كتبت
الزميلة جانين الملاح
في اللبنانية
لا حركة سياسيّة جديّة بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، إذ أنّه وبظل ما يعانيه البلد من أزمات متلاحقة لا يزالُ الجمود عنوان المرحلة الحالية.
المعارضة ومنذ أن بدأت رحلة المشوار الإنتخابي لا تزال متشبثة بإسم النائب ميشال معوّض، من دون بروز أي تنازل أو لحلحة من قبل الفريق المقابل أي الثامن من آذار، الذي بالقسم الأكبر منه يذهب إلى دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إذ يرون بمعوض بأنّه من أكثر الشخصيات الصداميّة التي قد تطرح كإسمٍ رئاسيّ خاصةً لناحية عدائهِ الكبير تجاه حزب الله.
وحدها محركات بكركي لم تهدأ، إذ السّعي من قبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لا يزال قائمًا، محاولًا من شتّى الجهات العمل على عدم صبغ صفة الجمود على الملف، ومن هنا أَوكل غبطته إلى راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم مهمة القيام بزيارات للقيادات والشخصيات المسيحيّة في إطار تقريب وجهات النظر من أجل إنجاح الاستحقاق الرئاسيّ، والعمل على حصر وجهات النّظر، والمطالب، حيث استهل لقاءاته مع رئيس التّيار الوطنيّ الحرّ النّائب جبران باسيل، وتبعها لقاء مع رئيس حزب القوات اللّبنانيّة سمير جعجع، بالاضافة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية وعليه، حمل المطران بو نجم لواء الملف المسيحي ليحاول وبفرصة واحدة العمل على شدّ وتر الأحزاب المسيحيّة أقلّها لناحية عدم الذهاب نحو الشتات الكامل، بل بتقريب وجهات النظر، وسحب الإحتقان.
في السّياق، تقولُ أوساطٌ مطّلعة على الملف لموقعنا “اللبنانيّة” أن بكركي نقلت إلى القادةِ المسيحيين هواجسها، وإلى أنّها تتفهم بأنَّ كل حزب يعمل على تحقيق رؤيته، إلا أن البيت المسيحيّ اليوم بات “مُفرمل” أمام هذا الواقع، من دون وجود أي تحرّك أو حلحلة على الصعيد السياسي، ومن هنا تنقل المصادر كلامًا يتحدث عن خوف بكركي لما تحمله الأيام المقبلة من مصائب في حال لم يزل الإحتقان فعلاً ما بين الأحزاب المسيحية.
لم يرفع المطران بو نجم راية الإستسلام، لا بل التأكيد كان واضحًا على أن الأخير سيستكمل مشواره لناحية اللقاءات، وهو مستعد للقاء أي شخصية من شأنها خفض منسوب التّوتر الحاصل.
فأي رئيس ينتظر لبنان؟!!
أثبتت المراحل السابقة، بأنَّ التوافقية لم تأتِ للبنان بشيء، بل أنّه وبمجرد غيمةٍ عابرةٍ تنقلب أصول التوافقيّة، وتدخل البلاد في مرحلة جديدة من الجمود والمناكفات، وهذا ما اعتدنا عليه خلال الحقبات السابقة. في السياق، توضح مصادر متابعة لملف رئاسة الجمهوريّة لموقعنا “اللّبنانيّة” أن البلد بات يحتاج لرئيس أقلّه يتمتع بعلاقات دوليّة، غير صداميّ، وضليعٌ بالرؤية الإقتصاديّة، أو حتّى التّغييريّة، ومن هنا تبرز زيارات المطران بو نجم المتنوعة والتي لم تستهدف فقط أقطاب السياسة المسيحيين في لبنان(جعجع-فرنجية-عون) بل امتدت لتشمل شخصيات أخرى كالنائب نعمة افرام، والوزير زياد بارود.
هذا ولا تتوقّف المصادر نفسها عن طرح اسماء اخرى يبرز في هذا الاطار جهاد أزعور الاقتصادي الذي ذهب به النائب السابق وليد جنبلاط وطرحه كإسم إقتصادي لا يشكل أي مواجهة مع أي فريق، خاصة وأن أزعور سينطلق من قاعدة لبنان وتعجيل حركته الإقتصادية، وتوازيًا يشكّل الاقتصادي حبيب الزغبي، الرئيس الفخري لرابطة خريجي جامعة هارفرد في لبنان، إسمًا آخر يمتلك خططًا مرحلية تساهم بالذهاب بعيدًا بالأزمة اللبنانيّة الإقتصادية، وهذا حتمًا ما يحتاجه لبنان من نوعية الشخصيات ليس فقط تلك التي ستتزلى مركز رئيس جمهورية، إنّما كفريقِ عملٍ كامل يعمل ما بين كافة الدوائر الرسمية والمعنية بالحذافير اللبنانيّة بدءًا من اللجان وصولاً للسلطة التنفيذية، وانتهاءً بالخطط الإنقاذيّة.
