Mr. Jackson
@mrjackson

هل من يثأر لبيروت؟

بقلم أحمد أمين قباني

بيروت، المدينة التي لطالما نبضت بالحياة والفن والثقافة، لا تزال حتى اليوم تعاني من آثار انفجار المرفأ الذي هزها في 4 أب 2020. أربع سنوات مرت منذ ذلك اليوم المشؤوم، لكن الجراح لم تندمل، والأسئلة لم تجد إجابات. في الذكرى الرابعة لهذه الكارثة، نتساءل: هل من يثأر لبيروت؟ هل من يحاسب المسؤولين عن هذه الجريمة؟ وهل هناك أمل في العدالة والمساءلة؟

انفجار المرفأ لم يكن مجرد حادث عرضي، بل كان نتيجة إهمال وفساد وتقصير. فقد تسبب الانفجار في مقتل أكثر من 200 شخص، وجرح الآلاف، وتشريد عشرات الآلاف من منازلهم، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً في قلب العاصمة اللبنانية. ورغم هذه الفاجعة، لم تتخذ السلطات اللبنانية أي خطوات جادة لمحاسبة المتسببين وفي ظل تعطيل عمل العدالة ، مما زاد من إحباط وغضب اهالي الضحايا .

في الذكرى الرابعة، خرج أهالي الضحايا مرة أخرى إلى موقع الانفجار ، يحملون صور ضحايا الانفجار ويطالبون بالعدالة. فالمطالبات ليست فقط من أجل الذين فقدوا حياتهم أو أُصيبوا، بل من أجل مستقبل لبنان بأسره. الشعب اللبناني يريد إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب، ويريد بناء دولة قادرة على حماية مواطنيها وضمان حقوقهم.

المجتمع الدولي أيضاً لم يبقَ صامتاً. فقد دعا العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى إجراء تحقيق شفاف ومستقل في الانفجار. لكن هذه الدعوات لم تجد صدىً يذكر لدى السلطات اللبنانية، التي استمرت في المماطلة والتسويف.

على الرغم من كل الصعاب، يظل الأمل قائماً. فالشعب اللبناني أظهر مراراً وتكراراً أنه قادر على الوقوف في وجه الظلم والفساد. و على الفعاليات ان يكون لهم دوراً حيوياً في توثيق الانتهاكات والضغط من أجل التغيير و اظهار الحقيقية.

في النهاية، يبقى السؤال: هل من يثأر لبيروت؟ الجواب ليس بسيطاً، لكنه يبدأ بالوعي والإصرار على المطالبة بالعدالة. فالعدالة ليست فقط من أجل ضحايا الانفجار، بل من أجل كل لبناني يحلم بوطن يحترم كرامته ويحمي حقوقه.

بيروت تستحق أكثر من مجرد ذكرى. بيروت تستحق العدالة، وتستحق أن يثأر لها. هل من يسمع نداءها؟ هل من يجيب؟ فقط الزمن سيخبرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *