Mr. Jackson
@mrjackson

النائب إيلي خوري: المولدات خطر يهدد حياة المواطنين في طرابلس

اندلع حريق ضخم في مولدات الكهرباء على طريق طرابلس – الميناء، خلف “سيتي كومبلكس”، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات وإصابات بالاختناق بين السكان. الحريق، الذي نشب في مولد كهربائي تابع لنادي “بروفتنس”، سرعان ما امتد إلى خزان المازوت المجاور وغرفة الكهرباء، مما تسبب في اشتعال مولد آخر تابع لمجموعة مولدات يملكها أحد أفراد عائلة بيتية.

خسائر جسيمة وغياب إجراءات السلامة

أسفر الحريق عن احتراق حضانة للأطفال بالكامل، حيث كانت تقع في الطابق الأرضي، وامتدت النيران إلى بعض المنازل، خاصة في الطابقين الأول والثاني. وساهم غياب فرق متخصصة في إطفاء حرائق المولدات، بالإضافة إلى تأخر فرق الإطفاء، في تفاقم الحريق وانتشاره بسرعة، مما أدى إلى تصاعد أدخنة سوداء كثيفة تسببت في حالات اختناق بين السكان، في مشهد كارثي كاد أن يؤدي إلى وقوع ضحايا لولا العناية الإلهية.

خوري: هل بات المواطن غير آمن حتى في منزله؟

زار النائبان إيلي خوري ونجاة صليبا موقع الحريق للاطلاع على الأضرار والاستماع إلى شكاوى المتضررين. وأكد النائب خوري أن انتشار المولدات بين البيوت يشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين، في ظل غياب أي معايير سلامة، مثل طفايات الحرائق المخصصة لهذا النوع من الحوادث. كما أشار إلى المخاطر الإضافية الناجمة عن استخدام خزانات وتمديدات بلاستيكية لنقل المازوت، متسائلاً:

“من سيحاسب على هذه الكارثة، ومن سيعوض السكان؟ هل بات المواطن غير آمن حتى في منزله بسبب الإهمال وانعدام المسؤولية؟”

وأضاف خوري أن استهتار أصحاب المولدات بحياة الناس لا يقتصر فقط على الفواتير الباهظة التي تُدفع دون وجود عدادات، بل يمتد إلى تهديد صحة المواطنين وسلامتهم، وأحياناً حياتهم.

التلوث الهوائي وأضراره الصحية

وأشار خوري إلى أن غياب الفلاتر لتنقية الانبعاثات الغازية، وعدم وجود كواتم صوت، يزيد من خطورة المولدات، سواء من الناحية البيئية أو من ناحية السلامة العامة. وأضاف أن الدراسات أثبتت أن نسبة تلوث الهواء في لبنان ارتفعت بنسبة 300% بسبب دخان وانبعاثات المولدات الخاصة، التي باتت المصدر الرئيسي للكهرباء نتيجة فشل الدولة في تأمينها بسبب الانهيار المالي.

ووفقاً لبعض الأبحاث، يوجد أكثر من 7 آلاف مولد كهرباء خاص موزعة بين الأحياء والمنازل في مختلف المناطق اللبنانية، ما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية على المواطنين. وتشير التقارير إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب المرتبطة بالتلوث الهوائي سجلت ارتفاعاً خطيراً منذ عام 2019، نتيجة الاعتماد المكثف على المولدات الكهربائية، التي تعمل لمدد تصل إلى 17 ساعة يومياً.

الحل الجذري: إصلاح قطاع الكهرباء

وشدد خوري على ضرورة تنظيم عمل المولدات للحد من آثارها السلبية، من خلال فرض معايير سلامة صارمة، تشمل تركيب فلاتر خاصة للحد من الانبعاثات المسرطنة، وإلزام أصحاب المولدات بوضع كواتم صوت، بالإضافة إلى توفير طفايات خاصة لحرائق الديزل، وإبعاد المولدات عن المناطق السكنية قدر الإمكان.

وأكد خوري أن الحل الجذري لا يكمن فقط في تحسين أوضاع المولدات، بل في تأمين الكهرباء للمواطنين عبر إصلاح قطاع الطاقة بأسرع وقت ممكن، مشدداً على أن استمرار الأزمة الكهربائية سيؤدي إلى كوارث أكبر، ما لم يتم وضع حد لهذا الواقع المزري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *