Mr. Jackson
@mrjackson

عاد العرب للبنان .. فهل نعود اليه

طارق الحجيري

عاد بالأمس سفراء المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ولاحقا سفير اليمن وغيرهم من السفراء الذي غادروا لبنان قبل اشهر بعدما طفح بهم الكيل من تصرفات واعتداءات حزب ايران السياسية والامنية على دولهم وشعوبهم وعلى كل العرب من خلفهم .

وقد شكلت هذه العودة بارقة امل ولو صغيرة لكل لبناني مؤمن بلبنان وطنا نهائيا له .

ولعل اول ما يتلمسه السفراء العرب وسواهم من الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي لحظة خروجهم منه انهم يظنون أنفسهم وللوهلة الاولى قد وصلوا طهران او قم وليس بيروت عاصمة لبنان العربي .. وذلك للانتشار الكثيف المقصود للصور والاعلام والرايات والمجسمات الفارسية وكذلك صور لأشخاص كثيرين منهم متهمين بنظر اغلب اهل المعمورة بانهم ارهابيين قتلة مجرمين معتدين .

هذه العودة ربما تشكل المحاولة الأخيرة للاشقاء العرب لإحداث فجوة في الجدار السميك والمتين الذي شيده أتباع ايران بوجههم وبوجه العروبة .

وتندرج العودة هذه تحت عنوان ” دعم العقلاء والمعتدلين ” المتحسسين وضع لبنان وصعوبة مأزقه اذا ما حصل الارتطام الكبير الذي بات أقرب الينا من حبل الوريد.

لكن السؤال الاساسي هو : هل تنفع هذه المحاولة في ردع الحزب الفارسي عن غيه واجرامه بحق لبنان وشعبه وخاصة العاملين منهم في دول الخليج العربي ؟؟؟ وهل نفعت سابقا السياسيات الغبية معه تحت عنوان ” ربط النزاع ” ؟؟؟؟ وهل ينفع الحوار مع حزب يحترف التقية والباطنية ويتقن إخفاء الأدلة عن جرائمه الكثيرة ؟؟؟

الجواب الاكيد ان ذلك مستحيلا اولا وثانيا وأخيرا لسبب بسيط هو أن حزب الولي الفقيه يمثل دولة خارجية تمارس كل انواع الجرائم على ارض لبنان وشعبه .. والتعويل على تحوله غير وارد في منطق الحصفاء وأهل العقل والبصيرة .

بل ان التعويل الأول والأخير هو على اللبنانيين السياديين الاستقلاليين الذين يتخذون من ازالة الاحتلال الايراني هدفا وشعارا علنيا لهم .. ويؤمنون باستحالة التعايش والمساكنة مع السلاح الذي أراق من دمهم أكثر مما اراقه الأعداء وفي مقدمهم اسرائيل .

لكل ذلك تغدو الانتخابات النيابية المقبلة مفصلية مصيرية تشكل جوابا حاسما على السؤال الكبير ” عاد العرب الى لبنان فهل يعود اليه اللبنانيون ” ؟؟

بدون شك يستطيع الأخوة العرب مساعدة لبنان واللبنانيين ومد يد العون اليهم شريطة أن نساعد أنفسنا ونؤمن بنهائية الهوية الوطنية اللبنانية الصافية وبالانتماء العربي الاكيد والواضح والصادق .

دائما ما ردد سفراء المملكة العربية السعودية بأنهم وكل السفراء العرب يتعاملون مع لبنان كدولة وليس افرقاء وطوائف ويدعمون الدولة ولا يتدخلون في شؤونها الداخلية على النقيض المطلق من سفارتي ايران وسوريا اللتان تتخذان من سفارتيهما منصات تفقيس مؤامرات ومشاغبات ومشاكل ومعامل انتاج لكل ما يسيء لسمعة لبنان وشعبه وعلاقاته باشقائه العرب .

ورغم ذلك بقيت علاقة العربية السعودية بالطائفة السنية عير قيادتها الرسمية سياسيا المتمثلة برئاسة الحكومة وعبر مؤسستها الدينية الممثلة بدار الفتوى متينة وقوية وشكلت جسر عبور وارتباط متين بين اللبنانيين السنة واشقائهم العرب وعاملا حاسما في تأكيد وطنيتهم النقية وعروبتهم الصافية .

لذلك تكون ملاقاة الاخوة العرب لمنتصف الطريق عبر كثافة الاقتراع في كل مناطق لبنان وخاصة السنية منها الخطوة الجدية الفعلية التي يبنى عليها في محاربة الاحتلال الفارسي ورفعه عن بلدنا الحبيب .

 فيما التقاعس والتخاذل والمقاطعة يشكلون الهدية المنتظرة لحزب ايران لايصال ازلامه وبيادقه واتباعه للندوة النيابة فيكونون ممثلين مزورين للطائفية السنية وهم ليسوا من السنة بشيء .

لذلك ولكي يعود طريق المطار مزينا باللوحات الجميلة الدعائية والترويجبة لماضي لبنان الجميل ومستقبله المأمول .. ولكي يعود صوت فيروز يصدح ويعلو في رحاب جامعة الوطن والمواطن دون خوف او وجل او ترهيب .. ولكي يعود معرض بيروت للكتاب العربي معرضا عربيا تجتمع فيه الاعمال والابداعات الادبية العربية وترتفع فيه صور مبدعيهم وليس صورة المجرمين القتلة القديسين … ولكي يعود لبنان مسرح الشرق ومستشفاه ومطبعته وداره للسينما والفنون والمتنفس السياحي الاستثماري الاول لأشقائه .

لكل ذلك يجب أي يكون اقتراعنا كثيفا كثيفا في ١٥ ايار ومن كل القوى والاحزاب والشخصيات الاستقلالية السيادية لكي نطلق بعدها قطار التغيير الفعلي واستعادة لبنان للحضن العربي .

واذا لم نفعل سنبكي جميعا بلدا جميلا لم نحافظ عليه كمواطنين اصلاء بل اعتبرناه محطة نزهات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *