Mr. Jackson
@mrjackson

بارودي يدعو لتلاقي المسلمين والمسيحيين لحماية الوطن من موجات تدمير الشباب

رأى أمين الفتوى في طرابلس وشيخ قرّائها الشيخ بلال بارودي في خطبة الجمعة التي ألقاها من منبر مسجد السلام أنّ ما يحدث اليوم من إستنباتٍ لمشاريع تعادي الأديان وتعبث بالفطرة الإنسانية يأتي في إطار الاستهداف الواسع للأمة وشبابها والعمل لتحطيم قدراتها، من مركز تكوين الإلحاد الذي ينبري له مشاهير يقدِّمون أنفسهم على أنّهم مفكرون في قضايا الإسلام ودعاة حرية وانفتاح والنفخ في مقولة أنّ الدين يعيق حركة العالم، وأنّ التراث أصبح موروثات بالية ينبغي أن تتغيّر ويجدون لما يقولون من شبهات آذاناً صاغية في العالم، حيث تحرّكهم مواقع القرار الخارجية.
وتابع: ثمّ تأتينا قضايا “الحلاّقين” لإفساد الشباب، وبعد ذلك المسرحيات التي تنال من العزة الإلهية ولا ترى شيئاً يُستهزَأ به إلاّ آياتُ الله والإساءة للمسيحية والإسلام في أساسهما وفي عباداتهما معتبراً أنّ كلّ هذا مدروسٌ ممنهج، ولكنّ الأسف ليس في وجود هؤلاء فحسب، بل في طريقة معالجة هذه الأمراض والمخاطر. فلا يخلو العالم من المفسدين ولكنّ الأمر يتعلّق بموقفنا من هؤلاء هل نسكت عليهم أم نتصدى لهذا الإفساد بالموقف الصارم؟
ولاحظ بارودي أنّه إذا وجدنا شاباً انحرف عقائدياً فاغترّ وخُدِعَ بالمناهج التكفيرية التي لا يقرُّها الإسلام، ونشأ في مسجدٍ وبدأ يبثّ أفكارها الخاطئة بين الشباب فأخطأ خطأً قاتلاً، والمعالجة الخاطئة تكون باعتقاله واعتقال عائلته والشباب في المسجد وكلّ من له علاقة به وربما تُقفَل معاهد كان قد مرّ بها ربما يعاقَب أهله لجرم فعله، وهذا ما أسّس ويؤسِّس دائماً لأضغانٍ وأحقادٍ تنفجر لاحقاً في وجوهنا.
وأضاف بارودي: لقد حصرنا كلّ القضية في إخبارٍ ودعوى، وما فـُعِل في هذه الفضيحة الكبرى التي أصابت شريحةً من الفتيان أخطر بكثير ممّا يحمله إنسان بفكرٍ متطرِّفٍ لأنّ هؤلاء الفتية دُمِّرَ مستقبلُهم فإمّا أن يصبِحوا وصمة عارٍ في المجتمع وإمّا أن يتحوّلوا أداة انتقامٍ، وإمّا أن يُعالَجوا علاجاً حقيقياً حتى لا ينقلِبوا على مجتمعهم فيصبحوا رُسُلَ الفساد والرذيلة في الناس.. ونحن لا نعلم.. وربما هذا الذي نشر الرذيلة بينهم أصابه ما أصابهم فأراد أن ينتقم من أمثاله بما وقع عليه سابقاً في ماضيه، هذا هو الخطر الحقيقي، فهؤلاء قنابل موقوتة، يجب احتواؤها لأنّهم ضحايا من سمح لهؤلاء المجرمين بأن يتوسّعوا في عالمهم السفليّ ليشكلوا شبكاتٍ إجرامية منظمة.
وتساءل بارودي: كأنّه لا ينقصُنا ولاية الفقيه حتى جاءتنا إحداهنّ تحمل اسم “الفقيه” تفسد الأخلاق كما أفسد أصحاب هذا الفكر سياساتنا واقتصادنا، تنشر الكفر العلنيّ، لذلك ينبغي أن يُعاقَب المسرح الذي استقبلها والقانون الذي يحمي حريات الاعتداء على الآخرين وأولئك الذين أضحكهم الاستهزاء بالله تعالى والازدراء بالأديان، فهي وحدها لا تستطيع شيئاً ولكنّ الآثار المترتبة على سماع الناس إليها ليست سوى تهديد للاستقرار والسلم الأهلي.
وأكّد بارودي أنّه لا يمكن القبول ولا التسليم بأنّ الاعتداء على المقدسات الدينية ونشر الإلحاد هو حريّة فكرية بل هو تدمير ذاتيّ للمجتمع، معتبراً أنّ هذه فرصة لأن يلتقي اللبنانيون مسلمين ومسيحيين لا على المجاملات و”تمسيح الجوخ”، على حماية الإنسان من الشرّ الذي يحيق بنا، ربّما يظن الناس أنّ الجميع منشغلون الآن بالسياسة والواقع أنّ سياساتنا تُرسَم لنا من الخارج وأمورنا تُرسم من الخارج ولكنّ أخلاقنا وأُسرنا ومدارسنا وشبابنا وشاباتنا وأطفالنا وبيوتنا وأموالنا نحن ينبغي أن نديرها ونتابعها ونهتمّ بها، بدل انشغالنا متى سيأتي الرئيس، وقبل أن يأتينا رئيسٌ اعتاد الجلوس على كرسيّ بعض الحلاقين أو اعتاد أن يسمع “بتشرب شي”!
وختم بارودي قائلاً: ينبغي أن يجلس المسلمون والمسيحيون معاً أولاً للحفاظ على هذا المجتمع بتنوعه وتنوع أفكاره وأطيافه فهذا الذي يحمينا سوياً في هذا الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *