Mr. Jackson
@mrjackson

غزة بين خطابين

طارق الحجيري

تتوالى أيام البارود والنار على ليالي ونهارات غزة وفلسطين، تزف شهداءها تحتضن جرحاها ؤ تتحولاودمارا ، مدارسها تفتقد زوار صباحاتها ، لا مآذن تصدح ولا أجراس كنائس تقرع ، فقط غراب الموت يزعق بين الانفجارات .

كل هذا يحدث والنوم لا يبارح عيون جماعة محور الموت والعدمية ، أصموا أذاننا عقودا وبلغ غبار معاركهم الدونكيشوتية عنان السماء بحجة تحرير فلسطين ، عيرونا بالسكوت والخذلان وفي طريقهم لرمي اسرائيل في البحر وجرفها بدلاء الماء قتلوا من العرب والفلسطينيين اضعاف اضعاف من قتلهم العدو نفسه ، وبعد ذلك ركنوا لعادتهم القديمة المتجددة ” الخطابات ” .

مرشد الحزب الايراني فرع لبنان بعد خطاب “الخيارات المفتوحة ” الشهير أطل ثانية بخطاب ” الأدعية المستجابة ” طالبا من جمهوره إكثار الدعاء القلبي الصادق شارحا اهميته !! كأن مشردي غزة ومهجريها يعانون من نقص في التوسل السماوي وليس في تنفيذ الوعود السابقة بوحدة الساحات واحتلال الجليل الأعلى .

أما مجرم دمشق وقاتل اطفالها وبعد صمت وغياب طويلين ، ظهر في قمة الرياض متحدثا ضنينا بفلسطين ، خال لمن سمعه أنه مناضل في جمعية الحبل بلا دنس او جرموزا بريئا في كشافة الرسالة فرع ” الاستييذ المؤتمن على أقفال وإقفال مجلس الشعب بانتظار فتحه لترئيس ممانع لبنان سليمان بيك فرنجية ” .

سرد عاشق البراميل الكيماوية تعاطفه مع غزة وفلسطين بطريقة غاندية لوثرية ، شرح اصول التعامل مع العدو كي لا يزداد أجراما ووحشية ، تناسى بخبث المجرم مئات الاف الاطفال السوريين الذين شردهم بين مخيمات البؤس والعوز ومراكب الموت تتقاذهم الأمواج وضمنهم فلسطينيو مخيم اليرموك .
فلسطين بالأمس اليوم وغدا ليست بحاجة لمن يتاجر بها ويرمي باسمها ولأجلها الوعود الكاذبة ، ولا لمن يزرع عبوات الموت المفخخة على طرقات اللبنانيين والسوريين ، انما بحاجة لمن يحمل غصن عملاقها ” ابو عمار ” ويمتشق سيف اقدامه وتفانيه في سبيل قضيته ، قضية هدفها الأوحد بناء دولة فلسطين المستقلة لا هدم هياكل ولا قطع نسل وأنساب .
في حمأة العدوان جاء بيان القمة العربية الاسلامية التي أعد لها ورأسها سمو الامير محمد بن سلمان ، تمت صياغته بعقلانية ووضوح ، أكد قبل أي شيء على ضرورة وقف الة القتل والموت في غزة ، بعدها الشروع الجدي في بناء حل سلمي فعلي وفق مبادرة السلام العربية وبناء دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود ال١٩٦٧ .
لم يحمل بيان قمة الرياض جميل السجع والإنشاء ولا شعارات أكل الزمن على وشرب ، بل صيغ بطريقة بسيطة واضحة محددة تكفل حق الشعب الفلسطيني بالحياة والحرية والأمان وقيام دولته على أرضه .

فلسطين بحاجة للأفعال والأفعال فقط ، أما الأقوال والشعارات والشعبويات فقد بان زيفها وكذب أصحابها منذ فجر السابع من تشرين الأول الى خطابات إنكار العلاقة والعلم بها الى التبرؤ الايراني اليومي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *