Mr. Jackson
@mrjackson

“حزب الله” خلط نشاطه القيادي والأمني والعسكري والمالي ببيئته الحاضنة.. فجلب لها الدمار الشامل

خاص – البديل

إعتمد “حزبُ الله” ثلاثة أساليب تشكّل خطراً على المدنيين وعلى العمران في مختلف المناطق اللبنانية، أوّلها أنّه جعل مراكز القيادة والسيطرة وأنفاقها وخنادقها داخل الضاحية وغيرها من معاقل الحزب، وثانيها أنّه زرع مراكزه الأمنية والعسكرية ومخازن أسلحته وصواريخه في المناطق السكنية، وثالثها أنّه اعتمد الجمعيات الصحية كواجهة لتنفيذ مهمات لصالح الجهد المالي للحزب وتغطية حركة بعض المسؤولين نظراً لضيق هامش الحركة للبعض منهم.

الخطأ الأول:

كان واضحاً أنّ الحزب ركّز وجود مراكزه القيادية والاستخباراتية في الضاحية الجنوبية، وهذا ما ظهر من خلال استهداف القيادات من رأس الهرم المتمثل بالأمين العام ثم رئيس المجلس التنفيذي مرورا بالقائد العام لقوات الحزب فقيادة قوات الرضوان نزولاً حتى الكوادر التي أصيبت بتفجيرات “البيجر” وأجهزة اللاسلكي، وكان هذا من الأخطاء المميتة لأنّها حصرت قيادة الحزب في بقعة جغرافية محدّدة، وسهّلت على العدو الإسرائيلي استهدافهم.

الخطأ الثاني:

تخزين الأسلحة والذخائر في المناطق السكنية، وقد انكشف ذلك من خلال الانفجارات التي حصلت إثر غارات العدو الإسرائيلي على الضاحية والجنوب والبقاع، وهذا الأسلوب يعكس استهتاراً بجميع قواعد حماية البيئة الحاضنة للحزب أولاً، وبجيع معايير تأمين سلامة المدنيين ثانياً.. وهذا ما جلب الخراب الشامل للضاحية وبقية مناطق سيطرة الحزب.

الخطأ الثالث:

هو استغلال بعض الواجهات الإنسانية لصالح أعمال تخصّ الحزب، ومن ذلك ما تسرّب من معلومات عن اعتماد “الهيئة الصحية الإسلامية” بمراكزها وسياراتها واجهة لنقل وتخزين الأموال العائدة للحزب، وهذا ما تردّد ويحتاج إلى توضيح من الحزب.

يكثّف الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي استهدافه لمراكز وسيارات “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله” ومن أبرز الضربات التي تعرّضت لها مراكز الهيئة الغارة التي أصابت مركزها في الباشورة وسط بيروت في 2 تشرين الأول 2024 والغارة التي استهدفت طواقمها الإسعافية في مرجعيون في 4 تشرين الأول 2024 وأسفرت عن استشهاد 11 مسعفاً واستهدف الطيران الإسرائيلي مركز شقرا الإسعافي بالإضافة الى إستهداف مركز خربة سلم (بئر السلاسل) مما أسفر عن استشهاد عدد من المسعفين

وحسب معلومات تحتاج إلى نفيٍ أو تأكيد من “حزب الله”، نعرضها ولا نعتمدها، حرصاً على الدقة المهنية، فقد تبيّن مركز “الهيئة الصحية الإسلامية” في منطقة الباشورة – بيروت كان عبارة عن مركز لتخبأة وتخزين أموال “حزب الله”، وحسب المعلومات فإنّ الحزب خبّأ فيها ما لا يقلّ عن 500 مليون دولار أميركي احترقت بعد قصف الشقة، وحسب التقديرات فإنّ الحزب يستعمل الهيئة الصحية الإسلامية كواجهة لنقل وتخبأة أمواله بعد استهداف “مصرفه المركزي – القرض الحسن” من قبل الطيران الإسرائيلي.

إنّ هذه المعلومات إذا صحّت فإنّها خطيئة وليست خطأ، وإذا كانت غير صحيحة، فهي تستوجب التوضيح من قيادة الحزب، وفي كلّ الأحوال فإنّ خلط نشاط الحزب بالبيئة المدنية بقدر ما ساعده في شكيل بيئته الحاضنة، غير أنّه ساهم أيضاً في تدمير هذه البيئة تدميراً شاملاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *