تشير تقارير حديثة إلى أن النظام الإيراني يستخدم شبكات معقدة من الشركات التجارية لإخفاء الأنشطة المتعلقة ببرامجه الصاروخية وتطوير الطائرات المسيّرة، وذلك في محاولة للتهرب من العقوبات الدولية. وفقًا لمصادر داخل المعارضة الإيرانية، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تتحول الشركات التجارية إلى “واجهات” تخدم أهدافًا عسكرية بشكل غير قانوني.
- شبكات تجارية في خدمة الأهداف العسكرية
أوضح تقرير نشرته فوكس نيوز نقلاً عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن شركات مدنية ترتبط بقطاعات النفط والبتروكيماويات والإلكترونيات تُستخدم لدعم الأنشطة العسكرية. ومن بين الشركات التي ورد ذكرها: - كاوه الصناعية للمبادلات الحرارية (KMC)
- صناعات كرما گستَر (SGG)
- شركة صنابرق توان (SBT Electric)
تُنتج هذه الشركات مواد تُستخدم في تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، مثل اللوحات الإلكترونية والخزانات المعدنية. ومن الأمثلة التي أشار إليها التقرير، تصنيع خزانات ألمنيوم يُزعم أنها مخصصة لصناعة الألبان، بينما يُحظر استخدام هذا المعدن في هذه الصناعة. - إخفاء الأنشطة العسكرية
تُظهر المعلومات التي جمعها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن الشركات تخضع لإشراف مباشر من وزارة الدفاع والحرس الثوري، مع وجود عقود سرية تسهّل تطوير الأنظمة العسكرية. وعلى الرغم من أن معظم العمال داخل هذه الشركات قد يكونون غير مدركين لطبيعة المنتجات التي يساهمون في تصنيعها، إلا أن الأدلة تشير إلى إدخال منتجات مشبوهة في خطوط الإنتاج. - التحديات الدولية والردود الغربية
منذ انتهاء عقوبات الأمم المتحدة في أكتوبر 2023 التي منعت إيران من استيراد أو تصدير الصواريخ والطائرات المسيّرة دون موافقة مجلس الأمن، استمر النظام الإيراني في تطوير برامجه دون قيود واضحة. وقد فرضت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي جولات متعددة من العقوبات لمحاولة تقويض هذه الأنشطة.
أعلنت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مؤخرًا، فرض عقوبات جديدة تستهدف صناعة الشحن الإيرانية التي تُستخدم لنقل الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى روسيا، وسط توثيق لاستخدام الطائرات الإيرانية في الحرب على أوكرانيا. - خطر البرامج الإيرانية
تعتبر الولايات المتحدة أن “البرنامج الصاروخي الإيراني” واحد من أكبر التحديات الدولية المتعلقة بمنع الانتشار، حيث يشكّل البرنامج تهديدًا مزدوجًا: - تعزيز الهيمنة الإقليمية: من خلال دعم الميليشيات التابعة لها مثل حزب الله.
- أهداف استراتيجية: تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
- خلاصة
تعكس هذه الأنشطة التحدي الكبير الذي يواجهه المجتمع الدولي في مواجهة التهديد الإيراني المتزايد. رغم الجهود الغربية لتقويض هذه البرامج عبر العقوبات، يُظهر النظام الإيراني قدرة متقدمة على التكيف واستغلال الثغرات لتحقيق أهدافه العسكرية. يتطلب التصدي لهذه التحديات تعاونًا دوليًا أوسع وأكثر فعالية.