طارق الحجيري
لم يبق في لبنان أي مُؤشِّر أو دليل على إمكانية إنقاذه من الموت، الانهيارات على الصعد كافة، سياسية أمنية اخلاقية مالية اقتصادية، عصابات التيك توك تعتدي على براءة الطفولة وتبتَّزهم مقابل مردود مالي أعمى عيون الأهل، شادن فقيه تُشكَّل نقطة تلاقي المرجعيات الإسلامية على سجنها، جرائم القتل والتشليح والسرقات والاغتصاب باتت روائحها تُزكم الأنوف، فيما السلطة السياسية غاشية وماشية.
حرب في الجنوب وهجرة غالبية أهله، الدمار والخراب بلغا مستويات هائلة، الجنائز تنتقل وسط انتشارات عسكرية مسلحة وعلى عينك يا دولة، فيما الاشتباك الكلامي حول المشاغلة والقرار الأممي ١٧٠١ترتفع حدته وقسوته.
اللجوء السوري تزداد قوة تأثيره السلبي، فيما النقاش حوله يأخذ البلد صوب الانفجار أكثر مما يقربه من الحل، الحل يكون وفق مصلحة لبنان وشعبه ضمن الأنظمة والقوانين الدولية والانسانية، لكن المؤسف أن القوى الفاعلة دوليا تساوم وتهادن نظام الاجرام الذي هجرهم ويرفض عودتهم.
وسط كل هذا الموت والخراب والدمار وانسداد الأفق، يقترب الشغور الرئاسي من عامه الثاني دون مؤشرات فعلية لقرب انتهائه، لأن حزب إيران لا زال مستمرا باستكباره إما مرشحه أو الفراغ.الغريب العجيب أنه رغم كل المآسي التي تجري يستمر الشعب اللبناني في انقساماته بل يزيدها كل يوم وتتفرع عنها انقسامات جديدة، الارتطام الكبير بات وشيكا والانفجار يدنو رويدا رويدا، وشعب لبنان يستمر في تقديس بضعة زعماء أحرقوا البلد نهبوه وسرقوه والآن يأخذونه للموت المحتوم.
الحل يعرفه الجميع وتتجاهله الأغلبية المنتفعة من الدويلة، لا حل سوى بالعودة لمنطق الدولة، إعلاء مصلحة لبنان هي التي تنقذنا، جر لبنان لحرب مع اسرائيل ستدخله أتونا لا يخرج منه، فلا يُعقل أن يتحمل لبنان وحده عبأ القضية الفلسطينية نيابة عن كل العرب والمسلمين والمسيحيين.
كذبة المشاغلة لتحرير فلسطين والمقدسات وازالة اسرائيل من الوجود، كلها شعارات جوفاء فارغة لا نفع منها ولا جدوى، النفع الوطني يكون بتجنيب لبنان الحرب وانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة السياسية الطبيعية الى انتظامها وبغير ذلك ذاهبون الى العدم سوياً.