بيان صحافي حول ملف النازحين السوريين وتعليمهم:
إننا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان بحاجة إلى الواقعية في التعامل مع ملف النازحين السوريين، بعيداً عن الخطابات الطائفية والعنصرية التي لم تعد تحقق أي نفع سوى زيادة الانقسامات وإثارة الأحقاد في المجتمع اللبناني. لقد شهدنا مراراً وتكراراً نقاشات واسعة حول وجود النازحين في القطاع الخاص والعمل والإقامات، وعودة هذا الملف إلى الواجهة بين الحين والآخر.
اليوم، نرى أن ملف تعليم الأطفال السوريين يثير مجدداً الجدل، إلا أن خطاب التحريض والتفرقة لن يحل المشكلة. بدلاً من ذلك، يجب علينا أن نتعامل مع هذه القضية بعقلانية وحكمة، واضعين في الاعتبار أن عدم إدخال هؤلاء الأطفال إلى المدارس سيخلق بيئة موبوءة، ويجعلهم عرضة للاستغلال من قبل تجار المخدرات والإرهابيين والمهربين. فهل نحن على استعداد لتحمل عواقب ترك جيل كامل خارج نظام التعليم؟
لنكن واضحين: لا يمكن أن نسمح بأن يتحول موضوع التعليم إلى مادة للمزايدات السياسية أو الطائفية. التعليم هو حق أساسي لكل طفل، ونحن في لبنان لا نملك ترف التهاون في هذا الملف، وإلا فإن المجتمع اللبناني ككل سيدفع الثمن.
إننا نطالب الجهات الرسمية بتنظيم هذا الملف بعيداً عن التأجيل والمراوغات، كما ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم لبنان في مواجهة هذه الأزمة. في النهاية، الحلول الواقعية والمستدامة هي السبيل الوحيد لتجنب تفاقم الوضع، وهي ما نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى.