Mr. Jackson
@mrjackson

مراكز الإيواء عرسال.. متروكة لقدرها

طارق الحجيري

لم يكن ينقص اللبنانيون الا الحرب، فهم منذ عشرين عاما لا يخرجون من مصيبةً إلا تنتظرهم كارثة أخرى، شعبٌ يسير في درب آلام طويل، مليء بالدم والدماء والقتل، رُغمَ ذلك يتَمَسَّك بإرادة البقاء.

 دخل العدوان الاسرائيلي المجرم أسبوعَه الثاني، ازداد عدد الهاربين من الموت والفناء، رغم ذلك الدولّة “غاشية وماشية” لا شيء فعلي على الأرض سوى الكلام، كل ما تفعله هو اجتماعات الجعجعة و”كترة الحكي”، أقَلَه هذا ما نراه في بلدة عرسال البقاع الشمالي.

أبلغونا بفتح المدارس

سبعة مدارس رسمية في البلدة سَمَّتها محافظة بعلبك الهرمل كمراكز ايواء، كذلك مئات المنازل، وبعض خيم اللاجئين السوريين، لكن دون أيِّ دعم فعلي سوى تغريدات المحافظ بشير خضر على منصات التواصل، وهي بالطبع لا تُسمِن ولا تَستُر نازحًا ولا تُطعِم طفلًا.  

مدير المدرسة الرسميَّة الأولى الأستاذ حسّان الحجيري قال في حديث مع موقع “البديل نت” ،:” أبلغوني هاتفيًا من المنطقة التربوية والمحافظة، بفتح المدرس للنازحين، وغدًا تصلك التجهيزات وغابوا عن السمع كليًا، الأهالي والجمعيات والمبادرات الفردية هي التي أمَنَّت تجهيزات النوم للناس، الجمعيات تعمل على تأمين وجبات غذائيّة، المياه تقدمة مجانيّة من أفراد، البلدية تزيل النفايات، لم أستلم ورقة من الدولة، فمن سيساعد الناس؟ المبادرات الفردية مشكورة لكنها مؤقتة، وقدرة الجمعيات محدودة، الدولة هي الأساس، وللأسف لم نر منها شيئًا غير الكلام”.

 واقع البلد كارثي، مفارقة غريبة عجيبة، المواطن يسبق الدولة، ويحل محلها غالبًا، فريق “المستجيب الأول” التطوعي نزل إلى الأرض فور بدء توافد النازحين، سارع لتنظيف المدراس وارشاد الناس للوصول إليها.

الجمعيات لبَّت لكن!!

فور بدء توافد النازحين كانت الجمعيات المحليّة سبّاقة للمواكبة والمساعدة، أمَّنت ما تستطيع قدر إمكاناتها المحدودة.

 رئيس جمعية جسور النور بسيم الأطرش، قال لموقع “البديل نت” :” الاحتياجات كبيرة وكثيرة والإمكانات متواضعة، استطعنا تأمين حوالي 1300 “فراش اسفنج” مع لوازمها للنوم، في المدارس فقط، لولا استضافة مئات العائلات في المنازل لوقعنا في عجزٍ كبير ونام الناس في العراء”.

في سؤاله عن تقديمات الدولة تساءل الأطرش :” أيِّ دولة؟؟؟ لا أريد الحديث عنها، لأننا نسمع بها ولا نعرفها إلا بالاسم، اذا كانت بهكذا ظروف نائمة مسترخية بحاجة للمناشدة كي تتحرك لإغاثة الناس فمتى ستتحرك إذًا؟”.

مبادرات الأهالي الفردية من أهالي عرسال هي التي آوت الناس، شبان وشابّات، نساء ورجال، انطلقوا بسرعة، في محاولة للتخفيف عن النازحين وبلسمة جراحهم.

احمد الحجيري عضو فريق السَلام الشبابي وصف تلكؤ الدولة بال ” الجرصة والمسخرة” داعيًا :”أهالي بلدتنا عرسال للعمل بأخلاقهم المتوارثة، في إغاثة الملهوف وإكرام الضيف ومواساة المكلوم، الوضع مأساوي، رؤية الأطفال في المدارس تملأ القلب ألمًا ووجعًا، بادرنا إلى إيواء السوري لاجئًا هاربًا من الموت ونفتح قلوبنا للبناني هاربًا من الموت، فأبوابنا لا تُصَد بوجه محتاج بإذن الله، عسى أن يكون الفرج قريبًا”.

عسى أن تستيقظ الدولة من رقادها إن كانت لا تزال على قيد الحياة أصلًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *