Mr. Jackson
@mrjackson

الانفاق .. بين المهدوية والشعبوية

طارق الحجيري

بعدما تأخّر محور الممانعة – ربما عجز فعلياً-  عن الرد على قتل قائد الحزب فؤاد شكر في حارة حريك قلب الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، واغتيال اسماعيل هنيّة في معقل الحرس الثوري في قلب طهران، أطل علينا إعلام الممانعة بفيديو تشويقي تسويقي “عماد ٤” في محاولة استعادة هيبة الرد المفقودة وسقوط معادلة تل أبيب مقابل الضاحية.

بعد نَشْر الفيديو أطّلَ ” مجاهدو الاعلام” عبر الشاشات، مَجَّدوا هذا الفيديو الخارق، صَوَّروا أنّه مُجرد وجود هكذا أنفاق وسراديب، فهي ضربة للعدو في الصميم، وأنّه مهما بَلغت قوته وعظمته لن تنال من الممانعين المختبئين المحصنين في باطن الأرض.

فمَن المقصود فعليا بهذا الفيديو؟؟ العدو المجرم أو البيئة الداخليّة للحزب التي باتت تطرح علامات الاستفهام حول أساطير النصر الموعود على مدار سبعة عشر عاما قبل عمليّة “طوفان الأقصى”، بينها دخول الجليل واقتياد الصهاينة أسرى وسبايا.

في المورث الثقافي الديني للشيعة “الاثني عشرية” للسراديب رمزية تقرب من القداسة ترمز للإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر “المهدي المنتظر” الذي دخل في الغيبة الكبرى  عام ٣٢٩ هجرية، وهو سيخرج يوما ما من أحد السراديب ” ليملأ الأرض قَسْطاً وعدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا” ،لذلك جاء فيديو الأنفاق المسمى “عماد ٤” حاملًا اسم عماد مغنية القائد العسكري للحزب الذي قُتِل في سوريا عام ٢٠٠٨ بما يرمز في بيئة الحزب وأنه القائد الفعلي لانتصار تموز عام ٢٠٠٦.

يدرك قادة الممانعة في السياسة والعسكر أنّ ميزان القوى يميل لاسرائيل بفارق كبير، في ظل الدعم الأميركي اللامتناهي، ماليا وعسكريا واعلاميا، وخاصة الدعم التكنولوجي الهائل الذي يساعد الاسرائيلي على كشف مخابئ الحزب وحماس واصطياد قادتهم كما حصل مع فؤاد شكر ومحمد الضيف وغيرهم على مدار عشرة أشهر.

فيديو الأنفاق دراما شعبوية محلية هدفها رفع معنويات البيئة الخاصة بالحزب لبنانيا، وتقديمه مادة استثنائية في برامج التوك شو، خاصة أن كل الشعارات التي رُفِعَت قبل “طوفان الأقصى” سقطت بعده عمليا وذهبت أدراج الرياح، فلم تعد الضاحية مقابل تل ابيب ولا المدني مقابل المدني، بل تم رفع شعار جديد “الانتصار بالنقاط”.

الرد الموعود سواء من ايران أو حزبها، بات مطلبا للحكومة اليمينيّة المتطرفة التي تقود اسرائيل وتنتظر الرد لتبدأ حربها الشاملة، فهل سيأتي هذا الرد ويُعطيها الذريعة ؟؟ أم سنكون – كما هو مرّجح- أمام فيديو جديد بعنوان “عماد ٥”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *