Mr. Jackson
@mrjackson

رسالة أهل السنّة إلى “حزب الله” والشيعة: عدوّنا واحد فتواضعوا وعودوا إلى ناسكم

أمين الفتوى في طرابلس الشيخ باروي: طرابلس تفتح قلبها للضيوف بلا استفزاز ولا سلاح

بارودي: ندعو المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى إلى التنسيق لحماية أمن النازحين

وجّه أمين الفتوى وشيخ القرّاء في طرابلس الشيخ بلال بارودي من منبر مسجد السلام رسالة جامعة شاملة تضمّنت مصارحة شفّافة واضحة حول الإشكالات التي تواجه مسألة نزوح أهل الجنوب إلى طرابلس والشمال وعموم المناطق السنية، فأكّد عدم الحاجة إلى رفع اسم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الشوارع لأنّ طرابلس معقل الإسلام والمسلمين ومحضن الشراكة الإسلامية الإسلامية والمسيحية الإسلامية داعياً إلى وقف كلّ أشكال الاستفزاز والمسارعة إلى التنسيق العاجل من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لترتيب حماية النازحين وتأمين أفضل العلاقات معهم.

أهمّ ما جاء في خطبتي الجمعة للشيخ بلال بارودي

ــ ينبغي أن لا يرى خصومنا منّا إلاّ خيراً أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعني ذلك أنّنا لا تعلم خصومتهم ولا كيدهم ولكن نعاملهم بأخلاقنا. فنحن في طرابلس، واسمعوها جيداً، لسنا بحاجة أن نرفع يافطات تقول: هذه مدينة أمّ المؤمنين عائشة ولا مدينة أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي لأنّها في الأصل قلعة الإسلام والمسلمين، فمن أتاها كان آمناً وذا عهد، ويُحفظ بالقلوب والأجفان الأيدي، ولكن في المقابل، ليس لمن دخل طرابلس أن يستفزّ أحداً من أهلها، لا بكلمة ولا بشعار ولا بصورة ولا براية أبداً.. فطرابلس للعالم كلّه، وعلى مرّ التاريخ دخلها الصحابة والتابعون والعلماء واستقبلت كلّ الناس، فلا تسيؤوا إلى أهلها فإنّ أهلها مضيافون ومحبّون وهم لا يحقدون بل إنّ صدورهم واسعة وأخلاقهم رفيعة وأياديهم كريمة.

ــ نحن في أزمة خطرة جداً تمتدّ في جذورها إلى عدوان السابع من أيار، نحن في خطر داخلي في إذكاء الفتنة الداخلية الطائفية التي تشعل نار الفتنة بين شيعة وسنة، وهذا ما لا نريده أبداً، فلا نرضى أن يهتف أحد منا “سنّة سنّة سنّة” ولن نقبل ولن نرضى أن يسمعنا أحدٌ “شيعة شيعة شيعة”.

ــ العدوان الصهيوني يطالنا جميعاً كما حصل في شبعا عندما استهدف طيران العدو مبنى لـ”سرايا المقاومة” كما دمّر مبنى سكنياً قضت فيه عائلة كاملة من 8 أفراد بينهم أطفال فعدوّنا لا يميّز ولا يقرأ انتماءاتنا، فلديه خطة كبيرة يريد أن يقيم حزاماً حول مغتصباته في فلسطين فإمّا أن نُفشل له هذا المشروع أو نفسله بـ”شيعة شيعة شيعة”.. أنجِحوا مشروع الوطن بالالتفاف والتضامن للتصدي لأعدائنا، ونحن لسنا أعداءكم ولسنا خصومكم ولن نطعن أحداً في ظهره وهو يواجه الصهاينة، ولكن قليلاً من التواضع.. أزيلوا هذه العنجهية، وليس كلّ ما يُعلم يقال حول ما يحصل في بيروت، أنتم ضيوف وحقٌّ على المضيف أن يكرم ضيفه، لذلك نقول: كونوا يداً واحدة فعدوّنا واحد.

ــ ليس كلّ من أتى إلى طرابلس من الشيعة بل فيهم أيضاً السنة والفلسطينيون والسوريون، فننظر إليهم على أنّهم نازحون بغض النظر عن مذهبهم أو جنسيتهم، إنّهم ضيوف، ولكن على الضيف أن يحترم خصوصية المُضيف، 

ــ إنّ ما تعرّض له الحزب في لبنان إلاّ لانزلاقه في الفتنة وضرب الثورة السورية، فقد تركه اليهود يسرح ويعربد في سوريا وراقبوا كلّ حركاته وأفراده وقادته، ثم بعد ذلك عندما انتهى دورُهم وقضوا على الثورة السورية، جاء الدور للانتهاء من الحزب.

ــ عودوا إلى رشدكم، فلبنان الذي نعرفه في خطر، ليس خطر التقسيم، بل خطر الإلغاء، فمؤسساتنا الدستورية ملغاة بفضل سياسات الحزب والدولة محطّمة بسبب تحالفاته وإغراقه في الفساد ونحن شبه غائبين عن المشهد.. فعودوا إلى رشدكم وواجهوا عدوّكم بجبهة واحدة أساسها إيقاف التفرقة والعنجهية والطعن والتخوين

ــ نحن أهل السنّة والجماعة نستقبل ونحمي كلّ الناس واسألوا المسيحيين هل آذاهم أحدٌ بكلمة، واسألوا أهل جبل محسن من العلويّن في طرابلس هل آذاهم أحد بعد جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى بكلمة.. لقد تركنا كلّ شيء للدولة، فنحن لا نحبّ الانتقام، ولكن نحبّ أن نعيش بأمانٍ وعهدٍ ووفاء: لا استكبار ولا عنجهية ولا تعالٍ ولا تخوين ولا طعن.

ــ أكرّر لسنا بحاجة إلى رفع شعار “طرابلس مدينة أم المؤمنين عائشة، فطرابلس ستبقى مدينة السلام وقلعة المسلمين والإسلام، تضمّ كلّ من يريد بها سلاماً ويعطيها أماناً وأهلاً وسهلاً بكم ومعاً ندحر أعداءنا بتوحيد أهدافنا ورؤيتنا ونعتصم بكتاب ربنا وسنّة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

لتحصين ساحتنا علينا:

ــ أولاً: ينبغي أن يرسل المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى إلينا مندوباً من عندهم يزور سماحة المفتي ورئيس البيلدية والقيادة الأمنية، ويجري تشكيل لجنة تتولى مسؤولية تنظيم شؤون الضيوف، ثمّ ينسق معنا كيف نتعامل مع الضيوف: مع من نتحدث، وكيف نتلافى الاختراقات وكيف نواجه المندسين الذين يريدون إيقاع الفتنة فيما بيننا، وهذا نراه من خلال نماذج مكشوفة، فينبغي أن يكون هناك من يتحدث باسم الضيوف ويتواصل معنا لحسن إدارة شؤونهم ولتحديد المسؤوليات فالفوضى السائدة حالياً لا يمكن أن تستمرّ، بل يجب التنسيق بين البلدية والجمعيات، فينبغي إجراء إحصاء دقيق لمعرفة الأشخاص والأمكنة، حفاظاً على أمنهم وأمننا ووجودهم ووجودنا فالصهاينة أهل غدرٍ ويمكن أن نتعرّض بسبب بعض التصرفات للاستهداف غير المجدي وغير المبرّر.

نحن نؤكد على التعاون مع الضيوف وأن نخالطهم ونطمئنّ على أوضاعهم وأن نتزاور فيما بيننا.

ــ المسألة الأخرى الهامة هي أنّ إدخال السلاح ممنوع نهائياً، لا بذريعة حماية الضيوف ولا بأيّ ذريعة أخرى.. وإلاّ وصلنا إلى أزمة خطرة لا يمكن استدراك عواقبها، ولهذا ينبغي نزع الألغام فالأوضاع في الفترة المقبلة أخطر، لأنّ الصهاينة لن يتراجعوا في لبنان كما لم يتراجعوا في غزة.

ــ أسوأ تصريح سمعته هو تصريح المرجع الإيراني الذي يخدع الحزب نفسه بأنّه سينصره وقال فيه:”لن نرضى أن يحصل في لبنان ما حصل في غزة” فهل هذا يعني أنّه راضٍ عمّا حصل في غزة؟ ونحن نقول إنّ الذي يسكت عمّا حصل في غزة سيصيبه ما حصل فيها، والذي تاجر بمجاهدي غزة سيصيبه ما أصاب المجاهدين فيها، فتوبوا إلى الله واسألوه النصر والتأييد ولا تنتظروا النصر من “المرجعية” ولا من مجلس الأمن ولا من الدول فلن تدعمكم.. إدعموا أنفسكم بحسن صلتكم مع ربكم ومع ناسكم وبتواضعكم وبأن تدركوا أنّكم مستهدَفون كما نحن مستهدَفون فمصابُنا مصابكم وما يؤذينا يؤذيكم وما يؤذيكم يؤذينا ونتحمّل معاً هذه الضرائب بنتائجها العدوانية من الصهاينة والتي ستزداد وإن لم نواجه بصفٍّ واحد فيسأكلنا العدو فرادى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *