طارق الحجيري
كأن اللبنانيين السنة لا يكفيهم ما يعانوه مع سائر اللبنانيين من صروف الدهر وقساوته وما جنته عليهم جميعا اطماع وارتكابات مسؤولي دولتهم وخاصة خلال سنوات العهد العوني الأسود العجاف …حتى يبتلوا مؤخرا بخفة غريبة عجيبة ممن يفترض انهم – أو كما يدعون أقله – ممثلي الأكثرية السنية .
منذ استقلال لبنان ارتبط قدر زعماء السنة الكبار بالقضاء قتلا واغتيالا وغدرا وتفجيرا او محاولات اغتيال ونجا بعض المستهدفون فيها بأعاجيب ربانية سماوية ، طالت هذه الاغتيالات رجال السياسة والفكر والصحافة ورجال دين وامنيين وقضاة من رياض الصلح لصائب سلام لصبحي الصالح لرشيد كرامي ومعروف سعد ورفيق الحريري ووليد عيدو لمحمد شطح ووسام الحسن ووسام عيد والمفتي الشهيد حسن خالد وغيرهم كثيرون،، لكن مع الاغتيال الكبير عام ٢٠٠٥ الذي اودى بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء ،،، بدأ مسلسل الاغتيالات والقتل والارهاب بأيادي الأخرين المعروفين والمدانين من المحكمة الدولية .
لكن للأسف مسلسل الخفة بدأ وبغرابة شديدة بأيادي وألسنة وأقلام ذوي القربى التي أقل ما يقال عنها وفيها أنها مراهقة وولدنة وصبينة فيها من الاساءة لهم ما يدمي القلوب ويكدر الضمائر.
مسلسل الخفة السياسية السنية حلقاته طويلة وطويلة لكن سنعالج في هذه العجالة تصرفات قادة وكوادر تيار المستقبل بعد تعليق سعد الحريري لعمله السياسي ، وهذا التعليق هو النتيجة المحسومة لمسلسل الخفة السياسية طيلة ١٧ عاما خلت .
ما ان اعلن سعد الحريري عزوفه وتياره الازرق عن الانتخابات النيابية حتى بدأت حملة سفيهة مسعورة حمقاء تطال كل سني يريد المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا ووصمته بالخيانة والغدر وإحباط السنة وتيئيسهم حتى كاد بعض الاغبياء الاتباع يتهمونهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
لعل اكثر من طاولته سهام الأغبياء وألسنة السوء وقذارات الذباب الإلكتروني هو دولة الرئيس فؤاد السنيورة الذي تعامل مع هذه التفاهات بأخلاق الكبار فتجاهلهم ومضى سائرا وتركهم في صغارتهم ووضاعتهم يعمهون .
لكن أن تصل حملة السفاهة والسفالة لمستوى مشاركة امين عام تيار المستقبل احمد الحريري فيها !!!!! فهذا ما لا يقبله عاقل ولا يرضاه رصين ولا يفهمه فهيم ،، ويثير الكثير الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام .
فهل الانتصار العظيم لأحمد الحريري هو خسارة مرشحي الرئيس السنيورة في المناطق والكل يعلم استماتة احمد الحريري شخصيا وما فعله لتخسيرهم!!!! وهل الطائفة السنية هي ممتلكات عقارية مسجلة باسمه وممنوع عليها استكمال حياتها في غيابه؟
ألم يرى ويعلم الشيخ احمد ان المحكمة الدولية أكدت حكم الادانة على عناصر حزب ايران بقتل رفيق الحريري قبل قليل من هجومه الصبياني على الرئيس السنيورة؟ ام تراه كان يمارس تباشيره وعظاته السياسية في أحدى مدن الملاهي التي يحبها؟؟؟
الا يعلم منظِّر ومفسر وواضع نظرية “بعد الحرب الباردة بتجي الحرب السخنة ” ان الشماتة هي صغارة وقذارة ولا تمت للقادة بصلة؟؟
الا يعلم مُقلِّد جورج وَسّوف ان الرئيس السنيورة كان رفيق الدرب الدائم للرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل الحكومات التي ترأسها ؟؟؟ أم تراه يشكك بذكاء ومعرفة وبصيرة خاله الشهيد ؟؟؟؟
مهلا مهلا يا شيخ احمد فلا يأخذك بمرآتك الغرور لما لا تحمد عقباه ،، عندما اتهمت الرئيس السنيورة بالمفاخرة بامجاد غيره فهل لك ان تخبرنا بأمجادك أنت ؟؟ وما هي انجازاتك خارج هويتك ؟؟؟ وما هي امكاناتك السياسية والفكرية والثقافية والتنظيمية ؟؟؟ ولو لم تكن ابن بهية الحريري فهل كان سيسمع بك أحد ؟؟؟
اليوم اليوم فقط عرفنا سر اعجابك وغرامك بجبران باسيل الذي كنت تقاتل لاجل استضافته ومحاورته من قبل كوادر المستقبل .
عرفنا السبب وتركنا العجب وصدق القائل اذا لم تستح فاصنع ما شئت .
رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري