المحامي نبيل الحلبي
بعد إغتيال الرئيس رشيد كرامي , نصحت أجهزة النظام السوري ومعاونيها في لبنان سماحة المفتي الشهيد حسن خالد بعدم الذهاب برّاً الى طرابلس للمشاركة في تشييع الرئيس الشهيد رشيد كرامي , مؤكدين له أنَّ الميليشيات المسيحية قد تتعرض له ولموكبه ولموقعه بإهانات هو بغنى عنها .
في يوم التشييع غادر سماحة المفتي بسيارته الى طرابلس , وفوجئ على الطريق بعكس ما صوّروا له , فكانت عناصر الحواجز الحزبية في كل بلدة مسيحية تؤدي له التحية إحتراماً وبعض العناصر أنزلته من سيارته ودعته الى زيارة البلدات والبيوت تكريماً لمقامه ..
تركت هذه الوقائع أثراً عميقاً في وجدان سماحته وإصراراً على الحوار الوطني لإنهاء الحرب وقطع الطريق أمام العابثين .
وصل سماحة المفتي الى طرابلس ودخل منـزل الشهيد رشيد كرامي , وفوجىء بنائب حافظ الأسد عبد الحليم خدام واقفاً قبالة أعضاء اللقاء الوطني والإسلامي وهم قابعون في اماكنهم ورؤوسهم في الارض وهو يحاضر بهم ويهددهم ويؤنبهم ، ويقول لهم كيف تتجرأون على اختيار سليم الحص رئيساً للحكومة من دون الرجوع الينا ؟!
هنا تملّكَ المفتي حالة من الغضب الشديد , فقاطعَ المصافحين وتوجه الى خدّام بالقول بصوتٍ عالٍ : ” هيدا الكلام مش مقبول , ومش مقبول هالمنظر ! روح خبّر اللي بعتك إنّو نحن منختار رئيس الحكومة , هيدا شأن داخلي عند اللبنانيين وعند المسلمين , إنتَ شو خصّك ؟! “
هنا تدخل الرئيس عمر كرامي والمفتي الصابونجي رحمهما الله ,فقاطعهما سماحته قائلاً :
” هيدا مش مقبول , هيك انتهينا وانتهى البلد ! ما رح رد عليه هلق لأن نحن بحضرة شهيد كبير “
ردَّ عليه خدّام بتهكم وقد أصابته حالة من الإرباك بعد الصخب الحاصل : ” هل مررت على منطقة حالات يا شيخ حسن ؟ هل عبرت سيارتك على دماء الشهيد رشيد كرامي ؟ “