Mr. Jackson
@mrjackson

التفاهة الباسيلية

طارق الحجيري

عرف لبنان منذ اعلان دولة لبنان الكبير وبعد الاستقلال الكثير من حالات الرداءة والأنانيات السياسية، سواء لأجل البقاء في المناصب أو نيل الصفقات أو لأجل دخول جنة السلطة مغانمها.

لكن بعودة ميشال عون عام 2005 عرفت الحياة السياسية اللبنانية أكثر  النماذج سوءا ورداءة وانحطاطا، فعون الذي فر هاربا تاركا عائلته وضباطه وجنوده بين أيدي الإحتلال الأسدي رأى اللبنانيون معه كيف تباع القضايا والدماء والشهداء والتاريخ لأجل كرسي للحكم وإن كان بلا حكم .

أما صهره المعجزة جبران باسيل فحدث بلا حرج، متسلق متملق منافق عند مصلحته تهون الدساتير والمهل القانونية والأعراف ،ميكافيلي الهوى والهوية بكل ما فيها وصولية وغدر وارتهان، يمثل إكرامه من أهل طرابلس بالبيض والبندورة رغم ارتفاع سعرهما مدى الإنحدار الذي وصله بعيون اللبنانيين جميعا.

الفتنة المتنقلة كما يسميه العقلاء العارفون، أطل بالأمس على اللبنانيين من خلف شاشته شارحا لهم فساد وهدر وسرقات وقلة أمانة قائد الجيش ونكثه بالعهود !!!!! كان قد شرح سابقا لأميركا وبريطانيا كيف تدار البلدان اقتصاديا بلا موازنة وشرح لفرنسا أيضا كيف تحترم الدساتير.

لنفرض صدقية ما ساقه من تهم ضد العماد جوزيف عون والكل يعرف كذبها وزيفها، لكن باسيل نفسه أخر من يحق له إتهام الغير لا سيما أن سدوده الجافة وصفقاته الكهربائية والمائية والهاتفية والتربوية لا زالت ماثلة للعيان، أما في الوطنية فلم ينس اللبنانيون بعد من أوقف مرسوم مأموري الأحراش ولماذا.

بالطبع قائد الجيش ليس من الآلهة المنزهين ولا الأنبياء المعصومين، لكن شيطنة مسيرته وأبلستها بهدف منعه من الوصول لكرسي بعبدا هو محض تجني وافتراء وقلة حياء .

جوزيف عون حتى الآن لا يمثل جهة سياسية أو طائفية بل يمثل مؤسسة وطنية جامعة ينبغي الحفاظ عليها بكل حكمة وتأني بكل ما لها وعليها .  أما باسيل فهو شريك أساسي بل الصانع الأول للحالة الجهنمية التي يعيشها لبنان وأهله، لم يعد البلد يحتمل نزقاته وولدانته وصغاراته، كرسي بعبدا بحاجة لقامة وطنية سياسية حكيمة مترفعة عن الباسيليات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولمداواة البلد الذي انهكه باسيل وعمه ومن خلفها محور العدمية والجريمة الممتد من طهران حتى ركام غزة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *