اعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعادة ترشيح النائب انطوان حبشي عن المقعد الماروني في البقاع الشمالي ودعم المرشح المستقل د. ايلي بيطار عن المقعد الكاثوليكي في البقاع الشرقي في لقاء اقيم في المقر العام لحزب “القوات” في معراب. حضره الامين العام لحزب “القوات” غسان يارد، الامين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، معاون الأمين العام وسام راجي، منسق منطقة البقاع الشرقي جورج مطر، رئيس اتحاد بلديات دير الاحمر جان فخري ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة، اضافة الى اعضاء المجلس المركزي ورؤساء مراكز وحشد من القواتيين.
وفي المناسبة، القى جعجع كلمة قال فيها: “السهل ليس سهلا أبداً، لذا قبلنا التحدي لنؤكد للجميع أن بعلبك – الهرمل تستحق و”بدا وفيا”. فهي ليست منطقة نائية، ولكن الفريق الذي أتخذها رهينة هو الذي جعلها نائية لا في الجغرافيا فقط بل بالإنماء ايضا.
اضاف: “النأي الوحيد بالنفس الذي مارسوه هو النأي بالنفس عن بعض المناطق ولا سيما هذه المنطقة العزيزة جدا من لبنان. إهمال ووعود “هوائية” بالانماء ذهبت هباء، وحرمان لا يفرّق بين شيعي وماروني وسني وكاثوليكي وأرثوذكسي. للأسف بعلبك الهرمل منطقة مخطوفة ومرهونة لمصلحة محور الممانعة ليس من اليوم، انما منذ 46 عاما اي منذ تاريخ الدخول العسكري السوري الى لبنان. 15 سنة من الاحتلال، 15 سنة من الوصاية المباشرة، و12 سنة من الوصاية البديلة”.
وتابع: “”حزب الله” أخد المنطقة نحو المزيد من الحروب العبثية والفقر والتعتير، كما أخذها أكثر وأكثر شرقاً. وفي نظرة سريعة على ايران والعراق وسوريا واليمن نأخذ فكرة كافية ووافية عن معنى التوجه شرقا. فمنذ البداية ونقول ان معركتنا ليست بوجه أي طائفة أو بلدة أو عشيرة، معركتنا ديموقراطية ومشروعة وأخلاقية مع كل الطوائف والبلدات والعشائر، مع كل الأحرار والمراهنين على الخلاص في وجه الاستقواء والتهويل والابتزاز والفوضى والفقر والحرمان، وكل من يريد جعل أهل بعلبك الهرمل رهينة للـ”تمنين” بأبسط حقوقهم اي الأمان والتطور، في الوقت الذي يكرّسها ممرا للتهريب عبر الحدود وبالاتجاهين، فيما أهل المنطقة يشاهدون ثرواتهم “عم بتروح وتجي لخزاين خاصة” وليس لخزينة الدولة المكسورة او “عم تدخل لجيوب مافيات ما بتشبع” وليس لأطفال تتضوّر جوعا”.
وأكد ان “”القوات اللبنانية” لا تهوى الصراع أو النزاع أو السجال أو الجدال، لأننا مقاومون للظلم والتبعية، انطلاقا من ذلك، نمد يدنا الى كل أهالي بعلبك – الهرمل مع حرصنا الشديد على العيش المشترك باعتبار اننا جميعا في مركب واحد وأبناء جوع واحد ومعاناة واحدة”.
وعزا جعجع سبب الكارثة الى السلطة الفاسدة والمرتهنة التي لا توفر أحدا، فجلّ ما نريده هو حقنا بالعيش الحر الكريم دون منة من أحد لأن أبناء بعلبك – الهرمل يدركون واجباتهم ويقومون بها.
وتابع: “انطلاقاً من الذي ذكرناه، اتخذت الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” قرارا بإعادة ترشيح د. انطوان حبشي عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك- الهرمل، وبدعم المرشح المستقل د. ايلي بيطار عن مقعد الروم الكاثوليك”.
كما وجه جعجع “تحية الى حبشي الذي “جسّدنا معه شعار بدنا وفينا”، حين كسّرنا منذ اربع سنوات حاجز العزل والاستئثار ورهن قرار منطقة دير الأحمر وقرى البقاع الشرقي، الجديدة، الفاكهة، راس بعلبك، القاع وكل قرى السهل وسواها من مناطق بعلبك الهرمل، بمساعدة وارادة أبنائها المقاومين الأبطال، وما زلنا نتابع برهان الإنماء والتجذر بالأرض رغم الصعوبات الهائلة”.
اضاف: “نوجّه تحية لبيطار الذي من خلاله سنسعى الى تمثيل منطقة البقاع الشرقي وقلبها النابض “القاع”، التي هي بالنسبة للبعض مجرّد منطقة من الاطراف، بينما بالنسبة الينا هي “قلب القلب”، لأنّها سدّدت، منذ زمن بعيد وما زالت تسدّد، فاتورة السيادة والحرية والكرامة دماً وسهراً وصموداً عن كل لبنان”.
ورأى انه “آن الأوان ان نعيد بعلبك – الهرمل الى صلب الدولة وقلب الوطن، آن الأوان لنحدد ما هو “الشرعي والمشروع”، فترك المنطقة رهينة الحروب المتواصلة التي لا علاقة لها بلبنان ولا بمصالح المواطن اللبناني، ورهينة الإهمال والفلتان والاستنساب والتمييز بين “ولاد ست وولاد جارية”، بين “الاستعباد والاستبعاد”، بين “التسليم بالواقع والتنكيل والعزل” هذه هي الامور غير الشرعية وغير المشروعة”.
وأردف: “يا أهلنا في منطقة دير الأحمر والبقاع الشرقي وقرى السهل المعنيين بشكل خاص بهذين الترشيحين نقول لكم: نحن حريصون على الاخوّة والتعاون مع أهل المنطقة من جيرانكم ومواطنيكم، بقدر ما نحن حريصون على فرصتكم بالنهوض والتجذر بأرضكم، رغم صعوبة الظروف وتراكم الكوارث والأزمات، لأنّنا نحن وإياكم: أولاد مقاومة عنوانها الحرية والكرامة وهدفها بناء الدولة السيّدة باعتبار ان من حق الانسان ان يحيا في وطن حدوده مصانة ودولته فعلية في ظل عيش مشترك بحرية”.
وقال: “أكيد نحنا بدنا، وأكيد نحنا فينا، فالسهل نريده سهلا ممتنعا عن الهيمنة ومنيعا في وجه الحرمان، لأن الممانعة، وللاسف، لم تعطِ أي منعة ومناعة، انما حوّلته الى ساحة فوضى ومساحة تهريب وتشبيح. نحنا بدنا وفينا انتشال البلد بأكمله بدءا من القاع وجعله وطن صمود وانماء على مثال هذه البلدة، نحن الذين افتدينا الارزة و”زنّرناها” بالأحمر. نحنا فينا وبدنا تطوير مسيرة النهوض في منطقة دير الأحمر، التي لن تتحول الى برتقالي او أصفر”.
واضاف: “الف تحية لأهلنا الصامدين في دير الأحمر وعيناتا الأبية وشليفا وبشوات وبرقا والقدام ونبحا والزارزير وصفرا وبتدعي ومزرعة بيت بو صْلَيبي، مزرعة بيت مطر، مزرعة السَيِّد، سَرعين، دُورِس، طَليا، البِربارة، البِّرّانيّة، مَجْدَلون، ايعات، حدث بعلبك، حَوش بَرَدى، الطَيّْبِة، بيت شِاما، عين بورضايّ، وادي الرطل، اليمّونه، حَوش تَلْ صّفِيَّة، الشربين، الشْواغير… ولبعلبك مدينة الشمس التي تواجه الظلام والظلاميين وتحية الى كل بلدات وقرى القضاء، والف تحية للقاع البطلة الصامدة في وجه الإرهاب بقدر صمودها في وجه الترهيب، والتي تبرهن يوميا التجذر بالأرض مع رئيس بلديتها ومجلسها البلدي وجميع فاعلياتها الروحية والأهلية، تحية الى عرسال المعذّبة واهلها الصابرين. وألف تحية الى رأس بعلبك لصمودها وتمسكها بالجذور، والى “الفاكهة والجديدة”، والى الهرمل وبلداتها التي تستحق كل الاهتمام كي تفتخر بلبنانيتها الصافية والعريقة، ولا سيما انها أعطت أحد ابرز رجالات الاستقلال”.
واستطرد: “نحنا بدنا ونحنا فينا ان نكون “قوات” ليس فقط سيادة وحرية انما “قوات” إنماء وتطورعلى مستوى كل لبنان لمحاربة الاهمال والحرمان. فيا أبناء بعلبك الهرمل، انتم غير منسيين، غير متروكين من قبل من منحتموهم ثقتكم وأصواتكم. انتم معنيون بكل هموم الوطن”.
وشدد جعجع على اننا “نشهد اليوم محاولات لاستكمال تدمير وتقويض المؤسسات التي لا يمكنهم “يحطوا ايدن عليا”، فنحن بالمرصاد امام كل هذه المحاولات ونؤكد الآتي: الجيش اللبناني خط أحمر، القضاء المستقل آخر موئل للحق وللحقيقة، حق الشهداء والضحايا والمنكوبين بتفجير المرفأ ليس “دكانة” لتركيب الملفات والحدادة والتلحيم، إصلاح جذري ومحاسبة جدية للخلاص من سلطة فاسدة أذلّت العملة الوطنية والمودعين ونهبت الخزينة وحرمتنا من الكهرباء والضوء لتعيدنا الى الظلمة والظلم”.
واذ اعتبر ان “الانتخابات النيابية ستجري في موعدها المحدد، وستكون حرة وشريفة وأمينة لا يشوبها صفقات ذليلة ومقايضة مهينة، على أساس إنقاذ الحلفاء الفاسدين بأصوات غيرهم”، لفت جعجع الى انه “اذا باتت حقوق المسيحيين تكمن في “شحادة الأصوات واستجداء المقاعد”، فهذا يعني غش بالتمثيل وضياع بالحقوق والهوية”.
وختم بالتذكير اننا “امام خيار مفصلي فاما يبقى الشعب اللبناني كما اعتاد ان يكون طموحا ورائدا وناجحا، يعيش بكرامة وبحبوحة، او يكمل في مسيرة الموت البطيء والانحدار نحو قعر جهنم الذي بشّرونا به وكانوا هذه المرة ، ولو لمرة واحدة، صادقين”.
حبشي:
بدوره، القى حبشي كلمة استهلها بالقول: “في حضرتكم وبحضوركم نبحث عن اللحظة التي يجدها الإنسان لتصنع التاريخ، ولكن يجب الا يغرق باللحظة وينسى تاريخه كي لا يضيع ويُضيّع تاريخه معه، فالمطلوب من إنساننا اليوم في لبنان ان يخلق اللحظة، كي ينقذ مصيره بيده ويشارك في صناعة مستقبله، لان الخيارات واضحة: الدولة او التسيب، لبنان أو جهنم ، ثقافة الحياة أو ثقافة الموت”.واعتبر ان “خيار الحياة في الوقت الراهن هو ثورة لا تتأمن إلا من خلال إنتفاضة شعبية عبر الإنتخابات النيابية التي هي لحظة تاريخية يجب صنعها معكم، لنمنع استمرار الموت البطيء الذي يشهده لبنان بسبب سلطة موجودة إنجازها الوحيد انها فتحت “اوتوستراد واسع” لا يوصّل إلا على جهنم”. ورأى اننا “بحاجة الى انتفاضة الشعب اللبناني لإستعادة دولة القانون والمحافظة على حقّ الافراد والجماعات، ما لا يتحقق سوى بوضع حدّ للطغمة الحاكمة”.اضاف: “إنتخابات 2022 ليست لحظة عادية، بل تاريخيّة، لا توازيها إلا لحظة نشأة لبنان الكبير، “نعم المعركة هالقدّ مصيريّة”. لحظة نشأة لبنان الكبير لم تكن أقل غموض أو ضياع من هذه المرحلة، باعتبار ان كثرا لا يريدون هذا الـ”لبنان”، وأملوا بامكانهم تحقيق ذلك فكانوا يتهمون بعضهم البعض، ويراهنون على التغيرات في الشرق والعالم، ولكن في نهاية المطاف لم ينتصر إلا من آمن بوطنه وتكوكب حول مطلب البطريرك الحويك وكان لبنان. ونشهد حاليا الغموض والضياع والإتهامات ذاتها، ولكن الارادة الحرة متواجدة ايضا وتريد انتزاع ثقافة الموت وتحييد لبنان بشكل إيجابي وفاعل عن الصراعات المحيطة به”. وتابع: “ونسأل هل ستجرى الإنتخابات؟ الجواب عندكم لان من لا يريد هذا الاستحقاق يرغب بايصالكم الى الفوضى التي تبثّ يوميا للذهاب الى أبعد من جهنم. ونُسأل ماذا ستغيّر الإنتخابات؟ جوابنا ممن تنتظرون التغيير؟ فانتم التغيير لذا عليكم الاختيار بين من يريد الحياة او يبغى الموت. ونُسأل في حال صارت الإنتخابات ماذا يفرق عن السنوات السابقة في ظل وجود قوة خارج الدولة تتصرف كما يحلو لها؟ الجواب واضح في لحظة ولادة لبنان الكبير، وُجد آنذاك سلاح وسلطنات ودول كبيرة لا تريد لبنان الا ان القوّة لم تعطِ نتيجة، والإرادة الحرّة خلقت لبنان”.وتابع: “الحل اليوم “ما بدو قوة بدو قوات”، قوّات قادرة على بناء الدولة بمسار واضح، على خلفية ان مبدأها يغلب المصلحة والمحاصصة التي تجعل من “يلعنوا بعض بالسياسة يرجعوا يقعدوا على نفس اللايحة وينتخبوا بعض، ويرجعوا يقولوا لبعض “ما خلونا”، بيتقاسموا الحصص بس ما بيتحملوا المسؤولية وهيك بتضيع الطاسة!””.واردف: “القوات تريد بناء دولة واثبتت ذلك حين طالبت عام 2017 بلجنة تحقيق نيابية في حسابات مصرف لبنان وطالبت في أيلول 2019 بحكومة إختصاصيين مستقلين، فالقوات يمكنها بناء دولة وتجاربها خير دليل، وعلى سبيل المثال: في العام 2018 صرف وزير الشؤون الإجتماعيّة آنذاك وعلى أبواب الإنتخابات موظفين في الوقت الذي قام غيره بتوظيفات سياسيّة “كسرت ضهر الدولة” فقط للفوز في الإنتخابات، فضلا عن قرار وزير العمل التابع لها بتطبيق “قانون العمل” رغم انهم “توحدوا كلهم ضده”، ولكنه اصر على تطبيقه، دون ان ننسى حين سعت “القوات” الى تنفيذ الحكومة الإلكترونية لتسهيل حياة المواطن، فيما تفتقر الدوائر الرسميّة الى لاوراق لاجراء ابسط المعاملات”.
واكد حبشي اننا سويا “فينا” نصنع هذه اللحظة التاريخيّة لاستعادة لبنان، الا ان هذه اللحظة لا يقتلها سوى الخوف من الآخر، والمجهول، ومن عدم القدرة. ولكن نحن لا نخاف من أحد ولا من الآخر، بل نمد له يدنا لنبني سويا وطن ودولة، كذلك لا نخاف من المجهول، على خلفية ان رؤيتنا للبنان واضحة، نابعة من تاريخنا، فمعكم نحوّل المجهول الى مستقبل واضح المعالم. ونحن لا نخاف من عدم القدرة، لأن “قدرتنا فينا والحلّ عنا، الحلّ ما بدو قوّة الحلّ بدو قوات، قوات الشعب اللبنانيّ يلي بيستعيد قدرتو بالإنتخابات”.
وتوجه الى اهالي بعلبك – الهرمل بالقول: “بدأت التحضيرات الإنتخابية، وبدأوا بتخويفكم من الآخر، الذي في الحقيقة “منكن وفيكن”. ولكن في الاساس من يقوم بهذا العمل يكون هو الخائف، وانتم “كسّرتم الصمت” في الانتخابات الماضية، واليوم “وينك إنت لي ما بتخاف؟ ما بتخاف من الآخر لكي تلغي عتمة التصنيف وتردّ بعلبك الهرمل الى لبنان لبناء الدولة”.
وتابع: “”وينك؟” لتصرخ في وجه إهمال إنمائك وحياتك اليومية ولتقول ان ما من حزب استطاع ان يحل مكان الدولة، حتى لو ان بعض “اللصيقين” يستفيدون في الوقت الذي مجتمعهم غارق في الجوع والحرمان. “وينك؟” من تفلت السلاح، في الأفراح والأتراح، فيقتل طفلة في عمر الورد ويحرم اهلها منها. “وينك؟” لترفض القوة التي سُمحت لهم بالتهكم على مرضك ولم تسمح لأولادك بدخول المستشفيات. “وينك؟” لتقول انك تريد ريّ البساتين في بعلبك، “وينك؟” لتناشد بان سيارتك من سنوات وسنوات تتكسر على طريق شعت التي تحتاج للتزفيت وباتت اليوم “لا سيارة ولا طريق”. “وينك؟” لتشتكي من غياب المياه في اللبوة فيما هي مصدر لها، “وينك؟” من تجار الكابتغون الذين “يقبعولك بساتينك بالطفيل ويحرموك تصدر منتوجاتك الزراعيّة”.”
واردف: “اهالي الهرمل ليسوا بحاجة الى احد ويمكنهم استثمار أرضهم لو ان المعنيين يتفرغون للعمل في سدّ العاصي بدل صرف مليارات الدولارات على سدود “ما بتهدي مي”. إنتفض في قرى السهل لأن من يضع يده على أرضك لا يُنفَذ قرار بحقه ولو أتُخذ أمر من القضاء”.
ولفت حبشي الى انه “لا احدا يصنف عرسال إرهابية، فهي تُصنَف بانتمائها للبنان وإحتضانها للجيش اللبناني وليس بالإنقلاب عليه وتخوينه”.
واضاف: “اين انت من المطالبة بدولة تحترم نفسها وعندما يصدر قانون زراعة القنب لا تبقى لسنتين بلا مراسيم تطبيقيّة لحرمانك من إستقلاليتك الإقتصادية؟ اين انت من بناء الدولة اذ انه من غير المسموح بعد كلّ الإجتماعات والركض ان يستمر نهر مجارير من إيعات مرورًا بشليفا ودير الأحمر وصولًا الى الكنيسة بسرطنة حياة الناس؟ اين انت من حرمان منطقة البساتين من الكهرباء لأشهر بالرغم من المتابعة الحثيثة والسبب عدم تركيب ترانس كهرباء؟”.
وختم: “لا تقبل ان تكون من جديد في السنوات الاربع المقبلة شريكا بما حلّ بك، لذا لاقينا في 15 أيار ولا تصوّت للقوّة التي تتهكم على وجعك، بل صوّت لوجعك”.
بيطار:
وبعدها، شكر بيطار في كلمته رئيس “القوات” على ثقته وقال: “شرفتني في وضع ثقتك كاهلا على كتفي ونحن في غمرة الأزمات، وان كانت أخلص كلمات الشكر تسعفني فهي تبقى عاجزة امام قوّة وصلابة وصوابية مواقفك. تحية محبة وسلام انقلها من كل قرى بعلبك الهرمل وعلى وجه الخصوص من بوّابة البقاع الشمالي حيث تغيب الشمس خجلا وتنحني الجبال إجلال لأرواح شهدائنا الأبرار، الى فارس شجاع وقائد قدير، تحية من القاع الى الحكيم وجميع الحاضرين والسامعين”.
واضاف: “وضعت ثقتك من اجل ان نخوض معا غمار معركة استعادة دولة الانسان والقانون والمؤسسات وعودتها الى حضن الوطن الممزق الجريح، من أجل ان نمسح معا غبار الذلّ والعار عن وجه لبنان الجمال والأخلاق والثقافة والعلم والأدب، لبنان ملتقى الحضارات والانفتاح على قارات رفدنا اليها الحرف ورسائل الانبياء والمفكّرين والعلماء لا الممنوعات وثقافات لا تشبهنا ولا تمثّلنا، من أجل ان نخوض معا ملحمة الانماء المتوازن الذي هو ركن اساسي من اركان وحدة الدولة واستقرار النظام، انماء كل شبر من اشبار الوطن، وعلى وجه الخصوص انماء بعلبك الهرمل الحضارة والتراث والتاريخ”.
ولفت الى ان “بعلبك الهرمل المهرجانات والسياحة والرقص والدبكة، بعلبك الهرمل الاستقبال والضيافة والكرم كسهلها المترامي المعطاء، بعلبك الهرمل المروءة والرجولة والعيش المشترك، لا كما صوّرها البعض مسرحا للقتل والجريمة والنهب والسرقة. أنا على يقين ان أهالي بعلبك الهرمل توّاقون الى التغيير نحو الدولة المستقيمة والقويّة والعادلة، بعد أن ذاقوا مرّ الفقر والعوز والحرمان من جرّاء تخاذل المنظومة الفاسد واهمال المسؤولين المراوغين الفاشلين”.
ورأى ان “الانتخابات النيابية المقبلة تكاد تكون الثورة البيضاء الوحيدة التي يجب ان تحقق أهدافها بـ: صون سيادة لبنان في بسط سلطة الدولة على كامل اراضيها، حصرية السلاح وقرار السلم والحرب، ضبط الحدود، الحفاظ على هوية لبنان بعمقه العربي، الحفاظ على شعبنا ومجتمعنا ومستقبل اجيالنا، بناء دولة العدالة والمساواة واستقلالية القضاء، عودة المغتربين واعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد، عودة بيروت منارة الشرق ومحجّ العلم وطلاب المعرفة”.
وتابع: “خطوة امل خلف خطوة أمل، وغصن رجاء وراء غصن رجاء يكتمل فيها اكليل المجد والغار الذي سوف يتوّج جبين الجمهورية القوية. والشعب الأرزيّ المتألم الثائر لا يُلدغ من الجحر مرتين ولن يجلّد نفسه مرتين. فليس الفأس أكثر ما يؤلم الشجرة بل عصاها من خشبها. لنتحد مع من لا تنحني جباههم الا تكريما لشهدائنا، فلنتحد مع من لا تجثوا ركابهم الا عند الصلاة، فلنتحد مع من لا تغمض جفونهم فهم حرّاس لا ينعسون، فلنتحد مع قوّة الحق وقوّة العدل وقوة الايمان والحرية، فلنتحد مع “القوات اللبنانية”.
وختم بالقول: “نوجه التحية الى عشرات آلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل ان نبقى ونستمر وسنبقى ونستمر”.