طارق الحجيري
أقامت جمعية جسور النور – عرسال حفلا رياضيًا على ملعبها في البلدة بين شبان من بلدة عرسال وشبان سوريين من مختلف المناطق السورية تخليدًا للأخوة والنضال ضد نظام الإجرام الأسدي البائد، حضر الحفل علماء ومشايخ وأهالي اللاعبين.
الأستاذ مالك العرب المدير العام للجمعيَّة تحدث عن أهمية هذا اليوم التاريخي في حياة سوريا ولبنان والعرب جميعًا فقال:” 8 كانون الأول 2024 هو اليوم المجيد، هو المجد والعنفوان، هكذا تكون الأيام المجيدة حقًا، حيث ينتصر المظلوم على الظالم، ويهنأ الشهداء في عليائهم، ويتطلع الجرحى إلى الشفاء، بينما الطغاة يذهبون إلى هامش التاريخ بل إلى مزابله وحاوياته التي تليق بهم ويليقون بها”.
تابع العرب :” جمعيَّة جسور النّور انسجامًا مع مبادئها ونهجها، بقيت ثابتة على مواقفها منذ ثلاثة عشر عامًا نصرة للشعب السوري في ثورته المجيدة ومطالبه المحقة، لذلك أردنا لهذا اللقاء الرياضي الودي ألا يكون بمثابة حفل وداع لأشخاص تأخينا معهم طوال هذه السنوات، بل حفل فرح وسرور بزوال نظام الظلم واليأس والمجهول، حفل رجاء بمستقبل ملؤه الأمل والتفاؤل والتنمية والإزدهار”.
وأكَّد العرب :” لملعب جسور النّور ولعرسال رمزيتين خاصتين في هذه الثورة على مدار ثلاثة عشر سنة، عرسال عاصمة اللجوء السوري في لبنان، أردنا أن يكون انطلاق أول حفل مُنَّظم في لبنان انتصارًا للثورة على ترابها، فكانت هذه الفعالية الرياضيَّة الأولى في لبنان، أمُا ملعب جسور النور فله ألف قصةٍ وقصة، من التآخي والتلاقي والتعاضد والتكاتف، خلال هذه السنوات شكَّل مساحة أخويَّة للتلاقي والتعاون والتعارف بين آلاف الشبان لبنانيين وسوريين، بنوا معًا وسويًا جسورا من الأخوة والمودة والعهود الإنسانية، جسورا ستبقى وتقوى وتغدو أمتن وأعمق، جسورا لن تنقطع ولن يطالها قصف وتخريب، هذا الملعب في الشكل هو من أجل لعب كرة القدم، لكنه فعليًا شكَّل متنفسًا وقت الصعاب، ارتاده الشباب اللبناني والسوري على السواء، هنا أقسموا مرات ومرات على التمسك بالعودة إلى سوريا الحرَّة، هنا تغلبوا على كل عوامل اليأس والإحباط التي حاول نظام الإجرام تكريسها في نفوسهم”.
وختم العرب بتحيّة لكل أحرار العالم الفرحين لحرية أهلنا في سوريا :” إننا اليوم بهذه الدورة الرياضية الرمزيَّة نطوي مرحلة 13 سنة متواصلة من التحدي والثبات، اليوم نتطلع معًا لما بعدها، نتطلع إلى رحلةٍ جديدة من المبادرة والإبداع، وقد صدق من قال سقوط هذا الطاغية وهذا النظام لم يحرر شعبا واحدا بل حرر شعبين وطوى عشرات العقود من الألم والظلم، فإلى أمل ساطع بإذن الله”.
اللاعب السوري الموهوب أمجد العتر قال :”جئت إلى عرسال طفلًا صغيرا دون العشر سنوات كبرت هنا كأني في بيتي وبلدي، لم أحسَّ بالغربة بينهم، يشهد الله أنهم عاملونا بكل مودة وطيب، هم أهلنا وسنبقى كذلك على مر السنين، سنحفظ فضل هذه البلدة علينا كسوريين، أنا كشخص سأحفظ فضل هذا الملعب والجمعية علييَّ، سأسعى لانضمام لنادي كرة قدم في سوريا كما ينصحني الجميع، أمَّا عرسال ستبقى في قلبي وعقلي ما حييت، ستبقى بيتي ولن أقول وداعًا بل دائما سأقول إلى اللقاء وطيب الملقى يا عرسال”.
بعد عدة كلمات من مشايخ وأهالي ولاعبين أختتم الإحتفال بكلمة رئيس جمعية جسور النور الأستاذ بسيم الأطرش فقال :” صحيح أنَّ اليوم هو مناسبة تحرَّر الأخوة السوريون من نظام الإجرام والقتل، لكنه يوم مشترك لهم ولنا، فلم يلحظ أيِّ مراقب أيَ فرقٍ في الفرح والاحتفال واهازيج النصر، هبَّت رياح الحريَّة في سوريا، على أمل تحررنا كلبنانيين من واقعنا المأساوي نظامنا المتخلف، لن نقيم حفل وداعٍ للسوريين في عرسال، لأننا أهل وجيران وأخوة وشركاء في درب الكفاح ضد الظالمين، ولن تنتظروا كثيرًا حتى تجدونا عندكم في بيوتنا هناك”.
واختتم الحفل بتوزيع الميدالية الرياضيَّة الرمزية بالثورة، وتوزيع البقلاوة والعصائر، ثم انتقل الحاضرون إلى إحدى صالات البلدة للمشاركة في الحفل الفني ابتهاجا بالثورة السورية.