ميقاتي.. شريك الحزب في تدمير صيغة لبنان وشريكُ عون في جهنّم
هل اعتراض ميقاتي على القوات لأنّه قدّم نموذجاً أزال طرابلس عن لائحة أفقر المدن على المتوسّط؟
تجربة ميقاتي نسخة مكرّرة سيئة عن تنازلات الحريري
الحرب على ريفي والقوات أوراق اعتماد لرئاسة الحكومة المقبلة
تستحقّ طرابلس فرصة للتمثيل السيادي والتنموي بعد سنوات العزم والمستقبل العجاف

أحمد الأيوبي
“.. لكنّنا، ونحن في زمن ميقاتي تقطّعت بنا السبل وسُدّت الطرق، فلم يجد الناس سوى البحر ملجأً فإذا به قبرٌ موحش، وبدل أن يُنثر القمح للطيور على الجبال، غدت أجساد نسائنا وأطفالنا طعاماً للطيور ولكائنات البحر، فخرجت أرواحهم تشكو إلى الله ظلم الحكام”.
فتح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ديوان قصره في طرابلس لإدارة المعركة الانتخابية للائحة “للناس” التي يدعمها، معلناً بدء الدعم المالي لها من خلال استقبال الناشطين و”المفاتيح”، واستكمال تشكيل “الماكينة” الانتخابية على بُعد أيام قليلة من 15 أيار، وليبدأ إطلاق حملته السياسية التي اختار أن تكون موجهة بشكل مُرَكّزٍ ضدّ اللواء أشرف ريفي والقوات اللبنانية، مقدِّماً أوراق اعتمادٍ انتخابية لدى “حزب الله” وجبران باسيل.
حرب ميقاتي الإعلامية على ريفي والقوات
على مدى الأسابيع الماضية، كانت المواقع التابعة للرئيس ميقاتي تشنّ هجمات تستهدف قيام القوات اللبنانية بترشيح الياس الخوري على لائحة “إنقاذ وطن” التي يرأسها الوزير أشرف ريفي، وأفلت ذبابه الالكتروني بشكلٍ شرس على هذا التحالف الذي يسجّل سابقة وجود مرشّح قواتي في طرابلس، فتدأب هذه المواقع على نشر الإشاعات حول أوضاع اللائحة وتعمل على التشكيك بتماسكها، في سلوك بدائي على الطريقة القديمة التي كانت معتمدة في الانتخابات قبل الحرب.
لكنّ ميقاتي قرّر النزول المباشر إلى المعركة وقيادتها سياسياً ومالياً، ضدّ اللواء أشرف ريفي والقوات اللبنانية، وليطلق موقفاً صريحاً عندما اعتبر أنّ “طرابلس لا تحتمل أن يمثّلها نائب محسوب على القوات اللبنانية”.
لم يخبرنا دولة الرئيس ميقاتي لماذا لا تحتمل طرابلس أن يمثلها نائب محسوب على القوات.
هل لأنّ دولته قدّم لطرابلس نموذجاً أكثر شفافية ونجاحاً وخدمة للمجتمع مما قدّمته القوات لمناطق تمثيلها، وبشري على بعد نظرة من طرابلس التي يرى أهلها أين أوصل تمثيل القوات لمناطقهم، وأين وصل تمثيل ميقاتي وسائر من تولّوا مسؤولية التمثيل السني مناطقهم..
إذا أراد الطرابلسيون إعطاء علامة لميقاتي في تمثيل مدينته وتحقيق الإنجازات لها، فلا ندري هل سيتكون صفراً أم تحت الصفر، خاصة أنّه سبق أن وعد بشركة “نور الفيحاء” على سبيل المثال، فمنعه “القوي” جبران باسيل، واستمرّ في منعه حتى وهو على رأس الحكومة!

في الواقع يا دولة الرئيس ميقاتي، إذا كنت عاجزاً عن تأمين الحقوق لأهل طرابلس، فلا حاجة لهم بتمثيلك ونيابتك المباشرة والملتفة عبر اللوائح.
هل قدّمت يا دولة الرئيس، أنت ووزراؤك ونوابك، إنجازاتٍ جعلتها تختفي عن لائحة المدن الأكثر فقراً على ساحل البحر المتوسط، أم أنّها ازدادت بؤساً وتهميشاً وحرمانك برعاية عزمك وسعادتك؟!
هل تحارب تمثيل القوات لطرابلس لأنّك أحييتَ اقتصادها وأعدتَ مجدَ صناعتها وتجارتها، ووفرت لها مقوِّمات الصمود الاجتماعي، وكفيتها مؤونة الانهيار المالي، الذي كنت أحد الشركاء فيه وأحد أضلاعه غير المقدسة؟
هل تحارب يا دولة الرئيس، الوزير أشرف ريفي لأنّه يفضح عجزك في مواجهة “حزب الله” ويكشف أنّك نسخة مكرّرة من سعد الحريري، الذي كنت تستهجن تنازلاته، فإذا بك تسابقه في التنازلات، وما هجومك على اللواء ريفي والقوات، سوى تقديم أوراق اعتماد لدى الحزب لعلّك تضمن إعادة تكليفك برئاسة الحكومة، وهذا قد يحصل لكنّك قد تكون آخر رؤساء الحكومات السنة الآتين بموجب اتفاق الطائف، وستوقع بيديك على تصفية الوجود السني في الحكم.
هل تحارب أشرف ريفي لأنّه فعل ما بوسعه لأهالي ضحايا مركب الموت، فأمّن لهم ضمن قدرته بعض الآت التي شكّلت أملاً لهم في معرفة مكان ذويهم، بينما كان بوسعك كرئيس للحكومة استقدام شركة خاصة متخصّصة بالانتشال من أعماق البحار، أو أن “تحلّ دكّة” البخل والشحّ وتستقدم إحدى هذه الشركات على نفقتك الخاصة، بدل أن تستهتر بمشاعر أهالي الضحايا وترمي المسؤولية على القدر، وترفض أن يكون لك أيّ مسؤولية عن كوارث قوارب الموت، وأنت رئيس الحكومة وممثل طرابلس، المهمل لحقوقها ولإنمائها ولمشاريعها، المستسلم أمام “حزب الله” وباسيل، لنيل كرسيّ ستحمله فوق عنقك يوم الحساب، ومعه كلّ مآسي الناس التي غفلتَ عنها وأنت في سُدّة المسؤولية.

ورحم الله عمر بن الخطاب رضوان الله عليه عندما قال: لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق ياعمر؟
ورحم الله عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه عندما قال:”انثروا القمح على قمم الجبال حتى لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين” وفي رواية أخرى “حتى لا يقال جاع طير في زمن عمر”.
لكنّنا، ونحن في زمن ميقاتي تقطّعت بنا السبل وسُدّت الطرق، فلم يجد الناس سوى البحر ملجأً فإذا به قبراً، وبدل أن يُنثر القمح للطيور على الجبال، غدت أجساد نسائنا وأطفالنا طعاماً للطيور ولكائنات البحر، فخرجت أرواحهم تشكو إلى الله ظلم الحكام.
يا دولة الرئيس، أنت صاحب مقولة لن يجوع أحد في طرابلس، ونعتقد بأنّك لست بحاجة لمن يفنّد لك أنّ المجاعة في حضورك ورعايتك اقتحمت منازل أبناء طرابلس بدون إذنك ونشرت مآسيها على مرآك ومسمعك..

أنت يا دولة الرئيس شريك ميشال عون في جهنم، وأنت شريك “حزب الله” في انتهاك سيادة الدولة، وبعد كلّ هذه السنوات من التمثيل الفاشل لطرابلس، تستحقّ الفيحاء فرصة لتمثيلٍ وطنيّ سياديّ، يمنح كفاءاتها الدعم ومجتمعها المحلي أفق التطوّر وعلاقاتها العربية والدولية أن تكون موضع استثمار إيجابي، كما تفعل القوات في المناطق التي تمثّلها، فيكفيها غرقاً في الحرمان، وسيعبِّر أبناؤها عن نقمتهم منكم في صناديق الاقتراع، بكلّ عزمٍ وسعادة!
