الجمعيات الإسلامية تكسر المقاطعة وتبحث سبل مواجهة “حزب الله” انتخابياً
مصطفى شريف
كلّما اقترب موعد الانتخابات النيابية، كلما تراجع وهج الدعوات إلى المقاطعة واتجه الناخبون السنة نحو تنظيم صفوفهم للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي في الخامس عشر من أيار الجاري، في انعكاس لفشل حملات عزل أهل السنة عن المعادلة الوطنية ولجعلهم أسرى إشكالٍ شخصي للرئيس سعد الحريري يريد تحويله إلى قضية سياسية.
في هذا الإطار، ذكرت مصادر سياسية مطلعة على اتجاهات الرأي العام في بيروت والمناطق أنّ ثبات اللوائح التي يدعمها الرئيس فؤاد السنيورة وتلك المكوّنة من تحالف الشخصيات المستقلة مع القوات اللبنانية، ومضيّها في حملاتها وتشكيل فرقها العملية من مندوبين وشبكات العمل الانتخابية، أكسب هذه اللوائح ثقة الرأي العام، وأعطاها فرصاً لاكتساب ثقة الجمهور السني.
في المقابل، كلّما عبّر الخارجون من ربقة تيار المستقبل عن الحقيقة والواقع، وهو ما فعله النائب السابق لرئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش في مقابلته يوم الأحد 9 أيار 2022 على قناة “أم.تي.في” عندما قال إنّ الحريري سلّم لبنان من حيث لا يعلم إلى “حزب الله”.. كلّما ازدادت حملة التخوين بحقه من الذباب الأزرق، رغم كلّ ما عبّر عنه علوش من تبريرات لتقصير الحريري وتنازلاته وخروجه من المشهد السياسي بدون خطة للمرحلة التالية.
في هذه الأجواء، تحدّث رئيس جمعية إسلامية كبرى مستقلة في بيروت، عن تنامي اتجاهات المشاركة في الانتخابات النيابية وعن توجه أغلب الجمعيات الإسلامية التي رفضت تأييد تحالفات الجماعة الإسلامية، إلى تشجيع مؤيديها على المشاركة في العملية الانتخابية، مع تحديد التوجه السياسي العام المواجه لـ”حزب الله”، والرافض للصفقات السياسية وللمشاركة مع الحزب في حكوماتٍ تكرّر كوارث الحكومات السابقة.
ويشير رئيس الجمعية الإسلامية المعروف بانفتاحه وحواراته مع الكثير من الجهات السياسية والدينية، إلى أنّ الوضع الراهن دقيق، ولا يسمح أبداً بالتكاسل في مواجهة خطط الاستيلاء على مقاعد بيروت وبقية المناطق من قبل “حزب الله”، الأمر الذي يحتّم استدراك سقطة المقاطعة والعمل على سدّ الثغرات وتوجيه الناخبين في الاتجاه السيادي الذي يراعي هوية بيروت العربية والمسلمة والوطنية.
أصبحت خريطة الهيئات الإسلامية شبه واضحة: الجماعة الإسلامية عزلت نفسها عن بقية الجمعيات من خلال تفرّدها بقرارات الترشيح والتحالفات، بينما تقف جعية الاتحاد الإسلامي برئاسة فضيلة الشيخ حسن قاطرجي، على الطرف المواجهة للاحتلال الإيراني، وهي من أبرز القوى المقاومة لهذا الاحتلال على الساحة اللبنانية، ورغم عدم مشاركتها المباشرة في الانتخابات، إلاّ أنّه سيكون لقيادتها موقف مؤثِّر في 15 أيار، انطلاقاً من قاعدتين:
ــ الدعوة إلى المشاركة وإسقاط المقاطعة.
ــ مواجهة الاحتلال الإيراني.
أما الجمعية الأخرى ذات الثقل الوازن والمهتمة بالانتخابات، فهي جمعية الفتوة، التي يرأسها فضيلة الشيخ محمد أبو القطع، والتي لها صلة طيبة بعدد من المرشحين، وخاصة لائحة “بيروت تواجه” وبالتحديد عضوا اللائحة الدكتور عبد الرحمن المبشر والمحامية زينة المصري، فضلاً عن مروحة واسعة من العلاقات السياسية والاجتماعية.
يبقى موقف جمعية الإرشاد والإصلاح وجمعية إرادة غير متبلور حتى الآن، لكنّ الجميع أصبح في طور الدفع نحو المشاركة الفاعلة في الانتخابات.
