قاسم قصير
منذ ان وعينا على الحياة والقضية الفلسطينية حاضرة في وجودنا وحياتنا ووعينا ، فقد يكون صحيحا اننا لم نكن احياء عند قيام الكيان الصهيوني وحصول النكبة في العام 1948لكننا سمعنا من اهلنا واجدادنا عما حصل واطلعنا بعد ذلك على تداعيات هذا التطور الخطير في المنطقة وحدثنا اهلنا عن العلاقة التي كانت تربط لبنان بفلسطين قبل حصول سايكس بيكو والتقسيم وكيف كان اهل جبل عامل يذهبون الى فلسطين للعمل وكانت العلاقات طبيعية وكان كل ابناء لبنان ومناطقه المختلفة قبل قيام الكيان اللبناني على علاقة وثيقة بابناء فلسطين وسمعنا عن جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين وضد ابناء جبل عامل ولم تستطع لا الامم المتحدة ولا دول الانتداب البريطاني والفرنسي من منع الجرائم الصهيونية وطالت هذه الجرائم ايضا مسؤولين دوليين وبريطانيين ايضا ومن ثم شهدنا التهجير الفلسطيني الى لبنان ومخيمات الفلسطينين وكل نضالات الشعب الفلسطيني ولعل اول حدث كبير عشته شخصيا ولو بشكل غير مباشر كان حرب العام 1967 والتي ادت الى هزائم ثلاثة دول عربية واتذكر انذاك وكنا نعيش في منطقة الكولا كيف هجم طلاب جامعة بيروت العربية على معمل الكولا وأحرقوه احتجاجا على الدعم الاميركي لإسرائيل.
ثم بدانا نعيش ارتدادات الصراع مع العدو الصهيوني وانتقال العمل الفدائي الى لبنان بعد مجازر ايلول الاسود في الاردن والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان سواء على مطار بيروت او على قرى الجنوب وصولا الى اغتيال قادة العمل الفلسطيني في شوراع بيروت وخصوصا في فردان .
وكنا نشاهد افلام الفدائيين الفلسطينين وخصوصا فيلم كلنا فدائيون ونتضامن مع النضال الفلسطيني وندعم كل أشكال المق اومة وكان الامام موسى الصدر من الذين دعوا الى دعم العمل المقاوم وصمود الجنوبيين في وجه الاعتداءات الإسرائيلية وكنا طلابا في ثانوية الطريق الجديدة وكنا نسير في التظاهرات لدعم المقا ومة وكذلك استضفنا في الثانوية الشيخ محمد يعقوب للحديث عن دعم الجنوب.
وخلال الحرب الاهلية انخرطنا في الأحزاب اليسارية التي كانت تدعم المق اومة وكان الخلاف حول الموقف من القضية الفلسطينية احد اسباب الخلافات اللبنانية وكانت الحرب الأهلية من اجل تصفية القضية الفلسطينية ولا سيما بعد تطور العمل المقا وم وموقف لبنان الداعم لفلسطين في الامم المتحدة .
وقد تكون بعض أخطاء المنظمات الفلسطينية والأحزاب اللبنانية سببا ايضا لاعطاء العدو الصهيوني حجة لاستهداف لبنان ولكن اهداف العدو كانت ابعد من ذلك .
وكان العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 1978اول تطور عسكري كبير وادى الى احتلال قسم كبير من الأراضي اللبنانية وبالتعاون مع اطراف لبنانية وبسبب هذا الاجتياح اتخذت شخصيا قرارا بعدم السفر لمتابعة دراستي في ايطاليا والبقاء في لبنان والتدرب على السلاح والعمل لدعم اهل الحنوب .
وتطورت الأحداث وكان اجتياح لبنان في العام 1982بححة الرد على محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن لكن كان الهدف تغيير النظام في لبنان وتصفية القضية الفلسطينية وابعاد منظمة التحرير من لبنان وكذلك اخراج الجيش السوري من بيروت ولكن هذا المشروع فشل بفضل المقا و مة الوطنية والإسلامية وكل قوى ال مقا ومة وتغيرت المعادلة كلها وفي تلك الفترة انخرطنا في صفوف المقا ومة الاسلامية وكنا من نواة العمل الإسلامي الذي برز بعد العام 1982من رحم الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين واللجان الإسلامية وحركة امل الإسلامية وعشنا مرحلة جديدة من النضال الى حين تحرير لبنان في العام 2000 ولكن الصراع استمر في ظل بقاء الاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق وفي ظل تطور الأوضاع في فلسطين وكل الأحداث طيلة 75سنة تؤكد على العلاقات القوية بين لبنان وفلسطين وانه لا يمكن رسم اي مستقبل للبنان دون معرفة مستقبل فلسطين وفي ظل وجود الكيان الإسرائيلي.
واليوم وفي ظل ما يجري في فلسطين يبدو واضحا العلاقة القوية بين لبنان وفلسطين وأننا شركاءفي هذه المعركة ومستقبل ما يجري في فلسطين سيكون له تاثيرا كبيرا على مستقبل لبنان وكل المنطقة.