Mr. Jackson
@mrjackson

علاقة القوات بطرابلس جمعها استهداف منظومة الممانعة

الخوري يؤسّس لتحالفاتٍ عميقة مع القوى الحيّة للنهوض بطرابلس الكبرى

أحمد الأيوبي

أصبحت القوى السياسية في طرابلس بمختلف اتجاهاتها تسلّم بأنّ حضور القوات اللبنانية في المدينة أصبح حالة مكتملة الأبعاد السياسية والاجتماعية والإنسانية والوطنية، ليظهر أنّ ما كان يسمى رفض الشارع الطرابلسي لها ليس أكثر من دعايات آحادية الجانب يطيب لـ”حزب الله” ترويجها حسب متطلبات صراعه المفتوح مع القوات اللبنانية، لمحاصرة الاتجاه السيادي الأكثر تنظيماً وصموداً في وجه مشروع الدويلة.

طرابلس والقوات: تحالف في وجه ظلم الممانعة

لم تكن علاقة طرابلس بالقوات كما يصوّرها محور الممانعة مقصورة على تداعيات الحرب الأهلية، وخاصة حاجز البربارة، الذي حيكت حوله حكايات الحرب من دون ضوابط المصداقية دائماً، فهناك حكايات أخرى عن التعاون الذي ساد بين مقاومي الاحتلال السوري، وخاصة خلال الثمانينات وبين القوات اللبنانية، ويعلم الجميع كيف التجأ قياديون كبار من المدينة إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات حيث توافر لهم الأمان والحماية.

تواصلٌ سياديّ تنموي

بعد الحرب، بدأت علاقة القوات اللبنانية بطرابلس بشكل عملي منذ العام 2005، وسجّلت أول زيارة لأول وزير للقوات عام 2007 عندما قام وزير السياحة جو سركيس بزيارة موسعة للمدينة التقى خلالها بالقوى السياسية وشهدت توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة السياحة ممثلة بالوزير سركيس وبلدية طرابلس برئاسة المرحوم رشيد جمالي في خطوة غير مسبوقة، وسجّلت تلك الخطوة كسراً للحواجز المصطنعة، خاصة أنّها ترافقت مع استقبال شعبي مرحِّب امتدّ من قلعة المدينة ثمّ خان الخياطين وصولاً إلى مبنى البلدية.

من معالم حرص قيادة القوات اللبنانية على التواصل مع طرابلس، تلك العناية التي أولتها للمدينة عندما تولّت وزارة الصحة العامة، فكان اهتمام وزير الصحة غسان حاصباني بمؤسسات المدينة الصحية الحكومية والأهلية ودعمه لتطويرها وتحويل المستوصفات إلى مراكز رعاية صحية أولية مستوفية الشروط، وحاملة عناصر الاستمرارية في خدمة أبناء المدينة، ولم تتعامل القوات بكيدية في وزارة الصحة، وحظي المستشفى الإسلامي في طرابلس بالاهتمام والرعاية نفسها من دون تغيير أو تقليل من سقف موازنتها في وزارة الصحة.

زار حاصباني طرابلس فجال على مؤسساتها الصحية كما استقبله الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر، وفعاليات المدينة.

ومع زيارته جبل محسن قصد حاصباني باب التبانة، وزار مركز الرحمة الطبي وأطلق منه خطاباً سياسياً وطنياً أكّد فيه رفض هيمنة المحور الإيراني السوري على لبنان، وأنّ طرابلس وأشرفية بيروت والطريق الجديدة وزحلة في جبهة واحدة للسيادة، معلناً تبني كتلة القوات لمشاريع طرابلس التنموية وسعيها لتنفيذها.

اللافت أنّ تيار المستقبل وتيار العزم، اللذان يشنان الهجمات اليوم على القوات اللبنانية، كانا في طليعة مستقبلي وزير الصحة القواتي غسان حاصباني، فهل كان الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر في حالة نفاق عندما استقبلاه، أم أن العزم والمستقبل انقلبا اليوم لأسباب مختلفة يجمعها التقرّب من “حزب الله” وتسليفه المواقف ضدّ القوات اللبنانية، وعلى أيّ أساس كان التنسيق السياسي في التعاون الوزاري بين المستقبل والقوات قائماً؟

القوات تتبنى طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية

كان للقوات محطة هامة أخرى في طرابلس، عندما تبنّت كتلة القوات النيابية والوزارية مشروع “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” وزار وفد منها ترأسه الوزير حاصباني غرفة التجارة والصناعة والزراعة وكان من الساعين لعقد جلسة لحكومة الرئيس سعد الحريري من أجل إقرار جملة مشاريع خاصة بالمدينة، لكنّها لم تُعقد في إطار الإهمال المتراكم من الحريري تجاه طرابلس، وبقيت تلك الجسلة وعداً عالقاً من جملة مئات الوعود العرقوبية.

الخوري: تحالفات ما بعد الانتخابات

أما مرشح القوات اللبنانية على لائحة “إنقاذ وطن” الياس الخوري، فكان في قلب كلّ هذه الجهود وكان حاضراً في خطواتها العملية جميعاً.. فهو ابن طرابلس الذي نشأ وترعرع في القبة وله  صلات وعلاقات متينة مع شرائح واسعة من أبناء المدينة، منذ سنوات وهو اليوم لا يخوض معركة انتخابية للتعريف الشخصي به، بل يقوم يتأسيس علاقات راسخة مع مكوّنات المجتمع الطرابلسي للبناء عليها بعد الخامس عشر من أيار، لجهة وضع كلّ إمكانات وخبرات القوات السياسية والإدارية والتنموية في خدمة المجتمع الطرابلس ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *