Mr. Jackson
@mrjackson

لبنان والشبح الاسرائيلي

طارق الحجيري

يكثر الحديث في الأيام الأخيرة عن حرب إسرائيلية شاملة على لبنان تتخطى حدود الاشتباك المعمول بها منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حتى أن الموفد الفرنسي برنار إيمييه أبلغ الرئيس نبيه بري صراحة وبوضوح أن إسرائيل تتجه لتنفيذ خطتها العسكرية المسماة “الشبح” وهي عبارة عن عمليات خاطفة وقصف شديد لإحداث تدمير وقتل شديدين تستحيل بعدهما قيامة لبنان.

الموفد الفرنسي طبعا كغيره من موفدي الدول، نصح بقايا السلطة اللبنانية بضرورة تجنب هذه الحرب وإبعاد كأسها المرة عن بلدها، فلبنان غير قادر على تحمل كلفة الحرب وعاجزا عن إعمار ما ستخربه.

الواضح أن جميع الأطراف علقت على شجرة شعاراتها العالية، فحزب إيران الذي أرهق كاهل البلد وتغولت دويلته على الدولة حتى أحالتها أثرا بعد عين، يعي دقة المرحلة وصعوبتها وأن نتيجة الحرب فكاك لبنان من قبضة مشروعه ومشروع أسياده في طهران، حركة حماس أوقعت نفسها بين خيارين أحلاهما مر، فلا هي قادرة على هزيمة الإحتلال عسكريا ولا هي قادرة على التراجع فتكتب نهايتها بيدها، أما حكومة اليمين المتطرف الصهيونية وقعت أيضا أسيرة شعاراتها بتحرير الأسرى والقضاء على حماس ثم إعادة الأمان لشعبها ومستوطنيها.

المواطن اللبناني بات يعيش وفق قاعدة “كل يوم بيومو” لا تعنيه الشعارات العالية ولا خطابات النصر الفارغة، همه البقاء آمنا في بيته خلال فصل الشتاء وتأمين ما أمكنه من قوت عائلته ووسائل تدفئتها وأقساط مدارس أبنائه، فالكهرباء غائبة والمشافي فواتيرها باهظة جدا يعجز غالبية اللبنانيين عن تحملها، الأمن سائب وعصابات المخدرات والخطف والسرقات تزدهر أعمالها.

كل ما يجري يحتم على الجميع التواضع وخفض مستوى المطالب، بعد تفادي الفراغ في مؤسسة الجيش وباقي القوى الأمنية لا حل إلا بالعودة لمنطق الدولة فعلا لا قولا، انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة طوارئ تحاول إنتشالنا من قعر الهاوية حيث نقبع .

الدولة هي الحل الوحيد والمنقذ الأوحد للجميع، مشروع السلاح خارجها بانت كل عيوبه ومساوئه الغير خفية أصلا، بقاؤه بات عبئا وجوديا على لبنان وشعبه، يبقى السؤال بل التمني هل أوصلنا السلاح خارج الدولة وعليها إلى نقطة اللاعودة؟ هل يصبح لبنان غزة ثانية؟

أمل اللبنانيين جميعا بمن فيهم أبناء البيئة الحاضنة للسلاح يتمنون تجنب حرب تقتل حاضرهم ومستقبل الأجيال القادمة وتشردهم في اصقاع الدنيا ومخيمات النزوح والبؤس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *