كتبت كريستال خوري
في “أساس” وينشره البديل
يبدو أنّه لن يكون صعباً تعداد النواب العونيين الذين وصلوا إلى ساحة النجمة بـ”التاكسي الشيعي”، أي بأصوات حزب الله وحلفائه، من الشيعة تحديداً، ومن بقية الحلفاء الذين “أجبر” بعضهم الحزب على التحالف مع التيار الوطني الحرّ في دوائر معيّنة، ربما يكون أكثرها وضوحاً “عاليه – الشوف”، حيث أعلن وئام وهاب أنّه أجبر على التحالف “الذي خسّرني وربّحهم”، وأضاف: “أعطيناهم 3 نواب بأصواتنا”، في حديث لـ”الجديد” يوم الجمعة الفائت.
تجربتَا الانتخابات،في الدورتين الأخيرتين، 2018 و2022، أثبتتا أنّ القانون الانتخابي مسخ في بعض جوانبه، ومن شأنه أن يساهم في ولادة نواب فاقدين للجينات التمثيلية، والأمثلة كثيرة.
نستعرض هنا النواب العونيين الذين فازوا بـ”العضلات الشيعية”:
1- في بعلبك-الهرمل النائب سامر التوم حصد حوالي 11 ألف صوت تفضيلي، أسوة بالنائب جميل السيّد، لا نجد من بينهم ألف صوت عوني.
2- في بيروت الثانية جدّد النائب إدغار طرابلسي نيابته عن المقعد الإنجيلي بـ2000 صوت تفضيلي، لكن بحاصل من الأصوات الشيعية التي نالتها لائحة الحزب والحركة.
3- في زحلة بلغ الحاصل الانتخابي نحو 10 آلاف صوت. نال النائب سليم عون حوالي 550 صوتاً تفضيلياً، لكن فاز “بعضلات” الثنائي الشيعي لضمان فوزه، وعلى 16,500 صوت نالها مرشّح حزب الله رامي أبو حمدان.
4- في البقاع الغربي بلغت العتبة الانتخابية حوالي 10 آلاف صوت أيضاً، فيما الفائز عن “التيار الوطني الحر” شربل مارون لم ينَل إلا حوالي 3,500 صوت تفضيلي، وبالتالي كانت نيابته بمنزلة “هديّة” من اللائحة.
5- في بعبدا بلغ الحاصل حوالي 10 آلاف صوت، فيما نالت لائحة تحالف “التيار الوطني الحر”- الثنائي الشيعي حوالي 34 ألف صوت، كان للنائب آلان عون منها حوالي 8,400 صوت تفضيلي. ما يعني أنّه لم يصل إلى الحاصل دون أصوات حليفه. لكنّ “التيار” شهد في هذه الدائرة تنازعاً على الأصوات، إذ وضع حوالي 2,000 صوت تفضيلي في عهدة شادي واكد.
6- في عكار انخفض الحاصل من 21 إلى 12 ألف صوت. حصد جيمي جبور 9 آلاف صوت تفضيلي مُحدثاً مفاجأة مدوّية، فيما نال أسعد درغام 5,700 صوت تفضيلي. وقد استفادت اللائحة من رافعة محمد يحية الذي حلّق بـ15 ألف صوت تفضيلي. وهنا ربح “التيار” مقعدين” بأصوات مقعد واحد، بعد تدخلات حزب الله من الجانب السوري، حيث يسيطر عسكرياً. تدخلات مالية وأمنية وسياسية، ضاعفت أصوات محمد عن الرقم الذي ناله في 2018.
7- في الشوف-عاليه أعلن وهاب إنّه صنع ثلاثة نواب عونيين. الصحيح أنّه وأرسلان قدّما نائبين لجبران باسيل. فالحاصل الثاني (بعد حذف أصوات اللوائح غير المتأهّلة) بلغ حوالي 12,900 صوت. تحالف “التيار الوطني الحر”- طلال أرسلان- وئام وهاب حقّق 41 ألف صوت في الدائرة، نال منها أرسلان حوالي 9,000، وحوالي 10,000 صوت لوهّاب، أي حاصلاً وكسراً أعلى، فيما لم يتجاوز مجموع الأصوات التفضيلية لكلّ من سيزار أبي خليل وغسان عطالله وفريد البستاني 15,000 صوت تفضيلي، أي حاصلاً وكسراً أدني.
كما حصل باسيل على نواب بزنود حلفاء آخرين:
- في بيروت الأولى لا يزال الحاصل الانتخابي عند عتبة 5,500 صوت أسوة بالدورة الماضية، فيما لم ينَل نيكولا صحناوي أكثر من 4,700 صوت تفضيلي، وهذا يعني أنّه اتّكل على زنود الحلفاء، وتحديداً “الطاشناق” لعبور معمودية الصناديق.
- في دائرة الشمال الثالثة بلغ الحاصل حوالي 12 ألفاً، فيما لم يتجاوز باسيل عتبة 9,000 صوت. أمّا جورج عطالله فنال حوالي 2,600 صوت تفضيلي، فيكون مجموع أصواتهما التفضيلية لا يكفي لنيل حاصل واحد. ويُذكر أنّ بيار رفول نال 2,200 صوت تفضيلي.
فيما برزت قوّة التيار الذاتية في دائرتين فقط لا غير:
- في دائرة كسروان-جبيل كان الحاصل أقلّ من 13,000 صوت بقليل، وقد حقّقت لائحة تحالف “التيار”- “حزب الله” 34 ألف صوت، فيما نال رائد برّو حوالي 9,500 صوت تفضيلي. وهو ما يدلّ على أنّه احتاج إلى دعم العونيين لنيل الحاصل.
- في المتن بلغ الحاصل حوالي 10 آلاف، فيما نالت اللائحة 20 ألف صوت، ضامنةً الفوز لنائبين. وهو أكثر الدوائر تعبيراً عن قوّة “التيار” الذاتيّة.