“المشاريع” تاريخ فتنة وقتل وإرهاب واحتلال مساجد
غسل الأدمغة لصالح التطرف الممانع أحد مخاطر الأحباش
الناخب السني مدعوٌ لمحاصرة “السرطان الأصفر” برفع نسبة الاقتراع

أحمد الأيوبي
بينما يخضع الجمهور السني لعمليات الابتزاز السياسي من خلال دعوات المقاطعة التي يطلقها تيار المستقبل عبر مناصريه في المناطق، إلى درجة شراء الأصوات لإلزامها بالمقاطعة، يتسلّل مرشحو جمعية المشاريع (الأحباش) إلى الناخبين بالمال والتضليل الانتخابي من خلال تواجدهم في أكثر من لائحة، لابسين لبوس الاعتدال، ومستفيدين من احتدام الصراع بين التيار الأزرق وبين من يدعو إلى المشاركة، بحيث باتوا يشكلون خطراً جدياً على واقع التمثيل السني في حال تمكنوا من زيادة عدد نوابهم في البرلمان.

لعلّ تقادم الأيام غيّب عن أهل السنة حقيقة الأحباش وحقيقة عقيدتهم التكفيرية وممارساتهم العنيفة ضد مخالفيهم، والأخطر أنّهم مجموعة ذات طابع أمني لا صلة لها بالسياسة ولا تمارس منها سوى توظيف وجودها البرلماني في خدمة النظامين السوري والإيراني، منذ نشأتها وهي مستمرّة على هذا المسار طالما بقيت.
فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين
فيما يأتي سنذكّر بمخاطر الأحباش على أهل السنة، وبضرورة المشاركة لرفع الحاصل الانتخابي لمنعهم من اختطاف التمثيل السني.
جانب الخطورة الأول: هو عقيدة التكفير لجميع من يخالفهم، وهذا يشمل أغلب المسلمين، حتى وصل الأمر برئيسهم الراحل نزار الحلبي إلى تكفير دار الفتوى والرئيس الشهيد رفيق الحريري، فضلاً عن تكفير السلفيين والإخوان المسلمين وغيرهم من المسلمين. ولا يمكن تجاهل وجودهم في جريمة اغتيال الحريري رغم من خلال ضباطهم في الحرس الجمهوري.
ــ العنف عند الأحباش: لا يمكن تصنيف هذه الجماعة سوى أنّها ميليشيا إرهابية مسلحة ولها جناح أمني يعمل لصالح النظام السوري ويتعاون مع “حزب الله” لاختراق الساحة السنية وشرذمتها.
وعلى هذه الخلفية، مارس الأحباش أعمال القتل والاغتيال والسيطرة على المساجد بقوة السلاح في طرابلس وبيروت، وكم سقط في هذه الحرب من ضحايا وشهداء.

لكنّ قوّتهم هذه لا تظهر إلاّ في محاربة أهل السنة، بينما كانت في حالة تواطؤ مع “حزب الله” في 17 أيار 2008، مع العلم أنّ لدى الأحباش مجموعات مسلحة في بيروت ولديها أسلحة متوسطة وفردية أشعلت شوارع العاصمة عند وقوع اشتباكات التنافس على الشوارع والأحياء في العاصمة.
هذا العنف سمة ملازمة للأحباش على المستوى الفردي أيضاً، ويمتدّ داخل الأسر والعائلات عند وقوع الخلاف العقائدي، فيقتل الأخ أخاه نتيجة الاحتقان الناتج عن التحريض، وهو ما حصل مع عائلة الحواط في طرابلس عندما تواطأ أخ وأخته لقتل شقيقهما الذي عارض سلوكياتهما المغطاة بفتاوى الجمعية، فكان مصيره القتل والتقطيع والرمي تحت الدرج..
استعباد قيادات الأحباش لأتباعهم
تقوم هرمية جمعية المشاريع على قاعدة سلب الأتباع لعقولهم وإرادتهم، وتطويعهم على قاعدة الطاعة العمياء التي لا نقاش فيها، مهما كانت درجة هذا التابع في المجتمع: طبيب، مهندس، تاجر، محامٍ.. كلّ هؤلاء يتحوّلون إلى أشخاص مسلوبي التفكير والإرادة، بعد ربطهم بمظومة الولاء المطلق للشيخ رئيس الجمعية، وهذه تربية شديدة الخطورة، لأنّها تخالف مع تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام، على أساس الوعي والفهم والحكمة، وليس على قاعدة غسل الأدمعة والاستغلال، ويحضر هنا قول أبي بكر الصديق رضي الله عندما بويع بالخلافة “أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”.
يشبه الأحباش كلّ التنظيمات المتطرفة ذات الفكر التكفيري في منهجية سلب العقول واستغلال الأتباع وليس من فارق بينهم وبين داعش سوى اختلاف الشعارات الشكلية، لكنّ الاثنين يصبّان في مجرى واحد.
عداؤهم للشراكة الإسلامية المسيحية
ينسى البعض مظاهرة السواطير الذي نظمها الأحباش ضد البطريرك الراحل نصرالله صفير على طريق المطار بعد عودته من جولةٍ خارجية، وهم دائمو العداء لبكركي ولخطها السيادي، وهم ينظرون للمسيحيين على أساس العداوة المنسوبة في عقيدتهم للإسلام زوراً.
الأحباش ليسوا حزباً سياسياً.. إنّهم ميليشيا
لا يتصرّف الأحباش كحزب سياسي، فليس لهم أيّ نشاط سياسي أو تشريعي يذكر من خلال ممثلهم في مجلس النواب، بل لا يكاد يصدر عنهم موقف أو تصريح في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، أو أي شأن من شؤون الناس، وهم لا يقدّمون الخدمات سوى لمن ينتمي إليهم عقيدة وانتساباً، ولذلك نرى فتاويهم التي تكفّر حتى من ينافسهم انتخابياً، وتجعل من يتكاسل عن المشاركة في الانتخابات لصالحهم عاصياً يكاد يخرج من الإسلام.
قد لا يبدو خطر الأحباش الآن داهماً على أهل بيروت وطرابلس وبقية المناطق، لكنّ الجمهور السني سيدرك فداحة استهانته بخطرهم عندما يتضخمون ويتجهون لفرض عقيدتهم بالقوة والعنف وبغطاء من “حزب الله”، وعندما يتوسعون في السيطرة وفرض النفوذ في الشوارع الأحياء، وفي المصالح والأعمال، حيث يتقنون الغشّ والابتزاز، وكم من تاجر منهم نصب على الناس و”خلع” خارج البلد..

لهذه الأسباب وغيرها كثير، أهل بيروت وطرابلس مدعوون للتصدي لهذا السرطان الأصفر المتسلّل بين ظهرانيهم، من خلال رفع نسبة الاقتراع، فيُحصر الأحباش ولائحة الثنائي الشيعي بشكل يمنع لوائحهم من التمدّد في العمق السني وخطف تمثيلنا.
اللهمّ إني قد بلّغت
اللهم فاشهد
