اقامت “جمعية الصداقة اللبنانية السعودية” و”المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية”، بالتعاون مع “رؤية العوربة” ورشة عمل بعنوان: “لبنان والسعودية: نحو شراكة تحفظ التاريخ وتبني المستقبل”، في غرفة التجارة والصناعة في طرابلس بحضور: رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان ممثلا بالاستاذ بشارة خيرالله، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بقائد منطقة الشمال اللواء العميد باسم الأحمدية، النواب: أشرف ريفي، ايلي خوري، النائب اديب عبدالمسيح ممثلا بالسيد سليم بولس، النائب طه ناجي ممثلا بالدكتور محمد ناجي، النائبين السابقين كاظم الخير ورامي فنج، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية السعودية نبيل الأيوبي، مدير عام المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية أحمد الأيوبي، كما حضر مفتي طرابلس والشمال محمد امام ممثلا برئيس الشؤون الدينية في دار الفتوى الشيخ فراس بلوط، مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا ممثلا الشيخ خالد اسماعيل، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس وعكار وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت أدوار ضاهر، رئيس اساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف ممثلا بالمونسنيور جوزيف غبش، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور ممثلا بنائب رئيس المجلس شحادة العلي، مدير مكتب الشيخ قدور الشيخ أحمد عاصي، رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري، نقيب المهندسين شوقي فتفت، نقيب المحامين في الشمال سامي الحسن ممثلا بالمحامية رنا فتفت، والإعلاميان يوسف دياب وجيمي فرنسيس، وحشد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية ومهتمين.
*الأيوبي: كلمة منظمي الورشة
بعد النشيد الوطني وتقديم من الإعلامية سراء طراد، القى رئيس المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية احمد الأيوبي كلمة المنظمين جاء فيها:”نلتقي في هذه الورشة التي تنظمها “جمعية الصداقة اللبنانية السعودية” التي يرأسها الصديق والأخ الأستاذ نبيل الأيوبي، و”المؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية”، بالتعاون والدعم الكبير من رئيس غرفة طرابلس الكبرى الأستاذ توفيق دبوسي، في هذه الورشة التي نريد لها أن تشكِّل نقطة انطلاق نحو أفق جديد في العلاقات اللبنانية السعودية، مبنيّ على رؤية علمية وموضوعية، وعلى الشراكة لا الاستعطاء، وعلى الشفافية لا الفساد، وعلى التطوير واستشراف روح العصر، لا على التخلّف والتقوقع”.
وأضاف:”نلتقي اليوم في ورشة عمل للتفكير لا لتسجيل المواقف، نريد من هذا اللقاء أن يكون باكورة ورش عمل ومؤتمرات ومبادرات تؤسِّس لحراك لبناني وطني جامع يسهم في تشكيل مسار جديد للعلاقات اللبنانية السعودية، بما يحفظ تاريخها العريق وحاضرها الذي نـتمسّك بأن يكون ثابتاً وراسخاً ومستقبلها الذي نريد أن يكون مزدهراً ومتطوراً، كما قال الأمير محمد بن سلمان عندما أطلق رؤيته لمستقبل المنطقة بأن تكون أوروبا الجديدة”.
وذكّر الأيوبي أنّ العلاقات اللبنانية مع المملكة العربية السعودية عانت من سلسلة طويلة من الخطايا التي ارتكبتها جهات لبنانية أساءت إلى هذا المسار الذي طالما كانت فيه السعودية الداعم الأول للدولة والشعب بدون تمييز طائفي أو حزبي أو مناطقي.. ونرجو أن نكون على مشارف انتهاء هذه المرحلة، ولهذا نحن معكم اليوم، لنفكر معاً في كيفية النهوض بالعلاقات اللبنانية السعودية، ليس من منطلق الاستعطاء كما اعتاد البعض، بل من منطلق الشراكة المبنية على المصالح المشتركة، ولبنان لديه مقومات حقيقية للنهوض، من طرابلس الكبرى عاصمة لبنان الاقتصادية حتى آخر نقطة حدودية مع فلسطين”.
وقال:”وفي الذكرى الحادية والثمانين للاستقلال أردناها رسالة محبة واعتزاز للجيش اللبناني تأكيداً على مكانته الثابتة في الوجدان بأنّه عمود اوطن وسياجه، وأنّه الوحيد القادر على حماية لبنان، ونحن نستشرف اقتراب اليوم الذي يبسط فيه جناحيه لتعمّ الشرعية كامل الأراضي اللبنانية.. هذا مع التذكير بأنّ المملكة العربية السعودية سعت إلى دعم جيشنا الوطني من خلال اتفاقيات مشتركة غايتها تطوير قدرات المؤسسة العسكرية لتواكب حاجات لبنان لتعزيز قيام الدولة، وقد عطلها من لا يريد للبلد الاستقرار والازدهار لهذا البلد”.
وختم الأيوبي قائلاً:”إنّنا أصرّينا على عقد هذه الورشة رغم الظروف الصعبة التي تعصف بلبنان، لنقول للبنانيين وللمملكة العربية السعودية إنّنا على يقين بأنّنا سنتجاوز هذه المحنة حتماً، وسيخرج لبنان منها أقوى وأكثر مناعة وأكثر قدرة على صياغة علاقاته العربية باستقلال وحرية ووضوح في الدور التكاملي مع محيطه العربي ومع جواره الإقليمي: دولة سيدة حرة مستقلة”.
*دبوسي: كلمة المجتمع الاقتصادي
ثم كانت كلمة لرئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي قال فيها : ” اليوم وكل يوم نقول ان محور الحياة البشرية والاوطان هي الإنماء والاقتصاد ودائما يجب أن نفكر بالاقتصاد من منظار ماذا يربح الاخر ، وعندما نريد التحدث مع أي بلد يجب أن نرى كيف يمكننا أن نجذبها بمشروع تربح به ويروح به الوطن والشعب اللبناني، دائما وبعد دراسة نؤكد أن لبنان من عاصمتها الاقتصادية طرابلس الكبرى من البترون إلى اقاصي عكار وهي رافعة للاقتصاد الوطني وبإمكان لبنان منها ان يشبك بالشراكات مع المجتمع العربي والدولي وموقعه الاستراتيجي يساعد على ذلك، سيما وان شرق المتوسط يحتاج إلى منصة مرفأ إقليمي دولي ومطار اقليمي دولي وكل ذلك يؤكد أننا نستطيع ان نجذب المجتمع الدولي لنخدم اقتصادات العالم في شرق المتوسط، وهذا الأمر لا يتحقق ان لم يعرف اللبناني ماذا يريد وأن لم نكن متفقين كيف سنطلق لبنان الجديد”.
اضاف: “الحروب لا تطلق اوطانا نحن نعيش بالم على شعبنا الذي يموت في الحرب مع إسرائيل ولكن نحن طلاب امن واستقرار وازدهار، والحروب أكبر من الوطن اللبناني وطننا كبره بعلمه ومعرفته وثقافته وشراكته مع المجتمع الدولي.
نلاحظ ما جرى مؤخرا في انتخابات الولايات المتحدة كيف وقف المرشحون على خاطر الشعب اللبناني والعربي ونحن نريد أن يركب هذة الوطن بأمن وسيادة واستقرار”.
وختم: ” من هنا من غرفة التجارة غرفة كل اللبنانيين وكل الشراكات الدولية من أجل أمن وازدهار لبنان نقول إلى أهلنا أننا نعتمد لغة الحوار والشركة الحقيقية ومشروعنا مشروع شراكة اقتصادية مع المجتمع الدولي لخدمة اقتصادات العالم في شرق المتوسط”.
*خيرالله ملقياً كلمة الرئيس سليمان
بدوره ألقى الأستاذ بشارة خيرالله كلمة الرئيس السابق ميشال سليمان، وجاء فيها:”إذا أردنا التحدث عن المملكة العربية السعودية ودورها في مساعدة لبنان فهي أول دولة عربية اعترفت باستقلال لبنان عام 1943، وهي أول دولة عربية اقامت علاقة وطيدة مع بكركي والمطرانية في لبنان وانطاكيا وسائر المشرق وهي اول دولة عربية أقامت مؤتمراً عام 1976 لوقف الحرب، وفي القمة الثلاثية عام 1989 كان الدور الأساسي للسعودية، واتفاق الطائف الذي أنهى الجرب وكرس المناصفة وأعطى اللبنانيين دستوراً يُعتز به فيما لو تم تطبيقه كاملاً، لأنّه يحصر السلاح بيد الدولة وما احتوجنا اليوم إلى هذه المقدمة.
وأضاف:”وعام 2002 المبادرة العربية للسلام انطلقت من بيروت واقرار حل الدولتين كان بغطاء مباشر من المملكة وكان ولي العهد انذاك الملك عبدالله راعي هذه القمة وللمبادرة التي أعطت الشرعية العربية والسنية لمبدأ لحل الدولتين، ونصل إلى حرب مخيم نهر البارد والدور الاساسي للملكة العربية في دعم السعودية للجيش، ثم بعد اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس، كان هناك دورا اساسيا للمملكة في الوقوف إلى جانب لبنان وفي إعادة اعمار ما هدمته الأيادي التخريبية المغررة في لبنان، ثم عام 2014 وقبيل انتهاء ولاية الرئيس الماروني العماد ميشال سليمان أعطت المملكة العربية السعودية هبةً غير مسبوقة وهي كناية عن اعتماد مالي بـ 3 مليار دولار لتسليح الجيش اللبناني من الدولة الفرنسية وهذا الأمر كان مؤشرا ان دولة سنية وعاصمة السنة في العالم تعطي رئيساً مارونياً أكبر هبة وكان هناك شهران على انتهاء ولايته، بعد ذلك بأشهر قليلة بعد اندلاع المعارك في الجرود أيضا رصدت المملكة مليار دولار نقداً لتسليح الجيش وشراء الاعتدة والذخائر اللازمة، ماذا حصل بالمقابل بدأنا نجاهر بالاتجاه شرقا ونعلق صور الملك على جسر جل الديب ونجيش الجيوش الإلكترونية لمهاجمة المملكة، واليوم وبعد كل ماجرى نرى اللجنة الخماسية التي تعمل جاهدة لانتخاب رئيس للجمهورية وإخراج لبنان من عنق الزجاجة ودور المملكة فيها اساسي لذلك فان دور المملكة مع لبنان من دون أي مقابل لا يعدّ ولا يحصى وصولا إلى الجسر الجوي اليوم فان المملكة تقف إلى جانب الشعب اللبناني من دون تمييز سياسي أو طائفي أو مذهبي، وايضا هناك تعويل كبير على دورها في قادم الأيام بعد انتهاء أزمة اي سلاح غير شرعي وبعد عودة الدور إلى الدولة والى الجيش اللبناني حتى نستطيع بناء دولة قادرة يحصر فيها السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة حتى قيام هذه الدولة وفي هذه الاثناء لا بد من التوجيه لأن نكون كلنا إلى جانب المؤسسات الأمنية الشرعية لاخراج لبنان من محنته ودائما الاتكال على الدول الصديقة وعلى رأسها المملكة العربية.
*الشيخ بلوط متحدثا باسم المفتيين إمام وزكريا
بعد ذلك القى الشيخ بلوط كلمة مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام ومفتي عكار الشيخ زيد بكار وجاء فيها: “ان العلاقة بين لبنان والسعودية الموسومة بمملكة الخير علاقة عميقة في جذورها ترتوي من ماء عذب صافٍ لَا يُكَذِّرُه ماء مالح أجاج … ولا سام خداع.. فأصلها ثابت بالهوية والثقافة والنسب والتاريخ والحاضر والمستقبل، وفرعها في السماء يؤتي أكله الطيبة المباركة كل حين بإذن الله تعالى، لا يؤثر في هذه الشجرة – أي العلاقة – طفيلات طارئة ولا أشواك عابرة، وستبقى ظلالها وثمرها طيباً ما توالت الأيام… بل تنمو وتزداد صلابة وقوة مع التحديات التي تكشف المعادن فيتبين الوفي الأصيل من المخادع المغشوش”.
اضاف: ” ومع تزايد الأزمات والتحديات وآخرها الاعتداء الآثم ومسبباته، كانت هذه المبادرة التي تؤكد على هوية البلد وهواه وأن العلاقة بعمقها العربي والثقافي أصل لا نقاش فيه … ومملكة الخير عنوان هذه العلاقة .. بل هي الروح التي تجعل لبنان ينبض من جديد بعد كل موت سريري يراد له”
ختم:”اليوم نحن نستشعر بوفائنا وضميرنا عمق هذه العلاقة وأهمية بقائها بل وزيادتها لإنقاذ لبنان من الموت المحيط به، والمتغلغل في جنباته، والمرض الكبير المستورد بأسبابه … والذي انتشر في كثير من أعضائه وخلاياه، لكن مع إيماننا بالله تعالى ثم أملنا بالأحرار لا يأس ولا استسلام، ومَن سَخَّر لنا مملكة الخير عبر الأزمان لتكون منقذة للبنان … فإننا كلنا ثقة في عهد ملكها السلمان وولي عهده محمد الهمام – وفقهم الله لكل خير وأبعد عنهم كل شر – فإننا وبكل ثقة متفائلون بدعمهم اللا محدود للبنان وشعبه وإعادة إعماره وفق منطق الدولة الحاضرة القوية لا المغيبة”
*المطران ضاهر
ثم كانت كلمة للمطران ضاهر جاء فيها: ” للبنان والمملكة العربية السعودية تاريخ طويل من العلاقات المتبادلة التي اتسمت بالتعاون الأخوي، فيما خلا بعض المحطات القليلة التي تعرضت فيها هذه العلاقة لانتكاسة وخلل.
فمنذ نشأتها، دأبت المملكة العربية السعودية على انتهاج سياسات رشيدة، عمادها عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وبناء علاقات سلمية وسليمة معها، وهذا ما أتاح لها الانصراف إلى بناء نهضتها العمرانية والاقتصادية، باستخدام الموارد الناتجة عن الطفرة البترولية، ممّا مكّنها من تبوّء مركزٍ متقدمٍ في الاقتصادات العالمية، شكّل لها نفوذًا سياسيًا وازنًا، سخّرتْه لخدمة القضايا العربية المحقّة، التي دافعت عنها، وقدّمت لها شتى أنواع الدعم، وفي مقدمتها قضية فلسطين، فاستحقّت عن جدارة لقب “حامية العروبة”، كما يُسجَّل للمملكة أنها وقفت دائمًا الى جانب لبنان الذي ربطته بها علاقات مميزة. وقفت إلى جانب لبنان الدولة، الى جانب لبنان المؤسسات ولم تُبدِّل في موقفها هذا حتى عندما كان في لبنان حكومتان، لحكم الأمر الواقع زمن الحرب التي عصفت به في السبعينات من القرن الماضي.
وتابع: ..واستمر حرص المملكة على وحدة وسيادة لبنان، من خلال الجهد الديبلوماسي على المستويين الداخلي والخارجي، الرامي إلى إخراجه من أزماته، وإيقاف التعدّيات عليه من قبل العدو الإسرائيلي ومساعدتِه دائمًا، كونه وجهًا حضاريًا في المنطقة، لتنوّع مكوّناته الدينية والثقافية ووجود التعايش الإسلامي المسيحي الذي جعل التآلف ضمن الدولة صاحبة السيادة على كل أراضيها”.
اضاف:” ومن التجلّيات الجديدةِ العهد لهذا الحرص، هو الحراك النشط للسفير السعودي في اللجنة الخماسية، لحث الأطراف اللبنانية لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وتوفيرِ الدعم اللازم من خلال المحافل الدولية والقمم العربية، التي انعقد آخرها في الرياض. كما فتحت المملكة أسواقَها على الدوام لكل المنتجات اللبنانية، الزراعية منها والصناعية بالإضافة الى الكثير من أنواع الخدمات التي تميّز بها اللبنانيون مما شكل دعمًا للاقتصاد اللبناني وخاصة في وقت الأزمات.. واستقبلت المملكة منذ تأسيسها مئات الآلاف من اللبنانيين، ووفّرت لهم فرص العمل على اختلاف أنواعه ودرجاته، فأتاحت لهم، ليس فقط سبلَ العيش الكريم، بل مكّنتهم من تحويل الأموال لذويهم في الوطن. هذه التحويلات المالية كانت دائمًا، ولم تزل تشكّل إحدى الركائز المهمة للاقتصاد اللبناني.
وتابع: دعمت المملكة وشاركت في كل المؤتمرات الدولية التي عقدت لمساعدة لبنان، ومنها باريس 1 وباريس 2، وكانت مساهمتها كبيرة في المبالغ المرصودة. كما أنها قامت بجهود مشكورة في تعزيز الأوضاع النقدية وتثبيت الاستقرار النقدي والمالي، عن طريق الودائع التي وضعتها في مصرف لبنان بتكلفة منخفضة أو معدومة.
وفي كل الأزمات والنزاعات المسلحة والحروب والكوارث الطبيعية كانت المملكة سباقة في تقديم المساعدات الإغاثية على أنواعها، ناهيك عن كمٍ كبير من الهبات التي كانت تتدفق على الدولة اللبنانية وعلى هيئات المجتمع المدني لتُصرَف على البنى التحتية والنواحي التربوية والصحية والعمرانية.
ولكن الإنجاز الأهم الذي قامت به المملكة هو اتفاق الطائف. ذلك الاتفاق الذي أوقف الحرب في لبنان وأسكت المدفع وجمع الأفرقاء اللبنانيين على مبادئ جديدة، شكّلت دستورًا للبلاد، وأدّت الى الاستقرار وإعادة الاعمار”.
تابع : “وفي لبنان كانت النظرة إلى المملكة دائمًا على أنها “مملكة الخير”، وعَرَفَ اللبنانيون بطبعهم المنفتح وطبيعتِهم المضيافة، كيف يوفّرون لأشقائهم السعوديين أسباب الراحة والرفاهية التي ينشدونها. فكان مناخ لبنان، باعتداله في الصيف والشتاء، جبلاً وساحلاً وبحرًا، مقصدًا لهم هروبًا من قسوة الحر في المملكة، بالإضافة إلى توافر كافة أنواع الخدمات والأنشطة الترفيهية التي يرغب بها السائح. ومما ساعد أيضًا في اعتماد لبنان وجهة سياحية، هو عدم وجود عائق اللغة لأن التفاهم والتواصل كان يتم باللغة العربية، وان اختلفت اللهجات بعض الشيء.
وأشير هنا إلى أن لبنان، هذا البلد الصغير بمساحته، يتمتع بمستوى راقٍ جدًا من الناحية التربوية والعناية الصحية، إذ شكلت مدارسَه وجامعاتِه منارةً للمنطقة، كما أنَّ مؤسساتِه الاستشفائية، على اختلافِ وتنوّع اختصاصاتها، تمتّعت بكفاءة طبية عالية، فاستقطبت طالبي العلاج من شتى البلدان، وهذا ما جعل من لبنان بحق مدرسةً وجامعةً ومستشفىً للعرب ولكل من قصده.
ولا يخفى على أحد الدور الإيجابي الكبير الذي لعبه اللبنانيون الذي استضافتهم المملكة في فترة النهضة والعمران. فبما يتمتّعون به من مهارات وكفاءات مميزة في كل المجالات سخّروها لخدمة مضيفهم، وأصابوا نجاحات أكثر من أن تُعَد، أينما عملوا، فذاع صيتُهم على أنَّهم مهرة وأذكياء، وأن وجودَهم في ميدان العمل يشكّل إحدى ضمانات نجاحِه”.
وختم :” إنَّنا في لبنان، نتطلع قدمًا إلى الارتقاء بالعلاقات مع المملكة إلى مستويات أفضل، لأن ذلك يصبّ في مصلحة البلدين، ويعود بالخير والفائدة على الشعبين الشقيقين. لاسيّما أننا مقدمون على إعادة اعمار البلد بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي عليه، ولا يخفى على أحدٍ منّا أهمية الدور السعودي في ذلك”.
*المونسنيور غبش متحدثاً باسم المطران سويف
ثم كانت كلمة المونسنيور جوزيف غبش ممثلا المطران سويف جاء فيها: “ان لبنان وطن صغير، لكن رسالته كبيرة، ورسالة لبنان في هذا المحيط العربي هي التعددية في الوحدة، التعددية الثقافية والدينية. لقد كانت لملوك المملكة العربية السعودية وأمرائها وأبنائها في لبنان بيوت وقصور. أحبوا لبنان وأحبوا العيش فيه، وهم يتشوقون لأن يعود لبنان إلى استقراره وأمنه، ليستعيدوا جمال الحياة في الربوع اللبنانية.
أن علاقات الصداقة بين المملكة ولبنان متأصلة في التاريخ. ولقد استقبلت المملكة السعودية أبناءنا بكل ترحاب لذلك اعتبروها وطنهم الثاني، وكل ذلك لما وجدوا فيها من استقبال حار وكرم وارض معطاء لأن الأشقاء السعوديون يبادلوننا الحب والاحترام والمحبة.
تحية إلى المملكة العربية السعودية التي كانت دائماً إلى جانب لبنان في جميع مراحله الصعبة والأوقات، ولم تخذله مرة في التقلبات السياسية الصعبة والقاسية، وفي التدهور والأزمات الاقتصادية الشاقة، وفي الأوضاع والهزات الأمنية العسرة في لبنان كانت المملكة حاضرة وإلى جانبه، وكانت المملكة حاضرة دوماً لتقف وتعضد لبنان، هذا الشقيق الصغير، والتي تؤمن به أنه صاحب دور كبير ورسالة كبيرة”.
اضاف: “ان علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة، فالسعودية بالنسبة للبطريركية هي السعودية. نحبها كما هي ولا ننظر إليها من خلال خياراتها السياسية ومواقفها القومية وعلاقاتها العربية والدولية.. علاقتنا بها تتخطى المحاور إلى محور جامع هو الشراكة المسيحية/ الإسلامية فاحد بواعث خيار الكرسي الماروني للبنان الكبير بفناه التعددي هو أن يكون امتدادا المحيطة من دون أن يكون نسخة عنه أو يذوب فيه.. فهذا تاريخنا ونهجنا، وهذا وعدنا للبنانيين والسعودية والعرب والعالم، وهذا وعد المملكة للبنان، فالعلاقات بين المملكة والبطريركية في استشراف دائم للآتي من الأزمنة بما تحمل من أخوة وتضامن واحترام. وأهمية التضامن أن يتجلى في الصعوبات.
وأضاف:”تحمل المملكة السعودية تراث دين وشعب، وتكتنز البطريركية المارونية تراث شعب ناضل من أجل الله ولبنان فعلى قرع الأجراس ولحن الاذان يسير لبنان في هذا الشرق أخا للعرب ومناصرا للحق. هكذا تدرك مدى محورية دوري المملكة السعودية والبطريركية المارونية في لبنان والمشرق والعالم العربي.
سنحافظ على هذه الأخوة والصداقة مع المملكة بالأفعال، وهذا يتجسد بمعنى الصداقة الحقيقية أي بالرحمة والود والنقاء. هذا ما تراه في هذه الأزمة القاسية التي يمر بها لبنان، والاحتضان التي تقدمة المملكة من خلال تواصل قوافل الإغاثة السعودية التدفق إلى العاصمة اللبنانية بيروت إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفي الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء”.
وختم : “مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء، واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة، والتزام مفهوم السيادة والاستقلال، مع السعودية برزت العروبة عاطفة سخية لا مشروعا عقائديا يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية ويختزل القوميات والهويات.. مع السعودية احتجب البعد الجغرافي أمام خبرة العقل والقلب”.
*المجلس الإسلامي العلوي
كلمة رئيس المجلس الإسلامي العلوي ألقاها الشيخ أحمد عاصي قال إنّ الحديث عن العلاقات اللبنانيّة السعودية هو حديثٌ عن أخوة صادقة بين شقيقين وجدت منذ أن ولدا، وامتدت لسنوات طوال كانت فيها المملكة العربية السعودية الداعم و الحاضن و المساعد للبنان في كل أزماته ، وكانت دائما جزء من الحل وستبقى إن شاء الله، فمنطلق هذه العلاقات هو الاخوة الصادقة بين البلدين وهذا سر خصوصيتها.. ولا يستطيع أحد أن ينكر دور المملكة في ارساء السلم الأهلي في لبنان، وذلك من خلال رعايتها ودعمها لاتفاق الطائف ومندرجاته، حيث كان بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان .
وأضاف: بالحديث عن اتفاق الطائف لا بد من أن نرحب بعودة التقارب السعودي السوري بين الرياض ودمشق، وما شاهدناه في القمتين العربية و الإسلامية يبشر بخير كثير، ويبعث الامل من جديد، فجزء كبير من استقرار لبنان وازدهاره يكمن في علاقات سوية، عربية عربية، ثابتة مستقرة، وخصوصا بين هذين البلدين الشقيقين .
وأكّد أنّ لبنان دائما يعوّل على دور فاعل للمملكة في إعمار بنيانه وازدهار اقتصاده وخصوصا في ظل رؤية استراتيجية اقتصادية لصاحب السمو الملكي وولي عهدها الامير محمد بن سلمان، وكما هو الحال في كل الازمات التي تعصف بلبنان نجد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول المساعدة و المانحة و المغيثة للبنان، ونتمنى زيادة الدعم و العطاء وخصوصا في ظل هذه المحنة التي يتعرض لها لبنان كل لبنان ، فخيمة العربية السعودية وارفة الظلال ثابتة الأوتاد كما عهدناها دائماً .
*الشيخ الجوهري
رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري قال إنّ العلاقات مع المملكة العربية السعودية هي العمود الفقري في علاقات لبنان الخارجية، ولا يمكن تصوّر نهضة البلد بدون علاقات مميزة معها، لافتاً إلى أنّه ناضل في البيئة الشيعية للحفاظ على هذه العلاقات الطيبة، لكنّه لفت إلى ضرورة الانتباه إلى خطورة العدوان الإسرائيلي المتمادي وتأثيره على العلاقات الوطنية، بحيث لا يصح عزل طائفة بأكملها نتيجة الصراع السياسي القائم في البلد، مؤكداً ضرورة تطبيق اتفاق الطائف وقيام الدولة القوية العادلة التي ترتبط بأفضل العلاقات مع محيطها العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية.
*النائب ريفي
النائب اللواء اشرف ريفي قال: بداية اريد ان اطمئن الشيخ عباس الجوهري إلى أنّ الشراكة الوطنية اللبنانية المسيحية لا تستثني احداً ولا تعزل احداً فهناك وعي كامل لهذا الأمر، نحن ضد المشروع الايراني ولسنا ضد الشيعه نهائياً نحن شركاء واياكم الندّ للند واليد باليد وان شاء الله الكتف على الكتف.
وقال:”صاحب الفخامه اصحاب المعالي والسعاده اصحاب السماحه والسياده والفضيله ايها الحضور الكريم نلتقي اليوم في طرابلس مدينتنا الحبيبه طرابلس الفيحاء طرابلس مدينة الوطنية والعروبة طرابلس مدينة الشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين نلتقي للمشاركة في ورشة عمل بعنوان:”لبنان والسعودية نحو شراكه تحفظ التاريخ وتبني المستقبل”. نعم شراكة التاريخ المشرق والمشرف وبناء المستقبل الواعد والواثق وهذا الامر ليس جديدا. فالشراكة حقيقية بين الاشقاء في كتاب التاريخ الذاخر وبداية مستقبل واعد في منطقتنا التي يشكل لبنان قلبها النابض وقد أخذ وطننا لبنان عبر التاريخ مكانة مميزة عند الشعب وقيادة المملكة العربية السعودية ولا يخفى على احد العناية الكبيرة والرعاية الخاصة التي حظي بها لبنان من الاخوة السعوديين منذ نيلهم الاستقلال الذي صادفت ذكراه امس ذكرى مرت بألم وحسرة وغصة كبيرة ان التاريخ العلاقات اللبنانية السعودية شاهد على الاحتضان السعودي للبنان من خلال الرعاية والدعم والمساندة في مختلف الظروف التي مرت على وطننا من حروب وازمات وفتن وصراعات واعتداءات وكوارث لقد شكلت المملكة العربية السعودية منذ تاسيسها العمق الاستراتيجي للبنان كما للعالم العربي وللامة الاسلامية اذ ان احتضان المملكه ورعايتها وخدمتها للمقدسات الاسلاميه وخاصه مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة التي هي قبلة المسلمين اجمع في العالم.. جعل من المملكه محط انظار وتطلعات جميع المسلمين في العالم.. والمملكه لم تتاخر ابدا ولم تتوان عن الوقوف في جانب القضايا المحقة والمصيرية للعرب والمسلمين واولها قضيه العرب الاولى وقضية المسلمين والاحرار في العالم وهي قضية فلسطين والشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه من الكيان الغاصب.
وأضاف: اما بالنسبه للبنان وفي مختلف الظروف وخاصة الظروف الصعبة كانت المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا الى جانب لبنان ولا يخفى على احد احتضان اللبنانيين في رحابها وتنظيم الدعم السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية والاقليمية كما في التواصل مع جميع القوى اللبنانية لرأب الصدع، فوضعت وثيقةُ الوفاق الوطني في الطائف حدا للقتال وانهاء للصراع وحقنا للدماء واعادت انتاج السلطة وبناء الدولة والمؤسسات، ولكن ارتباط بعض القوى بالمشاريع الخارجية اعاق استمرار مسيرة هذه الدولة. لقد عملت المملكة العربية السعودية دائما على لمّ الشمل ورص الصفوف ووأد الفتن بين مختلف القوى اللبنانية ولم تتخذ المملكة من لبنان ساحة للصراع او لتوجيه الرسائل للاخرين كما يفعل البعض وترفعت المملكة عن كل اشكال التهجم والتطاول والاساءة حرصا على لبنان واللبنانيين ونحن كما المملكة نعتبر ان هذه الاصوات هي اصوات شاذه خارج عن ادبيات واخلاق اللبنانيين ولا تعبر عن اصالة الشعب اللبناني واخلاقيته وهي سوف تصمت عاجلا او اجلا والعلاقه بين لبنان والمملكة العربية السعودية اقوى من أصوات الشرمذة والانقسام والتفتيت.
وأضاف: كذلك فان المملكة عبر عقود من الزمن شاركت ولا زالت في ورش الاعمار التي احتاجها لبنان عقبه كل حرب وعدوان صهيوني او غيره على ارضه وشعبه كما تحرص المملكه على رعاية الاقتصاد اللبناني وحمايته من الانزلاق والتدهور.
وختم قائلاً: اتوجه بالتحية القلبية الكبيرة الى المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا. كما اوجه الشكر لكل من ساهم في تنظيم ورشه العمل هذه واخص بالشكر رئيس جمعية الصداقة اللبنانية السعودية الصديق الاستاذ نبيل الايوبي والشكر موصول ايضا لمدير عام المؤسسة اللبنانيه للاعلام الاستاذ احمد الايوبي وفقنا الله واياكم لما فيه خير للبنان وخير للمملكه العربيه السعوديه عاشت المملكه العربيه السعوديه وعاش لبنان.
*النائب الخوري
شدّد على أهمية انعقاد الورشة في هذه الظروف الصعبة، داعياً إلى التفاؤل رغم المصاعب، ودعا إلى البحث عن الحلول والتفكير في اليوم التالي وهنا تكمن أهمية العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية التي لها تاريخها المشرف والمضيء عندما وقفت المملكة إلى جانب لبنان في كلّ أزماته، سواء خلال الحرب الأهلية وصولاً إلى الأزمة الأخيرة اليوم، فلولا دعمها وبقية دول الخليج لما كان بإمكان لبنان الصمود في وجه المحنة الحالية، لكنّ من الضروري التفكير بالمستقبل وبموقع العلاقة مع المملكة في إعادة بناء الاستقرار اللبناني وبناء الدولة والاقتصاد، وأهمية هذه الورشة أنّها تسلّط الضوء على العلاقة المستقبلية التي من شأنها تطوير دور لبنان الإقليمي وتطلق نهضته المبنية على قيام الدولة والتعاون الاستراتيجي مع المملكة.
