كتب علي الشاهين
لا شك ان عملية ” طوفان الاقصى ” التي قامت بها حركة حماس فجر السابع من الشهر الحالي ، فرضت نفسها على الساحتين السياسية و الاعلامية ، متابعة و تحليلا و مواقفا .
.
على المستوى السياسي ، دوليا و اقليميا اخذت هذه العملية المرتبة الاولى اهنماما و تعاملا ، اما على المستوى الاعلامي بكافة وسائله ، نرى الكثير من المحللين و الكتاب يتناولوا الامر من محتلف زواياه .
و بالتاكيد تعود هذه الاهمية و في الجانبين السياسي و الاعلامي ،برأينا الى نقطتين اساسيتين ، الاولى و هي حيوية و رمزية مكان الحدث و اثره على الحراك الاستراتيجي في منطقة محورية و استراتيجية و التي سماها برينجسكي ب ” قوس الازمات ” و هي الزاخرة بمزايا جيوبتيلكية عديدة ، اما الاعلام يعطي اهتماما لهذا الحدث المفاجىء ، لادراك انعكاسه و اثاره على مجرى التطورات و التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط هذه الاونة الحرجة و تسهم فيها معظم الاطراف الاقليمية و ” عواصم القرار ” ، بل هناك خطوات كبيرة و تاريخية تم تنفيذها من قبل دول المنطقة على مستوى اعادة العلاقات او تنظيم اتفاقيات اقتصادية و ما شابه..
السؤال هنا ، لنطرحه بشكل مباشر و شفاف ، هل صانع القرار ( و العقل المدبر ) في حركة حماس حدد توقيت عملية ” طوفان الاقصى ” منتهزا الوقت الصحيح لهذا المشهد الاقليمي معتمدا برؤية استشرافية لمجرى التطورات الجارية في المنطقة ، خصوصا انه هناك توسيع بكار التطبيع الاسرائلي العربي يسير بخطوات ما ، ناهيك عن قضايا و مسائل عديدة تتتعلق بالتعاون في الامن الاقليمي و التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة اضافة الى انتشار فكرة ” تصفير ” المشاكل فيما بينها . .
هل صانع القرار لدى حماس ينتهز كل هذا المشهد الاقليمي ليدخل اليه و هو اضافة لحقوقه المشروعة يحمل معه اوراقا اخرى رابحة الى ميدان الملعب ؟ و ذلك بنية تحقيق اهدافا معينة قد توصله الى هدفه الاستراتيجي في مراحل اخرى في صراعه مع اسرائيل، و هو طبعا مشروع الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس ؟
الاجابة عن هذا السؤال تتطلب معطيات و تحليل عميق ، انما من حيث الاطلالة المبدأية على المشهد الحالي ، و رغم ان الكثير من المحللين ركزوا على جوانب عسكرية و ميدانية و تقنية و اجمعوا على نقطة جوهرية و مركزية و هي ان عملية ” طوفان الاقصى ” فيها الكثير من الإحكام و الدقة و المباغتة و مسنوى رفبع من التعقيد و التنظيم و السرية الفائقة رغم كل هذا الجانب الميداني و على اهميته ،.انما يبقى للمرااقب الموضوعي يرى ان توقت ” طوفان الاقصى ” سيقصي الكثير من الافكار و الرغبات و المصالح الى وقت اخر ، الغاء او تأجيلا ، ناهيك عن الارباك الاستراتيجي المعنوي الذي اصيبت به تل ابيب على المستوى الحكومي و الكيان ، حيث تؤكد عملية ” طوفان الاقصى” ، ان مختلف الخطط الامنية و الاجراءات التعسفية ضد الفلسطينيبن لم تؤمن لها الامن و الاستقرار لتل ابيب ، بل هذا الامر بالذات و بعد ان استفحل مؤخرا في باحات القدس و اراصي الضفة الغربية ، كان بحد ذانه عاملا داعما لقرار ” طوفان الاقصى” .
.
و هنا يرى احد الاعلاميين البارزين ، انه مهما ستتطور العمليات الميدانية خلال الايام و الاسابيع القادمة فان ” عملية طوفان الاقصى ، ” وضعت تل ابيب امام خياربن احدهما مر بالنسبة لها ، اما الذهاب الى تسوية تاريخية مع الفلسطينيين على اساس الدولتين او الاستغراق في المواجهات الدموية و تعطيل مفعول التطبيع مع بعض الدول العربية ” . .”.