
طارق الحجيري
بعدما بات المشهد الانتخابي واضحا ومكتملا في كل دوائر لبنان ومنها دائرة البقاع الثالثة بعلبك – الهرمل واكتملت الاستعدادات لخوض الاستحقاق الأكثر أهمية ومصيرية في تاريخ لبنان والذي ستكون له ارتدادات وتداعيات مفصلية تستمر لعقود وعقود قادمة سواء لجهة هوية البلد وانتمائه وعلاقاته العربية والدولية او لجهة شكل النظام الداخلي وعلاقات المكونات اللبنانية ببعضها البعض .
لقد جاءت الزيارة الفاتيكانية لسيد العهد الاسود – عهد العتمة والغلاء والفساد وسرقة مدخرات الناس وجنى أعمارهم – لترسم الملامح النهائية لصورة لبنان التي يريدها اصحاب محور الشرق من هذا الاستحقاق الانتخابي ، وهذه الصورة ليست خافية اصلا على أحد وواضحة منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما أعلن امين عام حزب السلاح أن هدفهم جعل لبنان ولاية تابعة لنظام ملالي طهران واستلحاقه بهم كليا ، وفي سبيل هذا الهدف سال وأريق الكثير الكثير من الدم البريء لشهداء ابرار من مهدي عامل مرورا برفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وكل شهداء ثورة الأرز وليس اخرهم لقمان سليم .
لقد قام سيد العهد الأسود بالمهمة التي تم ترئيسه لاجلها خير قيام وعلى اكمل وجه وبدأ من اليوم الأول له في بعبدا بتلميع صورة البندقية التي اوصلته لحلمه التاريخي وجوعه وشبقه للرئاسة والسلطة .. وجال وصال في الكثير من الاماكن وخاصة الغرب المسيحي لإظهار أهمية هذه البندقية في سبيل تثبيت المسيحي المشرقي واللبناني في أرضه .
لقد اراد ميشال عون اسباغ قدسية وهمية على سلاح الحزب الفارسي وتصويره أنه حامي الاقليات وضمانة بقائها في المشرق ولولاه لكان الارهاب المسلم السني ابتلعها واقتلعها .. لكن هذا الكذب لا يخفى لا على الفاتيكان ولا على الغرب الذي ان الارهاب هو الابن البار لمحور الشرق وربيبه وصنيعته وعامل في خدمته من بغداد لدمشق فصنعاء وبيروت .
وما يزيد في تأكيد أهمية ومحورية الاستحقاق الانتخابي القادم بالنسبة لهم هو حملة الشعارات الدينية التقديسية الغير مسبوقة لحث ناخبيهم على الاقتراع لهم وصلت لحد جعل الاقتراع لهم من العبادات الخالصة لله كالصلاة في المساجد والصيام والقيام حسب ما جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب ايران ابراهيم امين السيد .
وفي ذات السياق جاءت الرسالة القوية الحاسمة لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان التي وجهها سماحته بمناسبة شهر رمضان الكريم داعيا المسلمين المؤمنين بلبنان والدولة لضرورة الاقتراع الكثيف في سبيل انقاذ بلدهم ودولتهم .. وما كان ليأتي كلام سماحته بهذه القوة والوضوح لولا ادراكه ومعرفته بخبايا الامور والمكائد التي تهدف لتفريس لبنان والاطباق عليه اذا حسم الانتخابات لصالحه وكما يخطط ويشتهي عملاء ايران .
وتظهر بوضوح نوايا الحزب الفارسي من خلال خطابه المنمق تجاه الطائفة السنية وحرصه الفجائي عبر دعمه وترشيحه لشخصيات هامشية في بيئتها لتكون مجرد ادوات وبيادق وحصان طروادته داخل الطائفة السنية وهو الذي قتل زعيمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 .
وهنا يصبح السؤال ضرورة : أين كان الحزب من الحرص على السنة وهو الذي عمل بكل طاقاته ومقدراته وسلطاته على دعشنتها عبر سيطرته على المحكمة السريعة وزجه مئات الشباب السني من طرابلس لصيدا لعرسال ومجدل عنجر وغيرها في السجن ظلما وبهتانا لسنوات طويلة دون محاكمة عادلة .. وها هو اليوم يسارع للاتصال بأهاليهم واعدا بالعمل على اخراجهم من السجون إن هم من منحوه اصواتهم لقاء حرية أبناءهم .
من هنا تأتي رمزية المواجهة الانتخابية في بعلبك الهرمل عبر ” لائحة بناء الدولة ” وهذا المصطلح الذي يمقته ويرفضه الحزب المتغول على الدولة ‘ فبناء الدولة هو مسؤولية الجميع دون استثناء .. جميع من يؤمن بنهائية لبنان الوطن والكيان لذلك تشكل ” لائحة بناء الدولة ” نافذة امل لحاملي مبادئ السيادة والحرية والاستقلال وانهم لن يسقطوا الشعلة من ايديهم وانهم مستمرون في مواجهة هادمي الدولة ومدمريها .
ان معركة ” لائحة بناء الدولة ” ليست بالسهلة واليسيرة نظرا لحملة الالغاء والاعدام السياسي والذي قد يصل للاعدام الجسدي وخاصة في البيئة الشيعية لكن هذه المعركة لا بد من خوضها مهما كانت النتيجة لانها تشكل المدخل الى الخلاص ومنع الاحتلال الايراني من ابتلاع كل لبنان .
١٥ ايار هو يوم ١٤ اذار ثاني هو يوم السياديون الاستقلاليون وبناة الدولة .
والخزي والعار لكل متلكئ متخاذل بحجج واهية وسخيفة .
فإلى اللقاء في ١٥ ايار ولائحة بناء الدولة
