب قسم من الطائفة السنية عن المشاركة الكثيفة في الإقتراع أو تدنّي النسبة على أقل تقدير، قلّص من عامل المنافسة الحزبية والمناطقية والمذهبية.
ــ تأكيد مسؤولي “حزب الله” على أنّ نتائج الإنتخابات أياً كانت لن تؤدي إلى تغيير في الوضع السياسي في البلاد بشكل يؤثر على أداء “المقاومة”.

ــ الإعتراض على الإهمال الإنمائي الذي تعاني منه مناطق الثنائي الشيعي وبشكل خاص في البقاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *