Mr. Jackson
@mrjackson

إحياءً لذكرى استشهاد المفتي خالد والدورة 5 من “الملتقى السعودي – اللبناني”

بخاري: اغتياله بداية اغتيال كل لبنان وانسلاخه عن هويته ومُحيطه العربي

نزفّ لروحه الطاهرة نتائج الانتخابات المشرّفة وسقوط كل رموز صناعة الموت

         تحت عنوان “شهيد الرسالة”، أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري، في دارة اليرزة، اليوم، الدورة الخامسة للملتقى السعودي – اللبناني، إحياءً للذكرى الـ33 لاستشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ خالد.

         حضر الحفل التكريمي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلاً بوزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثلاً بوزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن ، ورئيس حكومة تريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثلاً بوزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، إضافة إلى الرئيسين السابقين ميشال سليمان وأمين الجميل، ورئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، العلامة علي حسن الأمين، النائب المُنتخب عماد الحوت، وعدد من السفراء العرب والأجانب وشخصيات سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية.

         وفي كلمة له، استذكر السفير بخاري المفتي الشهيد، قائلاً: “في هذا الحفل، نستذكر علماً من أعلام الدين والفكر، مفتي الوحدة والشراكة الوطنية والسيادة والاستقلال، والوفاء للكبار يفرض علينا السير على خطاهم”.

وأكد أنّ “اغتيال المفتي حسن خالد كان مُقدّمة لاغتيال كل لبنان، الذي يعيش أياماً صعبة على كل المستويات، وفي مُقدّمتها هويته العربية وعلاقته بمحيطه العربي”.

وأردف: “الشعب اللبناني الحر يُهدي لروحك الطاهرة، نتائج الانتخابات المشرّفة، ويزف سقوط كل رموز الغدر والخيانة وصناعة الموت والكراهية”.

دريان: لا ينبغي أن تمر الذكرى دون عبرة وعظة

أما المفتي دريان، وبعد توجيه التحية والشكر إلى السفير بخاري على تنظيم الملتقى تكريماً للمفتي الشهيد، أكد أنّه “ليس غريباً أنْ يدعونا سعادة السفير إلى هذا الملتقى في الذكرى الثالثة والثلاثين لاستشهاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، تحت عنوان “شهيد الرسالة”، لأن للشهيد مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، فكيف إذا كان الشهيد عالما ومفتيا، ورجل خير ومبرّات وعطاءات وإنجازات، على الساحة الوطنية والعربية والإسلامية”.

وتابع: “لا ينبغي أنْ تمر هذه الذكرى لاستشهاد هذا الرجل الكبير، رجل الإسلام والوطن والأمة، بدون عبرة وعظة، وبدون درس وأمل للمسلمين وللبنانيين وللعرب جميعا. وقضية حسن خالد هي قضية كل شهداء الوطن الكبار، قضية بقاء لبنان حرّاً سيّداً ومستقلاً، عربي الانتماء والهوية، وقضية تجدّد الأمل بالوطن والدولة -دولة المواطنة ومؤسساتها- الجامعة في تعددها وتنوعها في إطار الوحدة الوطنية والعيش الواحد، والطموح إلى الغد الأفضل”.

 وختم: “ما زرنا موطناً في العالم العربي أو الأوروبي، إلا ووجدنا ذكرى الكفتي الشهيد حسن خالد شذيّة وحاضرة. وإذا كانت أخلاق المسؤولية هي التي تميّز شخصيته وعمله، فإنّ إطلالته على العرب، انطلقت من عمق الانتماء، والتزامات المصير. فقد قصد مصر، المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات، وسائر الدول العربية، وكان لبنان ونزاعاته وحروبه، والتدخلات الخارجية في شؤونه، هي الهم الدائم في سفراته ورحلاته”.

الأمين: رفض السلاح ولم يخشاه

وفي كلمته، أكد العلامة علي الأمين أنّ “يوم اغتيال المفتي الشيخ حسن خالد كان يوماً أليماً وحزيناً على لبنان وشعبه، فَقَدَتْ فيه الأمة والوطن قامة شامخة في لبنان، وبقي مدرسة تتعلّم منها الأجيال، فقد رأينا أنّ هذه المدرسة التي أسّسها الراحل الكبير مدرسة وطنية عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، واتسعت رقعتها على امتدادا مساحات الوطن، وكثر المنتسبون إليها في كل المناطق”.

وذكّر بأنّ “المفتي الشهيد رفع شعار دولة المؤسسات والقانون مرجعيّة وحيدة، ورفض السلاح ولم يخشاه في تلك المرحلة، كما رفض التقاتل الداخلي، وآمن بمرجعية الدولة وحيدة على كل مسائل الدفاع والأمن والاقتصاد والسياسة، وكل ما يتعلق بدور الدولة تجاه شعوبها، فهو لم يصمت بل رفع الصوت، وإنْ رحل عنّا فقد رحل شهيداً”.

خالد: وحدة المسلمين والمسيحيين مسؤولية وطنية

وكلمة ختام اللقاء، ألقاها نجل المفتي الشهيد رئيس “مؤسّسات حسن خالد الاجتماعية” المهندس سعد الدين حسن خالد، الذي قال: “في 16 أيار/ مايو الجاري حلّت الذكرى الـ33 للجريمة الكبرى التي استهدفت المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، ولا تزال هذه الذكرى خالدة في قلوب وعقول الملايين من جموع اللبنانيين، ليس فقط من المسلمين بل كل مَنْ عرفه أو عاصره وسمع عن تضحياته في سبيل إنقاذ لبنان في أصعب الظروف وأدقّها”.

وكشف عن أنّ “المفتي الشهيد انطلق في حياته يحمل عدّة هموم: وحدة المسلمين، وحدة اللبنانيين، وحدة العرب وعزّتهم ونهضتهم.. فقال: إنّ وحدة المسلمين  مسؤولية مسيحية، ووحدة المسيحيين مسؤولية إسلامية، ووحدة المسلمين والمسيحيين مسؤولية وطنية، وتفرّد منذ أن أصبح مفتياً في العام 1966، في عالم الدعوة بالسماحة والاعتراف بالآخر عبر الحوار الإيجابي للأديان”.

مولوي: لا جفاء بين لبنان والمملكة

وعلى هامش الحفل، نفى الوزير مولوي  في تصريح، “وجود أي جفاء بين لبنان ومملكة الخير”، مؤكداً أنّ “اللبناني وفيّ، ونحن في ذكرى الشهيد المفتي حسن خالد رجل المواقف الجريئة نطلب من الله الخلاص للبنان، وأنْ يُثبّت اللبنانيين على مواقف كمواقفه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *