
طارق الحجيري
عندما تضرب السفينة الانواء وتتلاطمها الأمواج العاتية وتوشك على الغرق يفتش كل من على متنها بكيفية النجاة ويسارعون للبحث عن ربان بارع ماهر يساهم بالوصول الى شاطئ الأمان بسلام أو ربما بأقل الاضرار والخسائر ،، وهذا حال شعب لبنان الذي اوصله العهد العوني الأسود وطغمة الفساد الى قعر جهنم ،، هذا الشعب المنكوب يفتش ويبحث ” بالسراج والفتيلة ” عن ربان قائد منقذ يساهم في ايجاد الحلول لمشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
يعلم القاصي والداني ان السبب الأول لخراب لبنان هو سياسي بحت يتمثل في استلحاق البلد واحتلاله من المحور الإيراني منذ مطلع التسعينات حتى اليوم ،، وعلى هامش الاحتلال هذا نبت للفساد مخالب وانياب وعصابات ولوبيات اثخنت جسد البلد المهترئ بجراح فسادها وسرقاتها وسمسراتها من رأس الهرم حتى اصغر موظف .
فهل انتهى لبنان وولى زمانه كسويسرا الشرق ؟؟؟ هل باتت بيروت يتيمة منكوبة بعدما كانت درة المتوسط ؟؟؟ وهل اندثرت وانتفت فرص الأمل ؟؟؟ وهل يعجز شعبه عن ايجاد شخصية لبنانية وطنية مؤمنة بوطنها تساهم في انقاذها ووضعه على السكة الصحيحة للتعافي والنهوض ؟؟؟
اسئلة يصعب الاجابة عليها ،، لكن لا لم يمت لبنان ولم تمت فرص انقاذه .
الدكتور رند غياض إحدى هذه الشخصيات الوطنية اللبنانية العلمية المجلية والمبدعة في ايجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية ربما يكون فرصة انقاذ فعلي للبنان الجريح .
فالدكتور رند غياض الشاب الثلاثيني ابن بلدة شبعا الجنوبية يمتلك سيرة ومسيرة علمية وعملية غنية جدا ومميزة ،، فهو استاذ علوم الاقتصاد في جامعة هارفرد ورئيس دائرة الاقتصاد واسواق العمل العالمية في شركة لينكد ان (LinkedIn) المملوكة من مايكروسوفت.
– بدأ مسيرته المهنية كخبير إقتصادي في بنك الإحتياطي الفيدرالي، وإنضم إلى هيئة التدريس في جامعة هارفارد في عام ٢٠١١، كأستاذ في مادة الإقتصاد في كلية الأداب والعلوم. متعمق في مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية بما في ذلك محاربة البطالة، تحفيز فرص العمل، إدارة الديون، وكذلك التحديات المالية والمصرفية التي تواجه الدول المنخفضة الدخل.
– شغل مناصب عدة في المنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية، ابرزها كمستشار إقتصادي في دائرة أمريكا اللاتينية في صندوق النقد الدولي بين عامي ٢٠١٦ و ٢٠٢٠.
في العام ٢٠٢١ عين غياض كمستشار إقتصادي لمجلس الرقابة المالية والإدارية التابع للكونغرس الأميركي و ذلك للعمل على تنفيذ خطة إعادة هيكلة ديون بورتوريكو بعد أن أعلنت الجزيرة عن افلاسها.
– في العام ٢٠١٤، شارك غياض إلى جانب الفريق الإقتصادي للرئيس اوباما بوضع هيكلية إقتصادية جديدة للحد من أزمة البطالة في الولايات المتحدة.
– في عام ٢٠١٣، قدم غياض المشورة إلى فريق عمل رئيس الوزراء الفرنسي حول استراتيجيات الحد من البطالة الطويلة الأجل. كما قدم المشورة لحكومات مختلفة حول إصلاح قوانين الإستثمار وخلق فرص العمل، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والكويت مؤخرًا.
- نشر غياض العديد من المقالات حول مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية، بما في ذلك الأزمات المالية والاقتصاد السياسي والتجارة الدولية وأسواق العمل والتهرب الضريبي ومحاربة تبييض الاموال .
هذه السيرة الذاتية العملاقة في مجال الاقتصاد والمعرفة بالاستنهاض الإقتصادي وبناء الاقتصاد المنتج ، الى جانب كونه من المنتمين سياسيا بقوة وصلابة للخط السيادي ودعاة الحياد الايجابي للبنان ومن انصار قيام الدولة القوية القادرة صاحبة الحق بحصرية السلاح بيد قواها العسكرية والامنية الشرعية ،، ومن المطالبين بضرورة استعادة لبنان كامل علاقاته التاريخية مع اخوانه العرب واصدقائه في الغرب والمجمع الدولي والمنظمات الدولية والانسانية .
كل هذه الصفات والمواصفات هي ما يحتاجه لبنان وشعب لبنان سياسيا واقتصاديا ،،، فهل تبادر القوى السياسية الوطنية ودعاة التغيير وبناء الدولة واستعادة الأموال المنهوبة للمطالبة بفرصة لهكذا شخصية على ابواب الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟؟؟ لأن الواقع يشير باستحالة تشكيل حكومة قبل رحيل سيد العهد الأسود من بعبدا .
هل ينال المبدعون فرصهم بعد تجارب مريرة مع سياسيين هواة في ممارسة السياسة ومحترفين في عبادة الكرسي والتضحية بكل شيء للوصول للسلطة ؟؟
نأمل ذلك