النائب السابق كاظم الخير
النائب السابق كاظم الخير كلمة شكر فيها الجمعية الداعية والغرفة، وخص بالشكر توفيق الدبوسي “الذي جعل من هذه الغرفة قاعة حوار وطني جامع”.
وقال: “نحن أبناء قضاء المنية- الضنية وأبناء طرابلس وعكار، لن نقبل ببناء هذا البلد إلا متضامنين مع بعضنا البعض ومع كل أطياف هذا المجتمع، فهذا هو تاريخنا ومستقبلنا”.
أضاف: “علاقتنا مع المملكة العربية السعودية بدأت قبل اتفاق الطائف بكثير، ولم تنته بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما زالت مستمرة، فهي علاقة أخوة، وعلينا كلبنانيين بكل أطيافنا أن نتكاتف للخروج من المأزق ومن الأزمات، ولا يكون ذلك الا بتطبيق بنود اتفاق الطائف”.
وتابع: “القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً، ولبنان أدى قسطه للعلا، وما زال، ولكن الأساس أن نبني البلاد بناء سليماً، ويكون ذلك ببناء الدولة الراعية لجميع أطياف المجتمع اللبناني و مكوناته، واتفاق الطائف هو الحلّ والباب للخروج من هذه الأزمة”.
*العميد خليل الحلو
العميد المتقاعد خليل الحلو شكر المنظمين على دعوته للمشاركة في الورشة معرباً عن حبه العميق لطرابلس مدينته الثانية التي خدم فيها خلال خدمته في الجيش ستّ سنوات.
وعن العلاقات العسطرية بين لبنان والمملكة العربية السعودية قال حلو إنّ هبة المليارات الثلاث للجيش جرى إجهاضها، وحصل لبنان على نصف هبة المليار الرابع وبفضلها أصبح لدى الجيش اللبناني سلاح طيران، بينما ذهب النصف الآخر لقوى الأمن الداخلي.
وذكّر بأنّ المملكة اليوم هي الاقتصاد السابع عشر في العالم وتستعد للصعود لتكون بين الاقتصادات الخمسة عشر الأولى في العالم، وهي تبني القوة العسكرية الأولى في المنطقة، وكانت لديها في العام 2022 ثالث موازنة عسكرية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين، وسبق للمملكة أن أنشأت عام 2017 مؤسسة للصناعات العسكرية ووقعت عقوداً مع شركات روسية لتصنيع صواريخ “إس. 400″ و”كورنيت” وصواريخ قريبة المدى وأسلحة خفيفة، كما وقعت عقوداً مع شركات فرنسية لتصنيع أسلحة مضادة للطائرات ورادارات تستطيع التقاط القذائف الصغيرة وقاذفات صواريخ وذخائر جوية ذكية فرنسية، ووقغت أيضاً عقوداً مع شركات أميركية لتصنيع مختلف أنواع الذخائر والأسلحة، ومع شركات إسبانية لبناء أسطولين بحريين: الأول للخليج العربي والثاني للبحر الأحمر.
وتابع: نتحدث عن دولة عظمى، عن القوة الإقليمية الأولى في العالم العربي اليوم، وستصبح أقوى في المستقبل القريب، وبالتالي، فإنّ الصناعات العسكرية في المملكة، التي ستوظف سنة 2030 أربعين ألف سعودي، نعتقد أنّه سيكون هناك مكان للبنانيين بينهم، وبدلاً من التفتيش العبثي عن مساعدات عسكرية للبنان والذي لا تتعدى ميزانتيه العسكرية الملياري دولار في أحسن الأحوال، ولا تكاد تكفي للمعاشات الحاجات الأساسية للعسكر.
وأوضح أنّ أسلحة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى تأتي كمساعدات من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية وصمود الجيش اليوم قائم على هذا الدعم.
وتوجّه الحلو إلى صانعي القرار، وخاصة إلى النواب المشاركين في الورشة، بالقول: إذا أردنا أن يكون لنا مكان في العام 2030 في الشرق الأوسط المقبل، الذي ستكون السعودية ركنه الأساس، لدورها الإقليمي والدولي، سياسياً واقتصادياً، ونستطيع لبنانياً حجز مكاننا من خلال تطبيق اتفاق الطائف والعلاقات الجيدة مع المملكة، وأيضاً بالتطلع إلى كيفية صياغة شراكة عسكرية مع السعودية لأنّ أعداءنا مشتركون مصالحنا مشتركة.
*نوفل ضو: رؤية العوربة
المدير التنفيذي لـ”رؤية العوربة” نوفل ضو قال في اتصال عبر تطبيق “زوم”:أصحاب الدعوة السيدات والسادة الكرام تمنيت لو كنت بينكم في طرابلس الحبيبة في هذا اللقاء لكن ظروف السفر استدعت أن تكون مداخلتي مسجلة ومشاركتي عن بعد إن البحث في العلاقات اللبنانية السعودية في هذه المرحلة يعدو كونه مجرد بحث في تاريخي وحاضر علاقات ثنائية بين بلدين ليكون بحثاً عن خريطة طريق مستقبلية للخروج من الأزمات ليس فقط في لبنان وإنما في كل الدول العربية المأزومة كسوريا والعراق واليمن واليبيا والسودان وفلسطين وغيرها إن العلاقة مع المملكة العربية السعودية هي الممر الحكمي للإجابة على السؤال المتعلق باليوم التالي للحرب في لبنان والدول المذكورة انطلاقاً من تجارب أوروبية مماثلة في القرن الماضي. لقد وجدت القارّة الأوروبيّة نفسها بعد الحرب العالمية الثانية منقصمة بين شرقية تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي والشيوعية وغربية مدمرة وغارقة في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والفقر الذي يعتبر البيئة المفضلة لانتشار الشيوعية مما كان يمكن أن يفتح المجال أمام الاتحاد السوفياتي لأن يربح في السلم ما لم يتمكن من الحصول عليه في الحرب فكان خيار أوروبا الغربية بتبنى الخيار الأمريكي القائم على الليبرالية السياسية والرأسمالية الاقتصادية كأساس لشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة في مقابل الحصول على مشروع مرشال الأمريكي الذي أعاد إعمار أوروبا الغربية وأخرجها من أزماتها وأسس لقيام السوق الأوروبي المشتركة ومن ثم الاتحاد الأوروبي الذي أصبح قوة سياسية وإقتصادية وعسكرية شكلت نظاما أقليميا شريكا فاعلا في النظام العالمي وفي العقد الأخير من القرن العشرين ومع سقوط جدار برلين والاتحاد السوفيتي وحلف وارسو وجدت دول أوروبا الشرقية نفسها يتيمة خارج النظام العالمي بعدما تحول هذا النظام إلى أحادي بقيادة الولايات المتحدة إزاء هذا الواقع اتخذت معظم دول أوروبا الشرقية خياراً واضحاً بالانضمام إلى العولمة والنظام العالمي الجديد من خلال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فمدد دول الاتحاد بقيادة كل من فرنسا وألمانيا يدها لدول أوروبا الشرقية وساعدتها على بناء الأسس السياسية والأقتصادية لشراكة كاملة مع الاتحاد الأوروبي ومن خلاله مع النظام العالمي الجديد أما من أصر من دول أوروبا الشرقية على البقاء خارج الاتحاد الأوروبي والنظام العالمي الجديد كيوجوسلافيا السابقة فغرقت في الصراعات والحروب الدينية والعرقية والمجازر والدمار والفقر وانتهى قادتها السياسيون والعسكريون أمام المحاكم الدولية سجناء أو منتحرين وها هي اليوم هذه الدول متفرقة ومشرذمة تعود متأخرة ثلاثين عاما إلى خيار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كطريق إلى العولمة يشبه وضع لبنان والدول العربية المأزومة اليوم وضع دول أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية ووضع دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فمع سقوط النمادج المتعددة من العروبة الأيديولوجية نتيجة لسقوط الاتحاد السوفياتي سعت الأيديولوجيات الدينية إلى ملء الفراغ في الدول العربية التي كانت متحالفة مع الاتحاد السوفياتي بحجة مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مستفيدة من نظرية صراع الحضارات والأديان فتمددت الأيديولوجية الخمينية تحت شعار تصدير الثورة في دول عربية عدة وأيقظ صعود الأيديولوجية الشيعية الأيديولوجيات السنية في المنطقة التي استفادت من وجود الإخوان المسلمين في الحكم في تركيا ومن الحرب الأمريكية على العراق ومن الربيع العربي للتمدد الاجتماعي والسياسي والعسكري. في المقابل تمكن أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذين نأوا بأنفسهم منذ قيام دولهم عن الأيديولوجيات السياسية تمكنوا من التصدي لمحاولات الأيديولوجيات الدينية التمدد في مجتمعاتهم وركزت قيادات دول مجلس التعاون الخليجي في العقدين الماضيين على خطط التنمية الاقتصادية واعتمدت سياسات الانفتاح والحوار الديني والحضاري وصولا إلى بناء شركات استراتيجية مع الدول الكبرى ومواقع القرار الدولي بعيدا عن الصراعات الأمريكية الروسية الصينية على بنية النظام العالمي وتركيبته في زمن العولمة ونجحت هذه الدول في بناء نواة نظام عربي جديد على أسس التنمية الإقتصادية والشركات الدولية المتكافئة وهكذا باتت الدول ومجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية قادرة على أن تقدم للدول العربية المأزومة ما قدمته الولايات المتحدة لأوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية وما قدمته فرنسا وألمانيا لدول أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
وختم ضو بالقول: عبّر ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان عن استعداده وتطلعه لمد يد العون إلى الدول العربية المأزومة من خلال شعاره الشهير أريد أن أرى الشرق الأوسط في الخمسين سنة المقبلة أوروبا جديدة مما يضع هذه الدول ونحن من بينها أمام تحدي حسم خياراتها الإسراتيجية فإما أن تخطو خطوات مماثلة لخطوات مصر والأردن في بناء شركات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وبالتالي مع النظام العربي الجديد وأما أن تختار الإستمرار في التخبط في حروبها وفي أزماتها السياسية والإقتصادية وفي البقاء على هامش الحداثة والنظام العالمي الجديد أتمنى عليكم في هذا اللقاء أن تأخذوا هذه المقاربة في الاعتبار خلال مدولاتكم وفي توصياتكم لأن الحلول لأزماتنا تمر حكماً بخيار واضح نتخذه بالإنضمام إلى النظام العربي الجديد والمفهوم الجديد للعروبة الذي أسميه العوربة أي العروبة المعولمة والذي يتخلى عن الأيديولوجيات السياسية والدينية ويستبدل العروبة الثورية بالعروبة التطويرية والعروبة الاشتراكية بالعروبة التشاركية والعروبة الاندماجية التذويبية بالعروبة التعددية القائمة على الحياة الكريمة للإنسان واحترام حدود الدول وسيادتها واستقلالها وأنظمة الحكم فيها والخصوصيات السياسية والدينية والقومية والثقافية والحضارية لشعوبها.
*الإعلامي يوسف دياب
الإعلامي يوسف دياب قال إنّ العنصر الأساس للنهضة في لبنان ولاستكمال الشراكة اللبنانية السعودية هو العودة إلى اتفاق الطائف وروحيته وتطبيقه بحذافيره، ولو أنّ اللبنانيين طبقوه منذ العام 1990 لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من حروب وأزمات. فمشكلتنا أنّ هناك قوة كانت أكبر من الدولة واستقوت عليها وأوصلتنا إلى الواقع الراهن.. وخلاصنا اليوم بأن نعود إلى الرؤية الحقيقية التكاملية بين لبنان والمملكة العربية السعودية ونذكر كلمة الأمير محمد بن سلمان في أحد المؤتمرات التي قال فيها إنّ دول الخليج العربي ولبنان وبقية الدول العربية ستكون أوروبا الجديدة، وهو ما بدأ يتحقّق من خلال النقلة النوعية والتطور والانفتاح وتكوين الدور الإقليمي المتقدّم، والذي استند ليس على المال والثروات، بل على مكافحة الفساد والاستثمار في الطاقة البشرية الشابة التي أحذت دورها في عملية التنمية والنهوض في المملكة.
ما نطمح إليه في لبنان أن تمرّ هذه الحرب وأن نعود جميعاً إلى فكرة بناء الدولة على أسس المواطنة والتوازن وأن تكون الدولة هي الراعية للجميع، وهنا نريد تأكيد الحرص على جميع المكونات ورفض فكرة إقصاء أي طائفة وخاصة الطائفة الشيعية التي نؤمن أنّ خيارها ليس خيار الحرب، بل خيار الاستقرار والدولة.
*الفنان كميل حوا
وكانت كلمة مسجلة للفنان كميل حوا جاء فيها: يطيب لي أن أرسل هذه الكلمة الموجزة لمناسبةٍ لأطرافِها الثلاثة أثر العميق في نفسي: الوطن الغالي لبنان، المملكة الحبيبة ومدينة طفولتي طرابلس التي شاءت الصدف أن أعود إليها بعد 20 عام لأختار رفيقة عمري
وأضاف: تجربتي في المملكة بدأت حين رحلت إلى جدّة إبان الإجتياح الإسرائيلي الأول وفي جدّة أسست أول دار للتصميم الغرافيكي العربي المحترف السعودي وهذه الدار التي استمرت أربعة عقود وتركت أثرًا عميقًا في الذائقة العامة وفي مجال التصميم الطباعي والإعلان الفني وغيرها كانت سباقة في الاهتمام بالخط العربي و بالحرف العربي ويمكن القول أنها مثلت ظاهرةً فريدة في أنها امتلكت جميع أدوات وقيم التصميم المعاصر من جهة وشغف ثقافي عربي عميق من جهة أخرى، وكانت تلاقي تشجيعا كبيرا أينما اتجهت في المملكة إلى أن حط بها الرحال في شركة أرامكو، كبرى الشركات حيث تولى المحترف إعادة تصميم مجلة الشركة الثقافية العريقة “القافلة” وتولى إصدارها تحريراً وتصميماً طوال عقدين من الزمن وهذا المنعطف وسع أفاق التجربة فحققت الدار المكانة التي خولتها إلى أن تعمق جذورها ودورها الوطني وذلك بأن تتحول إلى بؤرة تأهيل وتنمية للكفاءات السعودية الشابة والحقيقة أن هذا التوجه بدأ يتحقق بشكل تلقائي بسبب طبيعة علاقة المحترف بالحياة السعودية وبخاصة الفنون ومجالات الإعلام والنشر وغيرها فعلى سبيل المثال بدأنا حين لم يكن هناك أي مصور سعودي شاب يعمل في أي مؤسسة إعلام أو صحافة أو نشر باكتشاف كفاءات سعودية شابة وخصصنا لها فاصلاً خاصاً في مجلة القافلة ننشر أعمال مصور تلو الآخر ثم تبعت هذه المبادرة تحقيق مشروع كبير وأصدار كتاب بعنوان المملكة بعدسات شبابها شارك في هذا الكتاب حوالي 90 مصور ومصورة وعند اطلاقه اعتبره العديدون نقطة التحول في تاريخ التصوير الفوتوغرافي السعودي وبعده بسنين أصبح هؤلاء المصورين ومصورة منتشرين في كل المؤسسات كما أننا أصدرنا في نفس السياق أول كتاب ذات مستوى عالمي للفن التشكيل السعودي تشكيليون السعوديون اليوم.
ومع مرور السنين أصبح اسم المحترف علامة بين الشباب والشبات الذين يهمهم هذا المجال وأصبح الانضمام إلى المحترف حلم كل خريج وخريجة تصميم غرافيكي في أي معهد أو جامعة كما كان للمحترف فتوحات أخرى أولها إصدار مجلة ثقافية للسياحة في المملكة وهي مجلة ترحال كان المعترف السعودي شديد الإيمان بأن السبيل الوحيد لإغناء مسيرته هو اكتشاف كفاءات سعودية شابة يتعاون معها أو يضمها إلى صفوفه فتكون فرصة لتطوير مواهبها وقدراتها وكم من هؤلاء شق طريقاً فنيا لنفسه فيما بعد ومنهم من أصبح في عداد الفنانين في مختلف مجالات الفنون التصميم والتصوير والفن التشكيلي وغيرها
وختم بالقول: إسمحوا لي أن أبين سبب عدم حضوري شخصياً لإلقاء هذه الكلمة ألا وهو أني استدعيت إلى جدّة كي أتولى الإشراف على مناسبة تكريمية هامة لسمو الأمير خالد الفيصل الذي خص بيروت بإحدى أهم مبادراته ألا وهي مؤسسة الفكر العربي منذ عقدين من الزمن ولا تزال إلى اليوم أذكر هذا لأؤكد على النظرة الخاصة التي يحملها قادة المملكة وأهلها إلى لبنان من جهة وعلى تقديرهم للذين يقدمون إلى المملكة عملاً بناء قيماً من جهة أخرى. وإذا كان في لقائكم هذا التفاتة مستحقاة إلى هذه العلاقة التاريخية المستمرة بين البلدين في كل وقت إلى أنه يعقد اليوم في لحظة تكاد تكون فيها بالنسبة للبنان مصيرية لسببين أولهما الحال التي وصل إليها لبنان والثاني أن المملكة العربية السعودية تكاد اليوم أن تلخص الوضع العربي برمته والسلام.
*مصطفى الدهيبي: تجمع صناعيي وتجار المنية
رئيس تجمع صناعيي وتجار المنية مصطفى الدهيبي قال: أود ان اشكر جمعية الصداقه اللبنانية السعودية والمؤسسة اللبنانيه للاعلام على هذه الدعوه. كما اتوجه بالشكر الى رئيس غرفة الصناعة والتجاره السيد توفيق الدبوسي على دعمه واحتضانه لنا ولهذه الجمعيات.
وأضاف: نحن كتجمع قد بدأنا بالعمل الحثيث منذ أكثر من ربع قرن الى تحسين العلاقات بين الصنايين والتجار فيما بينهم وبين المستهلك من خلال اللقاءات والندوات والمعارض السنوية المتكررة حيث كان لها الأثر الكبير في تطوير الصناعات والترويج لها.. وبالرغم من الاوضاع الاقتصادية والحروب المتكررة، فاننا مصرون على المضي قدما من اجل التصدير والازدهار نحو الرقي ببلدنا لبنان مادين ايدينا للجهات المختصه للعمل على مساعدتنا للتصدير نحو الاسواق الخارجيه والعمل على ايجاد بنى تحتيه تساعد على تطوير الصناعات المحلية، مؤكدين أنّ التعاون الاقتصادي مع المملكة هو بوابة الازدهار للبنان.
*العميد ضاهر
آخر الكلمات كانت للعميد المتقاعد خالد ضاهر أحد فعاليات عكار ورئيس جمعية “نور السعادة” أكّد فيها على ضرورة العمل الجاد للوصول إلى أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وعلى أهمية المبادرات الوطنية والمدنية والاقتصادية والثقافية في تعزيز هذا الاتجاه.
في الختام شكر الأيوبي جميع المشاركين في الورشة والذين لم تسمح لهم الظروف القاهرة بالمشاركة معلناَ باسم جمعية الصداقة اللبنانية السعودية والمؤسسة اللبنانية للإعلام والتنمية أنّ التوصيات ستصدر في وقت لاحق على أن تكون بداية مسار متواصل من العمل لتطوير العلاقات بين لبنان والسعودية.