في الذكرى الحادية عشرة لجريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى إستذكر رئيس التجمع اللبناني للعدالة والإنماء الدكتور بلال هرموش آلام أهل طرابلس ونزيفها الذي لم يتوقف رغم انتهاء الحرب الأهلية وتعرّض المدينة لسلسلة من الاستهدافات الأمنية والحملات السياسية والإعلامية التي سعت إلى تشويه صورتها وضرب اقتصادها وخنق فرصها في النهوض واستعادة دورها الوطني والعربي، مشيراً إلى أنّ أبشع ما في جريمة تفجير المسجدين هو ذلك الإصرار على القتل والإرهاب من النظام السوري وتورّط بعض الشركاء في الوطن وسكوت بعضهم الآخر أو حتى شماتته بما حلّ بأهل المدينة الصابرة من مصاب مفجِع.
وسأل هرموش الله الرحمة لأرواح الشهداء الذين قضوا في هذه الجريمة من أطفال وشيوخ وشباب وتوجّه بالمواساة لذويهم ولأهلنا الذين أصيبوا مؤكداً أنّهم سيبقون دائماً في وجداننا مستذكراً التقصير الكبير للدولة ووزاراتها المعنية في مداواة جراحهم وخاصة أولئك الذين أصيبوا إصابات دائمة أصابت حياتهم بالإعاقة والضرر.
وأسف هرموش لأداء الدولة في سلوكها السياسي والأمني والقضائي الذي خضع لضغوط أضعفت قدرة العدالة وقيّدت يد القانون عن ملاحقة المنفذين وقد كان رأسهم على الأراضي اللبنانية حتى إخراجه إلى سوريا، بينما لم نرَ موقفاً رسمياً حازماً تجاه النظام السوري الذي ثبت تورّطه في هذه الجريمة كما كان قدر حاصر طرابلس واغتال أغلى رجالها وأبرزهم الشهيد خليل عكاوي (أبو عربي) وارتكب مجزرة التبانة عام 1989 بمشاركة بعض من ينتسبون إلى طرابلس.
وأكّد هرموش أنّنا لن ننسى كلّ ما حلّ بنا من إجرام محور إيران والنظام السوري، ولن يتطبّع اللبنانيون الأحرار مع هذا المحور الذي عاث خراباً في المنطقة العربية ويمارس تخريبه في لبنان بلا هوادة، فيعطّل الحياة الدستورية ويتسبّب في الانهيارات الاقتصادية والخراب المالي والتفريغ السكاني للبنانيين، مشدِّداً على أنّه لا مكان في طرابلس والشمال لاختراقات هذا المحور لأنّه لا يعمل إلاّ لإثارة الفتن وإحداث الشرخ في المجتمعات، بينما نحتاج إلى جميع أشكال التكاتف والتضامن الداخلي في ظلّ ما يواجهه لبنان من تحديات داخلية وخارجية.